م/ توتو كوكو ليزو في هذه الأيام يقود المؤتمر الوطني حملة لإثارة غبار حول المفاوضات وعلى وجه خاص المسائل المتعلقة بقضايا النوبة والكلام الذين بدا يجهر به شعب النوبة حول حق تقرير مصيرهم لأسباب اهمها حروب الإبادة التي تنفيذها حكومات المركز منذ أكثر من عقدين والذي راح ضحيتها الاف من شعب النوبة وما يزال النظام يحاصر شعب النوبة ويمنع عنهم الطعام وجميع وسائل الحياة متجاهلا لجميع الاتفاقات والمواثيق الدولية . من المسلم به لكل قاعدة شواذ فالنوبة كمجموعة اثنية موحدة هي ألأكبر على أرض السودان وليس من المعقول أن يتفق كل الناس على طرح واحد بل الاختلاف الايجابي ظاهرة صحية ولكن ما تمارسه حكومة المؤتمر الوطني يشكل تهديد لكيان شعب النوبة ويسعى إلى هدم أمال وأماني الشعب النوبي على أرض السودان لا يعد من باب الاختلاف ولكنه استغلال مواقف وهو يشرع في استقطاب الساقطين من أبناء المنطقة الموالين تنظيميا للنظام وبعض المنتفعين الذين تساقطوا من قطار السلام ليستفيد منهم المؤتمر الوطني لخدمة أهدافه وتمييع قضايا النوبة . تلك المجموعة التي قعدت من الحرب مثنية لظروف خاصة بها أو انها آثرت البقاء في الظل الظليل وعدم المشاركة للدفاع عن آلهم وأرضهم للحفاظ على وطنيتهم ومناصرة قضاياهم بل بدلا من ذلك ألت على نفسها التصدي لثوار جبال النوبة وتحاول خلق تقاطعات منافية لأهداف النوبة لدرجة المواجهة مع المرابطين في ميادين النزال لصالح المؤتمر الوطني الذي ظل يمارس العنف بكافة أنواعه ضد إنسان المنطقة . تلك المجموعة الضالة التي اتخذت من قضية النوبة سبيل للتكسب وسلمت نفسها للمؤتمر الوطني كمنفذين لأجندة المؤتمر الوطني ليحقق أهدافه في شق صف النوبة المتوحد هذه المرة فهم يعلمون جيدا أن المؤتمر الوطني يستخدمهم ضد آهلهم المشردين والمهجرين من الأطفال والنساء كما يعلمون جيدا أن المؤتمر خاسر في حربه ضد النوبة بإذن الله ولا يستطيع تحقيق أي هدف له على حساب النوبة بعد هذا الوعي الذي يتصف به أبناء النوبة في هذا العصر الفسفوري وبل لن يفشل النوبة في تحقيق أهدافهم المنشودة . من جانب أخر هذه لمة الخيبة الدقاق التي يستند إليها المؤتمر الوطني ويسعى إلى تهيئتهم لتقديمهم للوسطاء في عملية التفاوض بأنهم أصحاب مصلحة وهذه الطريقة غير مستغربة من قبل المؤتمر الوطني لأنه نظام مارد في الكذب والنفاق وحبك المؤامرات ولكنه لن ينجح وبوادر الفشل بدأت عندما فشلت كل برامج الحكومة في العاصمة القومية والتي رمت إلى استقطاب أبناء النوبة الأحرار فأصبح المؤتمر الوطني يعاني من الهزائم المتتالية ميدانيا وسياسيا وثقافيا قال البشير في خطابه في القضارف أواخر السنة الماضية بعد فصل الجنوب ما دايرن نسمع في السودان أي كلام مدغمس أو كما قال ولكن ألآن البشير ونظامه يجمع النوبة لعرض تراثهم ليغنوا بلغتهم المدغمسة ويرقصوا على استاد الخرطوم ولكنها محاولة يائسة مثلما يستخدم النظام جزء من النوبة للقتال ضد النوبة كذلك يستخدم جزء من النوبة في تظاهرة ثقافية ضد النوبة ولكنه أيضاً فشل امام صلابة النوبة حيث امتنع النوبة الأحرار من المشاركة في دعوته الكاذبة . المؤتمر الوطني لن ينجح هذه المرة في إسقاط حقوق النوبة لأن النوبة ليس كما كانوا في المفاوضات السابقة التي جرت بين الجنوبيين والشماليين حيث كانت هناك ذرائع جعلت من النوبة أن يوكلوا غيرهم عنهم في المفاوضات هذه المرة النوبة يحملون ملف قضاياهم بأيديهم وهناك ابطال منهم يخوضون حربا ضروس دفاعا عن كيانهم وحقهم في الحياة ولن يضيع حق ورائه مطالب .