ان السحب لا تحجب عنا الشمس طويلا ، ليس في مقدورها ان تمنع عنا شعاع الشمس ،و السحب لا تُغطي كل الارض ،يبقى هناك فراغ في سمائنا متاح لعظمة الشمس ،كذلك هشام عثمان مهما حاولوا حجبه عنا سيعجزون، فهشام يُموج أشعته و يجوبنا الى دواخلنا الى فكرنا الى خيالنا الى واقعنا الى مبدئنا….. لكن أولئك الطغاة ارادوا به شرا فحبسوه في زنازينهم كي لا تفيض ثوريته الى ابناء وطننا، لكن اقول لهم نحن اعتقلنا هشام عثمان قبلكم حبسناه منذ اول عهدنا به في قلوبنا ، ماذا جرى بعد ذلك، تسرب منا عبر حواسنا اصبحنا ننطق بنفس المبادئ ..الثورة … الحرية …. حقوق الانسان …. العدل …. الانسان اولا .. ان هشام نيوتن هذا العصر يرقد تحت شجرة الظلُم ، و تسقط حريته كالتفاحة ،لكنه اكتشف لنا معنى الثورة اكتشف لنا جاذبية الوطن ……. ان هشام كافكا هذا العصر ،انه يمثل عمليا كل روايات كافكا الخالدة ((المحاكمة ،، الغائب،، وصف النضال،، الحكم ،، رسالة لأب،،، رسائل لميلينا،،، رسائل لفليستا))لغته في النضال جديدة، تعاطيه مع الجمال يسرب اليك احساسا بان هشام احد العناصر المكونة للجمال ليس من الانصاف ان نجمل هشام كثوري فقط بل هنالك هشام الفنان الحساس الذي تتوالى منه قطرات الذوق، كنا في جلسات سمرنا الطويلة نحدثه عن اغنية ما فيعرفنا هو على اغنيات اجمل منها ،عن تراث كردفان عن اهازيج البقارة عن البطانة نجد انفسنا سائحين في سموات ما كنا لنتحسس جمالها لولا ان هشام ارانا اسرار جمالها …. ظهر 19 من يونيو و على بوابة الجناح الغربي حاصرته مجموعة من الرباطة ، مدججه بالسيخ و السواطير و أضرمت في جسده النحيل الالم ، كان الضرب بلا هوادة و كان صموده بلا انكسار ، طلاب جامعة السودان كانوا يشاهدون ذلك العنف البدوي ، لكن هيهات ان يستطيعوا تغيير واقع الهزيمة ، ليست الهزيمة في ان اخاً لهم ينكل به امام اعينهم ، ولا لأن هشام لم يجد من يكون له برداً و سلاماً ، وهو أعزل في خضم المعركة، بل ان الهزيمة للميزان و العلم و الانسانية ، هشام صاحب ال23 ربيعاً يجهد عقله و جسده من اجل وطنه ، و اخرون ل23 ربيعاً يجهدون عقول الشعب و جسده بل يقطعون أوصاله ، يتمتعون بترف الحياة اما هذا اليافع يلاقي المر و الذل ، و اخرين في مكان أخر يقولون ما البديل ؟!! شهر و ام هشام لا تعرف عن ابنها شيئا و هي على بعد عشرات الكيلو مترات شرق السودان، و ابنها يزداد صمودا في كل فجر ، قالوا له سنطلق سراحك اذا وقعت على هذا الاقرار بعدم مشاركتك في احتجاج قادم ، و ما كان منه الا ان يزداد تمسكاً و اصراراً على موقفه و اعتبر ان مجرد التوقيع على اقرار خنوع لا معنى له للطاغية. و أقول لك : انت لست في انتظار الكلمات المرتجفة على سطورها و لا ترنو الى عطف اعدائك الحمقى ولا لبكاء الضعفاء الذين خرجت فيهم مناضلاً لأجلهم ولا لخوفي انا على جسدك ان يمسك سوء . ايها الشامخ في دواخلنا تفرض حبك ام يأتي من اعلى عليين ،،،، ايها الشامخ في وجه اعدائك بصوتك الذي ما بارح الحق قط , تحايانا لك . و نمزج تحايانا اليك بتحايا أُخر لأخوانك و أخواتك الصامدين في جميع معتقلات النظام .