عنما يخرج المواطنون الى الشارع للتعبير عن موقفهم او الدفاع عن حقوقهم تحدث بعض التجاوزات اللاارادية من العقل الجمعي الذي لا يمكن التحكم فيه ‘ لذلك تتحمل القيادات الميدانية – لم اقل السياسية – مسؤولية ضبط السلوك الجمعي وحماية المنشئات العامة والممتلكات الخاصة من التخريب. معروف انه من الممكن ان يندس بعض ضعاف النفوس ويتعمدون التخريب والتعدي على ممتكات ومقتنيات الاخرين والمنشئات العامة التي هي ملك للمواطنين انفسهم ‘ وهذا يسيء للمواطنين قبل غيرهم رغم براءتهم من هذه الافعال غير السوية وغير الاخلاقية. ذلك لا يبرر العنف ضد المواطنين او التضييق على الحريات لانه يزيد الوضع احتقانا وتوترا ولن يفلح في محاصرة الحراك الجماهيري العفوي ‘ بل ربما يضاعف من حدة الانفعال الجمعي وتزداد حالات التخريب التي لاتخدم الا اعداء الوطن و المواطنين. نحن من انصار الحل السياسي السلمي لكن للاسف لم يسمع نصحنا احد عندما دعونا لان يرتفع صوت الحكمة والتنادي الى كلمة سواء بين اهل السودان كافة للوصول الى تسوية سياسية شاملة تجنب السودان الباقي الانهيار الذي لا يبقي ولا يذر. ما زالت الفرصة مواتية امام الحكماء من اهل السودان لمعاجة الاختناقات والاختلالات الماثلة ‘ وذلك يتطلب تنازلات لازمة لاحتواء حالة الاحتقان القائمة ‘ ليس لتهدئة الشارع ‘ وانما للوصول الى الاتفاق المنشود الذي يحفظ السودان الباقي ويحفظ كامل حقوق اهله جميعا في حياة حرة كريمة بعيدا عن القهر والظلم. هذا يتطلب من الجميع الارتفاع فوق كل الاجندة الحزبية وفي مقدمتها اجندة حزب لمؤتمر لوطني الحاكم التي تسببت في هذه الاختناقات والاختلالات ‘ والاعتراف بوجود هذه الاختناقات والاختلالات السياسية والاقتصادية والامنية ‘ وانها في حاجة لمعاجة جذرية وعاجلة. ليس من مصلحة الحزب الحاكم ولا اجهزته التخندق خلف هذه الاجندة الحزبيةوالتضييق على الاخرين لان ذلك سيفاقم هذه الاختناقات والاختلالاات وتداعياتها التي لن لن يسلم منهااحد. ابعدوا اجندتكم الحزبية ووظفوا كل همكم للمعالجة الجذرية التي يمكن ان تخلص الوطن والمواطنين من الانهيار الذي على وشك ان تدخل فيه البلاد. نحن مع التغيير والاصلاح السياسي والاقتصادي والقانوني لكننا ضد التخريب وضد القهر ايضا *ارفعوا كل اجندكتم الحزبية عن الشعب وتعالوا الى كلمة سواء لصالح اهل السودان الباقي.