العشرات من طلاب وطالبات جامعة الخرطوم في حوادث المستشفيات ، مصابين بالسواطير والسكاكين والسيخ . وكان الطلاب خرجوا في تظاهرة أمس الأحد ، طوقتهم عناصر الأجهزة الرسمية من الأمام – تطلق قنابل الغاز ، وتضرب بالهراوات والخراطيم ، ومن الخلف يضربهم (رباطة) المؤتمر الوطني مسلحين بالسواطير والسيوف والسكاكين. ووصف طالب بجامعة الخرطوم المجزرة قائلاً : (يا ناس والله العظيم ناس جامعة الخرطوم مالين حوادث الخرطوم إصابات بالحملة والله تبكي عديل .. ناس مضروبة بالسواطير اقسم بالله العظيم وناس بالسيخ مشهد دموي رهيب انا حسيت انها سوريا عديل ، وين الشعب؟ … وين امهاتنا واخواتنا وابهاتنا؟ ) . وكان المتحدث باسم الشرطة أعلن عقب إجتماعات هيئة قيادة الشرطة عن توجيهات من المدير العام للشرطة – هاشم عثمان ، قريب عمر البشير ومدير مكتبه السابق – عن (حسم قوي وفوري) للمتظاهرين . وأوردت (حريات) أمس ان تكرار قادة النظام للحديث عن (التخريب) يستهدف تبرير حملة القمع الوحشية ضد المتظاهرين . وأبلغ مصدر مطلع وموثوق (حريات) ان حملة القمع الوحشية يديرها نافع علي نافع وهاشم عثمان ومحمد عطا فضل المولى وحسبو عبد الرحمن ( أمين القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني) . وفي تساوق بين العنف الوحشي الدموي على الأرض ، وصف عمر البشير طلاب الجامعات ب (شذاذ الآفاق) ، و (الفقاعات) و(المحرشين) ، في خطابه بقاعة الصداقة أمس الأحد 24 يونيو . والعنف الفاشستي يلحق خسائر جسيمة ، وربما يعرض تحركات الشعب للإنتكاسات ، ولكنه في النهاية غير قادر على إستدامة الأنظمة الطغيانية ، فأين هتلر ، وأين موسليني ، وأين تشاوسيسكو ، وأين شاه ايران ، وأين زين العابدين بن علي ، أين علي عبد الله صالح ، بل ما مصير الدفتردادر في السودان ، وما مصير عبود ونميري ؟ الليل زائل ، والقمع عابر ، والحياة أبقى وأقوى من الرصاص ، هذه حقائق التاريخ ، والذين يعاندونها هم (الفقاعات) و(شذاذ الآفاق) . وما من عاقل يمكن ان تخطر على باله خاطرة ان عمر البشير – (لص كافوري) متواضع القدرات – يمكن ان يشكل خاتمة مطاف لتاريخ السودان .