مقدمة ——– ***- اليوم الأحد. نهاية العطلة الأسبوعية في المانيا، وهو اليوم الذي اخصص فيه جزءآ كبيرآ وساعات طويلة للمكالمات التلفونية مع اهلي واقربائي واصدقائي في السودان وبدول الغربة والشتات، واعرف منهم الجديد في احوالهم (وكيف عايشيين??)!! ***- عادة ماابدأ مكالماتي مع أهلي في حلفاالجديدة، الذين يتناقصون بسبب مرض سرطان (الأستبسوس) الذي استشري فيهم كالوباء وراح ينهي السكان…احيانآ بالجملة وفي اغلب الاحايين فرادي بمعدل شخص كل اسبوع، وافهم من مكالماتهم ان الحكومة المركزية اصلآ غير مهتمة بحال السكان المزري، ولااحدآ من كبار المسئوليين بالحكومة الولائية قد زارهم وعاين المنطقة منذ شهور طويلة. وابدآ في تلقي اخبار من توفاهم الله الي رحمته، ومااكثرهم عددآ!! مدخل أول ——– - واتصل بأهلي في الخرطوم ودائمآ لاجديد عندهم: ***- التيار الكهربائي مقطوع ( ملحوظة: عندما خرجت من الخرطوم اخر مرة عام 1985، كانت الكهرباء ايضآ في هذا اليوم في سبات عميق!!)، ومياة الشرب النقية معدومة، والجو ساخن (سخونية نار جهنم) كما علق احدهم!!، واسعار السلع الضرورية اصبحت هاجس الحكومة وغضب الاهالي العارم، ***- قال احدهم: ( برميل الموية وصل سعره الي نحو 15 – 18 جنيهآ في بعض مناطق الكلاكات وامبدة، وظهرت شركات تبيع لنا ( الموية السعودية ) في باقات وجركانات!!!، واعتقد انها احدي علامات الساعة، فعندنا النيل الأزرق والأبيض ونشرب موية السعودية المكررة من موية البحر الاحمر، وعندنا البحر الأحمر!! ***- بجانب غلاء الاسعار- يقول قريبي في كلامه- هناك ظاهرة ارتفاع اسعار في كل شي بحجة غلاء البنزين، فارتفعت رسوم الجامعات، والسكن بالداخليات، والمواصلات الداخلية ومابين الولايات، واسعار رسوم الكهرباء والمياة، وانابيب الغاز، ***- اما اسعار الأدوية فيوميآ في تصاعد بلا رقابة او تدخل من الحكومة، الأسر التي تستعمل الفحم اصبحت في حيرة شديدة بعد ان ارتفعت اسعارها بصورة مبالغة فيها، ويعزي تجار الفحم ارتفاع الاسعار الي ان السودان قد خلي من الاشجار!!، براميل القمامة غدت خالية من الوسخ، فما عاد احدآعنده شيئآ ويرميه…ولكن الاطفال اللقطاء في ازدياد في بعض البراميل!! المدخل الثاني: —————- ***- عند اتصالاتي مع اهلي واصدقائي بالسعودية، اجدهم كلهم وبلا استثناء دومآ محبطيين ويشتكون مر الشكوي من اوضاعهم المتردية التي تغيرت 180 درجة بالاتجاه المعاكس!!، فالحياة في السعودية لم تعد كما في السابق، والرواتب قلت كثيرآ، وكان يمكن لهذه الاسر ان تصبر علي العيشة بالسعودية لو كانت الاوضاع جيدة بالسودان، والتعليم مجانآ لابناء وبنات المغتربيين، والجهات الرسمية تسهل لهم الحياة الكريمة ومابعد العودة النهائية للوطن، ***- ولكن ومن مهازل القدر- يقول قريبي في كلامه- لقد خصص لنا الانقاذ جهازآ اسمه – (جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج)، مهمته ان يستنفذ كل ماعندنا حتي اخر (هللة)، والويل وكل الويل لل(بقرة الحلوب) التي ترفض ان تدر الدولارات للحكومة!!، ***- ويكمل كلامه فيقول:( اصبحنا وبفضل هذا الجهاز وسياساته، لانستطيع السفر الي السودان في كل اجازة صيفية، وبعض الاسر هنا باعت املاكها واراضيها السكنية لتعليم اولادهم بالجامعات السودانية!!..