أسامة أحمد خالد دخل الطاغية الروماني كاليجولا البرلمان ممتطيا صهوة جواده العزيز”تانتوس” ولما ابدي عضو برلماني (من حزب المؤتمر الشعبي الروماني طبعاً) اعتراضه علي هذا السلوك الغريب قال له كاليجولا” أنا لا ادري لماذا ابدي العضو ملاحظة علي دخول جوادي المحترم مبنى البرلمان رغم أنه أكثر أهمية منه فيكفي انه يحملني “! فهتف النواب وأيدوا حديث الإمبراطور فزاد في زهوه وأصدر قرارا بتعيين جواده عضوا في البرلمان!!! هلل الأعضاء لحكمة كاليجولا فانطلق في عبثه إلي النهاية فأعلن عن حفل يحتفي فيه بقرار التعيين وكان لابد لأعضاء البرلمان حضور الحفل بالملابس الرسمية. في يوم الحفل فوجئ الحاضرون بأن المأدبة لم يكن بها سوي التبن والشعير!!! فقال لهم كاليجولا لا تندهشوا انه لشرف عظيم لكم أن تأكلوا في صحائف ذهبية ما يأكله حصاني وهكذا أذعن الحضور لرغبة الطاغية وأكلوا التبن والشعير! ورد بصحيفة الصحافة بتاريخ 24 يونيو 2012م إنه في جلسة من جلسات البرلمان السوداني عندما فتح النقاش لتقرير لجنة التشريع والعدل حول القوانين المعدلة لم يتكرم ولا نائب واحد بطلب الفرصة للتداول وإبداء رأيه (طبعاً ما كلين شعير) فقام الطاهر بقفل باب النقاش وعرض التقرير للإجازة وطلب من الموافقين أن يقولوا “نعم ” وبالفعل علت أصوات (أكلة الشعير) “نعم ” ومن باب تأدية الواجب والعمل باللوائح طلب من الرافضين قول “لا” وهو كله ثقة بان القانون سيجاز بالإجماع لان أحدا لم يعترض أو حتى يناقش، ولكن خاب ظنه إذ علت الأصوات بكلمة “لا” وتكاد تقترب من أصوات من قالوا “نعم ” (الله هي حصلت) وظهر الغضب على وجه الرجل وربما تسرب إليه الإحساس بعدم إدراك النواب لما يفعلونه فطلب ممن قالوا “نعم ” الوقوف حتى يعرف من هم الرافضون بعينهم وبالفعل وقف أكلة الشعير وكان العدد كبيرا ولكن الجالسين أيضا كان عددهم كبيرا (الغنماية دي جنت ولا شنو) ومرة أخرى طلب من الرافضين أن يقفوا فتفاجأ الرجل بان أحدا لم يقف (أها أكلوا تبن). أما ما هو أنكى إن احد أكلي التبن وقف عند التداول على خطاب رئيس الجمهورية بشأن الإصلاحات الاقتصادية ليؤيد بشدة رفع الدعم عن المحروقات وينتقل للمطالبة برفعه عن السكر ويبرر ذلك بقوله “السكر دا ما بيستفيد منو إلا الأغنياء في العاصمة ويأكلوا بيه التورتة والبسبوسة والبقلاوة لما مرض السكري بسبب الدعم انتشر أما في الريف بيشربوا شاي بملعقة سكر واحدة ” (شوف ليك جنس أكل تبن) وما أن فرغ الرجل من حديثه حتى قام آخر ليردد ذات العبارات ويزيد عليها بطلب رفع الدعم عن القمح وكافة السلع الاستهلاكية (تبن وشعير). أن يرتضي نواب البرلمان لأنفسهم أكل التبن أو الشعير إرضاءً لرغبات الطاغية المشير فإن الشعب السوداني لن يقل لهم (عر) فهذا شأنهم الذي ارتضوه لأنفسهم (مرمي المؤتمر الوطني ما بترفع) ولكن أن يؤيدوا خطوات المشير لأعلاف الشعب التبن والشعير وأن يصفقوا لزيادة الأسعار ويهللوا لرفع الدعم عن السلع الضرورية فهذا ما لن يرضاه الشعب بل سيقول (يا الباشا أب شعير قول لي نوابك عر) وسيكيل صاع الشعير صاعين وأردب التبن أردبين للمشير ونوابه و(جواده) الذي حمله إلى القصر مرتدفاً أخاً له قبل أن (يفنجض) فيرميه، فالشعب سيرتضي أن يأكل النواب التبن ولكنه لن يرضى أن يأكل الزبانية الحصرم وأبناء الشعب يضرسون. فهؤلاء النواب أكلة التبن لا يمثلون شعب السودان في شي بل الأصح إنهم يمثلوا عليه أو يمثلوا به ومثلهم يؤتى به من أقاصي بعيدة ليعين الأنظمة الظالمة على (كد المكادد المكدود) وليضفي شرعية زائفة على تجاوزات الدكتاتوريات المريرة فهاهم قد صفقوا من قبل لزيادة الأسعار ثم هللوا بعدها لرفع الدعم ولعلهم الآن في انتظار الحفل الكبير الذي سينظمه النظام احتفالاً بالانتصار على الشعب وتمرير القرارات “عنوة واقتدارا”. ولكننا نهدي للمشير مسدار شاعر الكراديس عبد الله ود ميرغني: حَذَرَاكْ مِنْ دِيارْ الجُّوعْ ؤنَبَّتْ رِيشَه رَاكُوبْة خَرِيفْ كَانْ تَخَّنُوۤلْهَا عَرِيشَه مَا تكُدْ المَكَادَدْ ؤبِيۤتُو تَارْكْ العِيشَة كُدْ عَضْم المُلُوك لازِمْ بتلْقَى مَشيشَة وللنواب أكلي التبن: سوداني مسافر على أحد الخطوط الجوية العربية كان يحمل معه قارورة فسيخ فسقطت من يده واندلقت محتوياتها في ممر الطائرة ففاحت الرائحة إياها، المضيف اللبناني سأل المسافر: شو ها خيو؟ فرد عليه الراكب شنو يعني ما أكل، فسأله المضيف مستغرباً: إذا بتأكلوا هيك صنف شو عم تتبرزوا؟