توفي أربعة جنوبيين ، بينهم امرأة وطفل حديث الولادة ، بالخرطوم خلال الأسبوع الماضي ، جراء الأمطار وإحجام سلطات الولاية عن تقديم أبسط أشكال الدعم للجنوبيين المحصورين في العراء في إنتظار عودتهم للجنوب . وأكدت تحقيقات خاصة أجرتها (حريات) ان آلاف الجنوبيين يعيشون في معسكرات في العراء ، في أحياء الشجرة وجبل أولياء والحاج يوسف وأطراف أمبدات ، في ظل إحجام السلطات الحكومية عن تقديم الخيام أو الأغذية أو الرعاية الصحية . وأغلقت الحكومة السودانية الطرق البرية والجوية والنهرية مع جنوب السودان ، كما منعت التحويلات المالية بين البلدين . ومنعت السلطات بشكل متعمد بعض أهالي منطقة الشجرة من تقديم العون الإنساني للجنوبيين المتضررين من الأمطار والسيول . وإنتشرت بين الجنوبيين المحصورين كثير من الأمراض مثل الملاريا والتايفويد وسوء التغذية . واتهمت مصادر جنوبية – فضلت حجب اسمائها – حكومة السودان بإستخدام الجنوبيين المحصورين بالشمال ككرت للضغط على حكومة الجنوب في المفاوضات التي تجري بين الطرفين في أديس أبابا . وأكدت ان حكومة المؤتمر الوطني تتعامل مع هؤلاء المحصورين كرهائن ، لا سيما في ظل تسليحها ودعمها للمليشيات الجنوبية التي ترهب الجنوبيين في الشمال وتختطف بعضا منهم لتجنيدهم أو طلب فدية من ذويهم . وكان المجلس التشريعي لولاية الخرطوم دعا أول أمس إلى الإسراع في ترحيل الجنوبيين المحصورين ، ليس لدواعي إنسانية وانما لانهم يشكلون خطراً (صحياً وبيئياً وأمنياً) !! وسبق وأكدت (حريات) ان انسانية أي مجتمع تقاس بطريقته في التعامل مع أقلياته .