بقلم. د/يونس عبدالله يونس لعل البعض يتسأل الي هذه اللحظة عما الذي جعل مدعي المحكمة الدولية بلاهاي تقيد الرئيس السوداني في قائمة مجرمي الحرب ودهاقنة القتل الجماعي ، ولعل كل العالم يشهد عندما وقف الرئيس امام كاميرات الاعلام العالمي والمحلي واطلق يد مليشات الابادة والنهب والاغتصاب حين قال ومن دون وعي منه : (ما عاوزين اسير او جريح) مما يعني ان الرجل متجرد حتي من اخلاق الحرب التي يتقيد بها الكل، وبعد نهاية اللقاء هتف الرجل مكبرا تتبعه ابواغه العمياء دون ان يدرون او يدري هو انهم حاربوا الله الذي باسمه يهتفون في ذات المقام، لانهم خالفوا اوامره التي توجه باكرام الاسري الصحاح ناهيك عن الجرحي المكاليم… وقطعا لن يحتاج مدعي المحكمة الجنائية الي شاهد ملك او مجموعة شهود ولو اراد ملايين الشهود لحصل عليهم دون عناء لان العالم كله كان شاهدا. ولقد فهم امراء الحرب وقادة الجيش من الموالين للحزب هذا الكلام والتقطوا الاشارة بمضمونها السليم من حيث انها توجية صريح بالقتل المفرط ، وان من اراد خطب ود الرئيس فعليه ان يقتل بلا رحمة او شفقة ، وبعدها انطلق مشروع حملت الابادة التي دعاء لها ابن العارف بالله امير المؤمنين عمر، حتي بلغت حصيلتها ثلاثمائة الف شهيد وملايين النازحين . ومازال البعض محتارا عن الدافع الذي جعل النظام يتعامل بالعنف المسلح مع متظاهرين كان جلهم من طلاب المدراس وجيل المستقبل القادم الذي لا تحسب له حكومة المشير المفدي حسابا، لانها تختزل كل المستقبل في حاضر كرسي سلطتهم المتهاوي لا محالة . وفك هذا اللغز سهل جدا لو عدنا الي لقاء الرئيس في ولاية النيل الابيض في افتتاح مشروع سكر النيل الابيض الذي ولد مجهضاً . هناك ايضا وفي لحظة من لحظات انجذاب الرئيس وتهويشاته الغبية، صرح محدثا بالصيف الذي يشوي الاعداء ، قاصدا بذلك طلائع الشارع السوداني التي بدت تنتفض ضد حكومتة العرجاء الكسيحة ،وكان من قبل قد مهد لهذا التصريح بسب المتظاهرين سالكا نهج سلفه القذافي الذي لم يصدق حتي وجد نفسه محشواً داخل انبوب … ولم يدري الرئيس مع قله علمه وكثافة جهله ان اصغر طالب علوم سيايسة في السنة الاولي بالجامعة اوسع منه ادراكا وابعد منه افقا واكثرمنه رحمة واعتدالا. ومما لاشك فيه كانت رسالة الريس عمر حرب ذات اتجاهين ، الاتجاة الاول وعيدي وتهديدي للثوار ، واتجاة تحريضي للولاة وقادة الاجهزة الامنية والبوليس السياسي بالضرب بلا رحمة ، ولما كان الولاة والوزراء علي نهج بشيرهم واميرهم ، فقد فهموا الحديث علي انه اوامر مباشرة بالردع القاسي ولا شي غير ذلك. والملاحظ ان غالب الولاة والوزراء في حكومة الريس عمر حرب يسيرون علي خطي المشير لدرجة ان البعض يقلده حتي في طريقة الكلام والملبس، ومثال علي ذلك والي النيل الابيض السابق صاحب الدمع الهطول والفعل الكذوب . ولقد صار تتبع خطي المشير في الاونه الاخيرة من التزلفات التي تقرب صاحبها من المقام السامي او تؤكد علي استمرار ولائه وان كان في مقام النائب الاول صاحب مقولة اضرب لتقتل. ومما لا شك فيه ان والي شمال دارفور حفظ وصية اميره وسيده عن ظهر قلب ، ولما كان جل ولاة درافور هم من الارزقية الذين يشربون انخاب سعادتهم علي حساب تعاسة البسطاء وفوق جماجم الموتي ، كان لابد ان يثبتوا ان ولاياتهم امنة ومستقرة وانه لا وجود لاي عمل معارض ، وان الكل يسبح بحمد الرئيس ويشكره ، كما يؤكد دوما الكذاب الاشر حاكم الفاشر المدعو كبر. مذبحة نيالا ليست مسؤلية من اطلق النار وحده ، هؤلاء هم الحقلة الاصغر في الجريمة ، ولكن تقع كل المسؤلية علي عاتق الرئيس الذي اعطي الضوء الاخضر لذلك امام كل الملأ لتضاف جريمة اخري الي سجل جرائمة المكتظ بالموت والخراب والتشريد والاغتصاب والشتارة ، ثم بعد ذلك تنسحب المسؤلية علي الوالي الذي اثبت انه جدير بثقة الرئيس القاتل والامر بالقتل ، وكفيل بلعنة اهل دارفور والسودان كافة . في حسابات الخرطوم السلطة، ان دماء اهل دارفور رخيصة وبلا ثمن فقد تعودت سفكها من قبل ولم تزل ، وفي حسابات الرئيس ان اعراض اهل دارفور لا قيمة لها، حيث الاغتصاب يرفع المفعول به الي مرتبة شرف الفاعل اي المغتصب الي مرتبة شرف الغاصب . ان مد الثورة لن يتوفق حتي تُلحق البشير ومن معه الي الي مصير القذافي معززا مكرما داخل انبوب ، او منفيا بجوار بن علي الزين , او محمولا علي نعش المبارك حسني ، او ضيفا وجيها داخل قفص المحكمة الدولية. ولكن يبقي السؤال الملح … هل ستعتمد السلطة علي الة القتل لردع المتظاهرين وماهو نجاح هذا الخيار واي ردود فعلٍ سوف بنتج ؟ ولنا عودة