عبدالرحيم سليمان ………………… قالت الحركه الاسلاميه السودانيه انها ستلتئم بعد شهرين بالتماما والكمال فى مؤتمر عام بالعاصمه الخرطوم ، وبالتحديد فى قاعة الشهداء بالمركز العام للمؤتمر الوطنى بشارع المطار ، وقد اعدت العده اللازمه فى ذلك ، وفرغت اللجان المختصه من وضع تصوراتها ، وبات الجميع ينتظر الان لحظة الحقيقه التى سبقتها الكثير من الارهاصات والتسريبات السريه لبعض محاضر المؤتمر ، ولعل اهم واقيم تلك الاخبار التى تسربت ، هى المعلومات الخاصه بعمل اللجنه التى كلفها الرئيس البشير ، والمختصه بأيجاد صيغ تنظيميه جديده تضخ دماء شابه فى الجسد المنهك للحركه الاسلاميه ، فالاسلامين وعلى مدار انفرادهم بالحكم فى السودان اثبتوا بما لا يدعوا مجال للشك انهم اصحاب افكار واراء سياسيه محترمه تجبر كل زو بصيره ان يعطيهم الحق الطبيعى فى كونهم من الذكاء ما اهلهم للتفوق على كل الاحزاب السودانيه مجتمعه ، وما جعلهم يمتلكون القدح المعلى والهيبه المطلقه التى ترتجف منها بمجرد زكرهم فرائص الكثير من الاحزاب ، ان زمان ومكان التئام الاسلامين فى مؤتمرهم العام لهو اكبر دليل لحدة زكاءهم المتفرد فى التعاطى مع شئون السياسه ، فهم تعلموا بحنكه ومثابره من دروس التاريخ ، واتعظوا من اتجاهات عواصف الربيع العربى المتقلبه ، ووجدوا انفسهم مجبرين ان يتدارسوا بكل لياقه فكريه كبيره طبيعة نفسية المواطن السودانى ، فخرجوا يقودهم الشك الى اليقين العميق بان السودانين شعب ملول ، يكره النمطيه ، وسريع الغضب فى وجه الروتين السياسي للدوله ، ويتطلع دائما دونما هادى او اهداف محدده الى تغير اشكال الحكم ، من منطلق الفوضه لا اكثر ، ووجدوا ايضا ان ظروف المحيط العربى مؤاتيه لاشباع رغبة الفوضه لديه ، وعلى غرار ذلك خلصوا الى نتيجه صائبه مفادها ، تكليف لجنه من حكماء الحزب مهمتها الاساسيه ، الاطلاع بدور عملية الاحلال والابدال للقيادات التاريخيه للحركه ، بقيادات شبابيه اكثر حراك ، واكثر تطلع لاجراء صيانه تنظيميه شامله ترمم ترهل الحركه ، وتضع اللمسات الجماليه المطلوبه للحزب ، وهو ما يترتب عليه شكل جديد للاسلامين يتوافق واشواق الكثير من السودانين الذين يجاهرون صراحه بضرورة التغير ، فالسودانين بطبيعتهم النزقه كرهوا رؤية وجوه محدده تمارس لعبة الكرسى فى سدة الحكم ، وعبروا عن ذلك بكل جراءة فى حدة المظاهرات الاخيره التى شهدتها البلاد فى عدد من المدن والمحافظات ، ولان الاسلامين كما اسلفنا اصحاب بداهة وقراءة حصيفه لسطور المستقبل ، تخيروا الزمان المناسب لاجرء عملية الانقلاب الابيض داخل جسم حركتهم ، ففى ذاك التوقيت واذا لم تتم عملية الانتقال السلمى للاحلال والابدال داخل الحركه الاسلاميه ، يكون السودان فى مهب الريح بفعل انقضاء فترة الخريف وسهولة التحركات الميدانيه للكثير من المعارضين ، فقد تعاود المظاهرات الانطلاقه من جديد ، و يتطور نشاط الحركات المسلحه بكثافه قد تربك الحكومه المركزيه ، والاهون لتلافى ذلك القيام بابسط الحلول وهو حل التجديد ، مما يلقى بمسئوليه جسيمه على عاتق تلك اللجنه التى كلفها الرئيس ، فهى مطالبه بالزج بوجوه شبابيه تمثل قمة المفاجأة لعموم اهل السودان ، وجوه من الصف الثالث وليس الثانى كما يأمل البعض ، ويجب ان يتم اختيار تلك الوجوه بمعايير العمر كشرط اساسى ، ثم تأتى بعده بقية المواصفات المشروطه لتأهيل الكادر الى كادر قيادى تنفيذى يستطيع ادارة شئون الدوله والحزب ، واذا ما استطاعت اللجنه ان تعمل بكل حياديه فهى بالتأكيد جديره بأن تعطى للسودان قيادات شبابيه جديده ، يكون لها اسهامها المقدر فى تنمية وتطوير السودان . عبدالرحيم سليمان [email protected]