تاج السر حسين [email protected] ظللنا نكتب عن (أم درمان) على نحو خاص وباهتمام زائد وفى شوق وحب .. وذاك لم يكن انحيازا عشوائيا سببه شرف الأنتماء لأهلها – لا سكانها – أو تعصبا عنصريا لقبيلة من قبائلها كما يظن البعض معذورين، وأنما تقديرا لتاريخ تلك المدينه الباسله فى مواجهة الطغاة، ومعرفة بأنها تضم فى احشائها كافة قبائل السودان من اقصى الشمال لأقصى الجنوب ومن اقصى الغرب لأقصى الشرق، حتى اصبحت (ام درمان) تمثل ملخصا للسودان كله دون انتقاص للمدن الأخرى الأقدم منها تأسيسا وعراقة. بل ضمت ام درمان جاليات من دول أخرى شوام ومصريين وهنود ومنحتهم (جنسيتها) وأكسبتهم ثقافتها وقيمها وكرمها وحنيتها وتسامحها. ولذلك اقترحت ذات مرة فى أحدى مقالاتى،أن تدرس (الجميعه العامه للأمم المتحده) والمنظمات الدوليه ذات الصله، ثقافة هذه المدينه والأستفاده منها فلى حل المشاكل والنزاعات فى دول تعانى من الطائفيه والتمييز العنصرى بين مواطنيها. فى وقت أبى فيه لئام النظام الفاسد المتغطرس الغبى، أن يحتفظ الأنسان (الجنوبى) وهو سودانى اصيل بجنسية وطنه الأم!!! أم درمان .. الباسله عرفت بصبرها وأحتمالها لتفاهات وسقاطات الحكام الفاسدين والمستبدين دون أن تؤيدهم أو تدين لهم بالطاعة والولاء، حفاظا على أمن الوطن والمواطنين وأستقرارهم، لكن حينما يفيض الكيل فتنفض وتثور فذاك يعنى أن السودان كله يغلى كالمرجل غضبا وينتفض ويثور وعلى الحاكم الطاغيه المستبد أن يجهز نفسه للسجن أو المنفى. ولو لم تكن ام درمان تستحق ذلك التقدير لما كتب فيها الشاعر (عبدالمنعم عبد الحى) قصيدته الرائعه (أنا أم درمان) التى يقول فيها: أنا امدرمان تأمل في ربوعي أنا السودان تمثل في نجوعي أنا ابن الشمال سكنته قلبي على ابن الجنوب ضميت ضلوعي أنا امدرمان سلوا النيلين عني وعن عزمات فتاى عند التجني فخير بنيك يا سودان مني سلو الحادي سلوا الشادي المغني أنا امدرمان اذا ما قلت اعني فما نيل المطالب بالتمني تجيش النفس بالامال لكن ولكن .. هذه لما لا تدعني أنا امدرمان مضى أمسي بنحسي غدا وفتاى يحطم قيد حبسي واخرج للملاء في ثوب عرسي وابسم بعدما قد طال عبسي وأعلن والفضاء يعلن همسي واهتف و الورى يعرف حسي فيا سودان اذا ما النفس هانت أقدم للفداء روحي ونفسي أكرر هذه المربع واشعر بالأسى والاسف والحسره: أنا امدرمان تأمل في ربوعي أنا السودان تمثل في نجوعي أنا ابن الشمال سكنته قلبي على ابن الجنوب ضميت ضلوعي ولو لم تكن أم درمان تستحق تلك المكانه لما كتب فيها شاعر (عازه) الرائع (خليل فرح) القادم من أقصى الشمال قصيدته مودعا أحيائها فى طريقه للعلاج فى مصر:- ماهو عارف قدمه المفارق يا محط آمالي السلام في سموم الصيف لاح له بارق لم يزل يرتاد المشارق كان مع الأحباب نجمه شارق ماله والأفلاك في الظلام يا دهر أهوالك تسارق منها كم كم شابت مفارق ما علينا الفات كله فارق رقنا وله نعيد الملام من حطامك أنا غصني وارق في شن أبقيت للطوارق غير قليبا في همومه غارق ولسانا برده الكلام ويح قلبي الما انفك خافق فارق ام درمان باكي شافق يا أم قبايل ما فيك منافق سقي أرضك صوب الغمام يا بلادي كم فيك حاذق غير الهك ما أم رازق من شعاره دخول المأزق يتفاني وشرفك تمام مسرح الغزلان في الحدايق والشوارع الغر والمضايق قول لي كيف أمسيت دمت رايق دام بهاك مشمول بالنظان مجلس اللذات في النمارق والترف لا زال وصفه خارق ضاري حسك فاح جانا مارق وله قاطعو الريح ما هو لام في يمين النيل حيث سابق كنا فوق أعراف السوابق الضريح الفاح طيبه عابق السلام يا المهدي الامام أين مني الودعته شاهق باكي ناهد لسه مراهق عيني ما بتشوف الا شاهق أين وجه البدر التمام أين مني الفي زهوه باسق في شبابه نقي من مفاسق بين ثيابه البيض المناسق حولك اشبه رتل الحمام يا بريد الجو فوقي حالق ميل علي الروح ليها خالق عدت سالم قول وأنت عالق مقرن النيلين كيلو كام الحبايب لفتوا الخلايق بيني وبينهم قطعوا العلايق ان دلال ان تيه كله لا يق نحن ما مجينا الخصام يا جميل يا نور الشقايق أملأ كأسك واصبر دقايق مجلسك مفهوم شوفه