أطلقت الشرطة الرصاص الحي بجامعة الخرطوم في تظاهرات قوية عصر اليوم، وقد سقط عدد من الجرحى داخل الجامعة، كما استطاع الطلاب بصمودهم طرد مرتزقة الأمن (الرباطة) من حرم الجامعة. وقالت مصادر لقناة العربية إنه كان هناك جرحى في اطلاق الرصاص الحي داخل جامعة الخرطوم وقال شاهد عيان إنه تم اعتقال د.عصمت محمود نائب عميد كلية الآداب من شارع الجامعة، هذا وقد صد طلاب جامعة الخرطوم هجوم الرباطة الذين فروا جريا الى مسجد الجامعة وسط حماية الأمن، واستطاعوا إغلاق شارع ال( داون تاون) وهو الشارع الذي يشق مجمع الداخليات ويربط بين شارعي الجامعة والجمهورية، وقد أطلقت الشرطة إضافة لذلك البمبان الكثيف والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية. وقال شاهد عيان ل(حريات) إن إطلاق الرصاص الحي كان كثيفا ويبدو أنه من أسلحة طلق متصل تشبه الكلاشنكوف، إضافة للقنابل الصوتية التي استخدمت بحسبه في جمعة شذاذ الآفاق في جامع ودنوباوي لتفريق المتظاهرين، وأكد أن قوات الشرطة والأمن طردت بالكامل من الجامعة ولم تستطع دخولها عصر أمس. وكانت الهتافات التي رددتها حشود ضخمة من الطلاب هي: بالروح بالدم نفديك يا سودان، وثورة ثورة حتى النصر، والشعب يريد إسقاط النظام، ويا خرطوم ثوري ثوري لن يحكمنا لص كافوري. وفي وقت لاحق من تحرير الجامعة استباحت الشرطة والرباطة الحرم الجامعي وكان الاف الطلاب في انتظارهم بكلية الهندسة وبالميدان الغربي تعلوهم الهتافات (يا خرطوم ثوري ثوري لن يحكمنا لص كافوري)، وقال طالب من داخل الجامعة إنهم يواجهون الرصاص الحي ولكنهم صامدون. فيما أكد مراسل قناة الجزيرة التي عرفت بتعاطفها مع نظام الخرطوم وسعيها للتقليل من التظاهرات المضادة للنظام، قال المراسل أمس مساء وهو يتحدث من الخرطوم عن هذه المظاهرات ووصف المواجهات بانها عنيفة وقال إن الشرطة استعملت قنابل الملتوف الحارقة مما أدى إلى إصابة العديد من الطلاب بحروق كثيرة ، وذكر ان احد الاسباب التي اشعلت مظاهرة الأمس حديث ربيع عبدالعاطي أول أمس في قناة الجزيرة وقوله إن متوسط دخل الفرد في السودان 1800 دولار، الشيء الذي قوبل باستهجان كبير وسط المواطنين والنشطاء. هذا واستخدم الرباطة السيخ والسواطير والمولوتوف في مواجهة الطلاب، وهو الشيء الذي تكرر حدوثه مع طلبة الجامعة منذ تفجر شرارة الثورة بيدي طالبات جامعة الخرطوم في 16 يونيو المنصرم والأيام التي تلته حيث شهدت الجامعة تظاهرات قوية في أيام 18 يونيو و20 يونيو و24 يونيو و8 يوليو، ولم تنطفيء شرارة الثورة في جامعة الخرطوم إلا أن المراقبون يجمعون على أن تظاهرة الأمس كانت الأقوى وقد ووجهت بعنف أشد من سواها. كما أحرق الرباطة سيارة نقل تابعة للجامعة داخل الحرم الجامعي، مكررين أيضا حوادث التخريب المماثلة التي قامت بها قوى القمع من قبل، في حين يتهم قادة النظام المتظاهرين سلميا بالتخريب. هذا وحاصرت قوات الأمن الجامعة وظلت كل الطرق المؤدية اليها مغلقة. واستخدمت قوات الامن القنابل الصوتية وهي تقليعة جديدة شوهدت لأول مرة في جمعة شذاذ الآفاق في 6 يوليو، وهي قنابل تحدث دويا شديدا وذلك للارهاب، ولكن لم ينجح ذلك في إخافة الطلاب الذين صمدوا ببسالة، فاخذت قوات الامن المذعورة في اطلاق الرصاص الحي بكثافة علي الطلاب، مما نتج عنه إصابات كبيرة وسط الطلاب وبادروا بطلب سيارات الاسعاف التي لم تأت حتى مساء أمس فيما روى ل(حريات) شاهد عيان. هذا وتردد حديث عن اغتصاب فتاة من قبل الرباطة داخل حرم الجامعة واعتقال اكثر من 50 طالب، وكان الرباطة هددوا الطالبات بالاغتصاب في مجمع شمبات (كليتي الزراعة والبيطرة) أول أمس بخلع سروايلهم أمامهن.