نشرت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الاميركية تقريرًا تحت عنوان “ربيع السودان، سرعان ما خمد رغم تفاؤل الناشطين” حول الانتفاضة الشعبية الاخيرة فى السودان. ولفتت الصحيفة الى ان “الاحتجاجات الشعبية التى شهدتها السودان مؤخرا والتى طالبت باسقاط نظام “البشير” الذي يحكم منذ 23 عاما بعد الاجراءات التقشفية، تراجعت بفضل التعامل الذكي لحكومة الرئيس عمر حسن البشير مع الاحداث وتضييق الخناق على المعارضة، الا ان قدرة الحكومة على السيطرة على الموقف، ليست معناه ان الاوضاع استتقرت، خصوصا ان الاقتصاد لا يزال يعاني”. وتحدثت الصحيفة عن قيام الشرطة السودانية، بمناورات ذكية لاختراق المتظاهرين، الذين تجمعوا في احد مساجد الخرطوم الكبيرة، استعدادا لتنظيم مسيرة، عقب صلاة الجمعة، حيث ارتدى رجال شرطة سريين زيا اسلاميا “جلباب طويلة بعد ان تسللوا الى المسجد، وافسدوا على المتظاهرين خطتهم.” واشار احد الشهود ان رجال الشرطة السرية تسللوا الى المسجد وهم يرتدون نفس الملابس تماما مثل تلك التي يرتديها المصلون من المعارضة وصلوا معهم، وقبل ان تنطلق المسيرة تحرك رجال الشرطة ، بينما كانت سيارات “البيك اب” التابعة للأمن و الخيالة يقفون بالخارج ، فتم تفريق المتظاهرين بسهولة . واوضحت الصحيفة ان “المظاهرات التى بدأت قبل شهر في الجامعات، وانتشرت في الخرطوم ومدن اخرى، كتانت بمثابة الحلم بأن الربيع العربي وصل الى السودان على غرار ثورات مصر وتونس وليبيا”، لافتة الى ان “هناك العديد من العوامل التي ساعدت على ذلك ، ومنها انه بعد فصل جنوب السودان عن الشمال منذ عام ، حرمت الحكومة فى الخرطوم من 75 % من دخلها؛ كما انه تخوض صراعا وتواجه توترا على عدة جبهات، فى الوقت نفسه تضاعف معدل التضخم في العام الماضي إلى 37 % بسبب العقوبات الغربية ، ويواجه “البشير” تهما بالابادة الجماعية من قبل المحكمة الجنائية الدولية”. وتساءلت الصحيفة عما “اذا كان النظام السودانى يستطيع الصمود ، فى ظل الازمة الاقتصادية الخانقة ، وتراجع الايرادات ، وتوتر الجبهات المختلفة ، وتزايد معاناة المواطنين بشكل غير مسبوق”، موضحة ان “النظام السوداني يضطر لدفع رواتب مميزة واضافية لرجال الشرطة من اجل تحفيزهم على العمل واحكام السيطرة على الاوضاع”، مضيفة ان “النظام ينفق 70% من ميزانيته على الدفاع والانفاق العسكري، بينما يتضور الناس جوعا”، متوقعة ان “يقوم النظام السودانى بمزيد من القمع وتكميم الافواه ، ومواجهة المعارضين بكل قوة، من اجل ضمان عدم اندلاع مواجهات يصعب السيطرة عليها ، وفى الوقت نفسه تراهن المعارضة على ان الرجل العادى الذى يعانى من اوضاع اقتصادية صعبة ، لن يتحمل كثيرا وسيخرج من اجل اسقاط النظام اجلا ام عاجلا” .