لم يختلف المشهد بميدان التحرير بالأمس عندما تم إعلان فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي برئاسة مصر، عن مشهد إعلان تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ففى كلاهما علت الأصوات بالفرحة والهتافات والتكبير والتعبير عن فرحة شوهدت على وجوه المحتشدين بميدان التحرير. ومرسي حصل على 13230131 صوتاً بنسبة 51.7% بفارق 882.751 صوتاً، بينما حصل شفيق على 12347380 صوتاً بنسبة 48.3%، ليكون مرسي بذلك الفائز الشرعي بانتخابات الرئاسة المصرية. من السجن الى القصر فوز مرشح الإخوان محمد مرسي برئاسة مصر الذي طاله مثل غيره من الإخوان المسلمين الاعتقال في السجون إبان حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك، جعله أول رئيس من السجن إلى القصر، ففى الثامن عشر من مايو 2006م تم اعتقال »مرسي«، من أمام محكمة شمال القاهرة، ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، أثناء مشاركته في مظاهرات شعبية تندِّد بتحويل اثنين من القضاة إلى لجنة الصلاحية وهما المستشاران محمود مكي وهشام البسطويسي، بسبب موقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب، عام 2005م، وتم الافراج عنه فى العاشر من ديسمبر من عام 2006م، ومع بداية ثورة الخامس والعشرين من يناير وفي الثامن والعشرين من عام 2011م تم اعتقاله من قبل سلطات الأمن وإيداعه في سجن وادي النطرون مع «34» من قيادات الإخوان على مستوى المحافظات، لمنعهم من المشاركة في جمعة الغضب. ولكن بعد يومين فقط وفي الثلاثون من يناير تم تحريره من قبل الاهالى والثوار، بعد ترك الأمن للسجون خلال الثورة. الإعادة في مسيرة مرسي يبدو أن الإعادة فى مسيرة مرسى شكلت هذه المرة نصراً على منافسه محمد شفيق بعكس ما حدث فى عام 2005م عندما دخل »مرسي« انتخابات مجلس الشعب، وحصل على أعلى الأصوات، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، لكن تم إجراء جولة إعادة، وأعلن بعدها فوز منافسه، لتأتي هذه المرة الإعادة لتجعله أول رئيس منتخب بعد انتخابات حرة وتعددية، وأول رئيس إسلامى لجمهورية مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. الوصول إلى كرسي الرئاسة في مصر جاء اختيار مصر لرؤسائها على النحو الآتي: فقد جاء مبارك والرئيس الراحل أنور السادات إلى الحكم من منصب نائب الرئيس بعد وفاة السادات عام 1981م ووفاة عبد الناصر عام 1970م، وانتخب عبد الناصر والسادات في استفتاءات، وكذلك مبارك في أغلب سنوات حكمه. واعتاد المصريون عدم المشاركة في الاستفتاءات، لكن السلطات أعلنت في كل مرة عن إقبال كبير من الناخبين من أجل أن تعطي الرئيس شرعية يحتاج إليها. وفي عام 2005م تحت ضغط من الولاياتالمتحدة استهدف تحقيق انفتاح سياسي أجرت مصر أول انتخابات تنافسية، لكن قواعدها جعلت من المستحيل أن يوجد منافس قوي لمبارك الذي اكتسح الانتخابات دون أن يكون في ذلك مفاجأة لأحد. مفارقة عجيبة بثتها مواقع التواصل الاجتماعي وهي تصور مشهد الرئيس السابق حسني مبارك وهو خلف القضبان ومرسي الذي أصبح رئيساً في صورة كتب عليها «محمد مرسي كان سجيناً وأصبح رئيساً، وحسني مبارك كان رئيساً وأصبح سجيناً» سيرته الذاتية ولد محمد مرسي في 20 أغسطس 1951م في قرية العدوة، مركز ههيا بمحافظة الشرقية. ونشأ في قريته وسط عائلة مصرية بسيطة لأب فلاح وأم ربة منزل، وهو الابن الأكبر لهما، وهما متوفيان الآن، وله من الأشقاء أختان وثلاثة من الإخوة، وتفوق عبر مرحلة التعليم في مدارس محافظة الشرقية، وانتقل للقاهرة للدراسة الجامعية، وعمل معيداً ثم خدم بالجيش المصري في الفترة من «1975 1976م» جندياً بسلاح الحرب الكيميائية بالفرقة الثانية مشاة، وتزوج في 30 نوفمبر 1978م، ورزق بخمسة من الأبناء «أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبد الله»، وله 3 أحفاد.