حذرت المنظمة الدولية للهجرة، امس الجمعة، من أن عدم توفر الأموال يهدد أنشطتها لإجلاء أكثر من عشرين ألف سودانى جنوبى، معظمهم من الرنك فى ولاية أعالي النيل فى جنوب السودان. وقال المتحدث باسم المنظمة جومبى عمارى جومبى (عندما يصلون من السودان لا يكون فى حوزة السودانيين الجنوبيين أى شىء، وينتظرون مساعدة للوصول إلى وجهتهم النهائية إلى قراهم) ، مشيرا إلى أن (الأموال المخصصة لعمليات النقل ستنفد كليا بحلول مطلع سبتمبر). وينتظر أكثر من عشرين ألف شخص أن تقوم المنظمة الدولية للهجرة بإجلائهم، بينهم 16 ألفا فى الرنك، حيث تمكنت المنظمة، الجمعة، من إجلاء 2500 شخص بزوارق، إلا أن قلة سخاء المانحين تهدد عمليات النقل- حسب ما قال المتحدث. ولم تتلق المنظمة، ومقرها جنيف، حتى الآن إلا 12% من الأموال اللازمة لمجمل عمليات المساعدة للسودانيين الجنوبيين (صحة ونقل ومساعدة مادية..) التى تقدر ب45,9 مليون دولار (37,4 مليون يورو). ومنذ 2012 غادر حوالى 116 ألف شخص السودان إلى جنوب السودان- بحسب المنظمة الدولية للهجرة. هذا وتوفي أربعة جنوبيين ، بينهم امرأة وطفل حديث الولادة ، بالخرطوم خلال الأسبوع الماضي ، جراء الأمطار وإحجام سلطات الولاية عن تقديم أبسط أشكال الدعم للجنوبيين المحصورين في العراء في إنتظار عودتهم للجنوب . وأكدت تحقيقات خاصة أجرتها (حريات) ان آلاف الجنوبيين يعيشون في معسكرات في العراء ، في أحياء الشجرة وجبل أولياء والحاج يوسف وأطراف أمبدات ، في ظل إحجام السلطات الحكومية عن تقديم الخيام أو الأغذية أو الرعاية الصحية . وأغلقت الحكومة السودانية الطرق البرية والجوية والنهرية مع جنوب السودان ، كما منعت التحويلات المالية بين البلدين . ومنعت السلطات بشكل متعمد بعض أهالي منطقة الشجرة من تقديم العون الإنساني للجنوبيين المتضررين من الأمطار والسيول . وإنتشرت بين الجنوبيين المحصورين كثير من الأمراض مثل الملاريا والتايفويد وسوء التغذية . وكان المجلس التشريعي لولاية الخرطوم دعا إلى الإسراع في ترحيل الجنوبيين المحصورين ، ليس لدواعي إنسانية وانما لانهم يشكلون خطراً (صحياً وبيئياً وأمنياً) !! وسبق وأكدت (حريات) ان انسانية أي مجتمع تقاس بطريقته في التعامل مع أقلياته .