نحن (أل ياسر) الجدد فصبرآان موعدنا الجنة!! المدخل الثالث: —————– ***- الغريب في الأمر عند اتصالاتي بأهلي واصدقائي في القاهرة واسوان، دومآ اجد عندهم المثير الخطر!! ***- يقول احد اصدقائي ويقيم بالقاهرة: ( ان ظاهرة قدوم الاثرياء من السودان للقاهرة لشراء الشقق الفاخرة بابراج المدينة اصبحت لاتلفت الأنظار، ولم يعد غريبآ ان يملك احدآ منهم فيلا ثمنها مايعادل نحو 4 مليون دولار، او شقة مطلة علي النيل ثمنها نحو 4 الي 5 مليون دولار!!، ***- اغلب الذين اغتنوا وامتلكوا شققآ فاخرة وفلل (اخر ابهة)- كما يقولوا المصريين- هم اعضاء الحزب الحاكم واقاربهم، ورغم ان القانون المصري لايسمح للمغترب بامتلاك اكثر من سكن بمصر، الا ان هؤلاء قد استطاعوا وان يؤمنوا لهم ولاولادهم السكن الفاخر وبدون اي مخالفات للقوانين، فهؤلاء الاثرياء يحترمون القوانين المصرية بدقة…عكس الحال عندما يكونون في بلدهم!! ***- يقول احد اصدقائي : لأ تقوم السفارة باي دور في تقديم المساعدات والبحث عن الشقق الفاخرة والقصور للاثرياء بالحزب الحاكم والراغبون في السكن بالقاهرة عندما (اذا زلزلت الأرض زلزلاها)، فهذه مهمة (مكتب حزب المؤتمر الوطني) بالقاهرة، ولها الغرض تم تاسيسه والصرف عليه!!، وهو الذي يقوم بتسهيل كل المهام بالبحث والاتصالات والمعاينات والاتفاق، وماعلي الثري الا… الدفع عدآ ونقدآ!! ***- يندر وان يكون هناك عضوآ كبيرآ بالحزب الحاكم ولا يملك شقة فخمة، او فيلا فاخرة، او قصرآ (كما في الافلام)!!، وقد ساعدتهم الاحداث الاخيرة التي جرت في مصر، فتدهورت الاوضاع الاقتصادية كثيرآ، ونزلت اسعار الشقق والفلل كثيرآ، بجانب هبوط سعر الجنيه المصري، فسارع كبار الاثرياء بالحزب الحاكم في الخرطوم الي انتهاز هذه الفرصة، فسارعوا بالشراء وامتلاك احسن وافخم المساكن، بل ويمكن ان نقول انهم نافسوا شيوخ واثرياء السعوية والخليج في الشراء، وكانت اسعارهم هي الاعلي من المنافسيين السعوديين وتجار الخليج!! ***- يقول احد اصدقائي: ( المجلس القيادي للمؤتمر الوطني يتكون من: اعضاء المكتب القيادي وعددهم 46 قياديآ بجانب رؤساء ونواب رؤساء المؤتمر الوطني بالولايات المختلفة. ***- واؤكد تمامآ بان اكثر من 80% من اعضاء المجلس القيادي للمؤتمر الوطني يملكون افخر وافخم الشقق والفلل بالقاهرة،- اي انهم قد بنوا واسسوا( كافوري ) اخري في مصر!!….ومازالت امامهم عروض اخري لشراء شقق فاخرة بالطوابق العليا تطل علي النيل وابو الهول والاهرامات!! ***- يقول احد اصدقائي في نهاية كلامه: ( اثرياء المؤتمر الوطني والذين جاءوا اخيرآ للقاهرة لشراء مساكن، هم وراء ارتفاع اسعار العقارات بالقاهرة، فهؤلاء الاثرياء لايدققون كثيرآ في اسعار الشقق والفلل المعروضة عليهم…ويدفعون فورآ (Casch down) وبلا مماطلة واخذ ورد)!! ***- المهم عندهم، انهم أمنوا اماكن لملاذهم ولجؤهم مستقبلآ، بدلآ وان يصبح حالهم كحال اعضاء حزب حسني مبارك، وعلي صالح، والقذافي!!…بعدين، هم دافعين حاجة من جيوبهم?!!…ماهي شقق وفلل اشتروها بفلوس عائدات النفط، ودولارات المغتربين!!………..هي لله هي لله!! [email protected]