تصدرت صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو يضع خطاً أحمر لإيران على رسم قنبلة، أثناء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة الصفحات الأولى للصحف في إسرائيل اليوم. كما شغلت قنبلة نتنياهو المغردين على موقع “تويتر”، فانتشرت التعليقات الساخرة بقوة أو بلطف من الرسم تحت “هاش تاق”، “بيبي بمب”. كما أطلقت مجلة “نيويوركر” مسابقة لأفضل تعليق على صورة رئيس الوزراء، وهو يرسم الخط الأحمر على القنبلة الكرتونية. وفيما سخر بعض المعلقين من هذا الرسم الكرتوني فقد أقر الصحافيون بأن نتنياهو سجل ضربة رابحة في العلاقات العامة بتصدره عناوين الأخبار عالمياً، مع تحديده في نفس الوقت مهلة قد تساعد في تخفيف التوتر في العلاقات مع البيت الأبيض. وفي مقالة بعنوان “بيبي بمب” كتب ناحوم بارنيا في يديعوت أحرونوت أن نتنياهو “عاد إلى الأساسيات، إلى دفتر الرسوم الهزلية في طفولته”. وأضاف بارنيا: “حسناً فعل، لأنه رغم سخرية شخصيات عديدة من المشككين، فإن صورة رئيس الوزراء الإسرائيلي والقنبلة ستبث في كل نشرة أخبار حول العالم”. وكتب يوسي فيرتر في صحيفة هآرتس اليسارية أنه “رسم لطيف لقنبلة بفتيل تبدو وكأنها نسخت عن كتاب هزلي أمريكي، أو من رسوم متحركة لوالت ديزني”. غير أنه أشار إلى أن هذا العرض المبسط يلقى آذاناً صاغية لدى “من لا يصبرون على الكلمات الطويلة أو النقاشات العميقة حول أجهزة الطرد واليورانيوم المخصب وفتائل التفجير”. كما كتب فيرتر أن نتنياهو “فعل ما يتقنه: أخذ موضوعاً معقداً لا شكل له وجعله سهلاً وواضحاً، يمكن فهمه واستيعابه بشكل أفضل”. خطاب ناجح في شد الانتباه ومن ناحيته أقر أوفير شيلاه في صحيفة معاريف بأن خطوة نتنياهو “نجحت في جذب عدسات الكاميرات بقوة”. إلا أنه أضاف “لكن القضاء على التهديد النووي الإيراني لا يتم برسوم وخطابات”، موضحاً أن “ذلك يتم بالجهود المشتركة، في مشاورات مغلقة مع الإدارة في واشنطن والرئيس الأمريكي”. وكان نتنياهو قد كشف علناً خلافاته مع إدارة الرئيس باراك أوباما حول برنامج إيران النووي، منتقداً واشنطن لعدم وضعها “خطوطاً حمراء” يؤدي تجاوزها إلى تحرك عسكري ضد طهران. غير أن خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الخميس وتصريحات مسؤولين مقربين منه قبل الخطاب، حملت نبرة تصالحية تجاه الولاياتالمتحدة مؤكدة على قواسم مشتركة. وقال المعلقون إن نتنياهو استبعد رسمياً أي هجوم إسرائيلي على إيران قبل انتخابات 6 نوفمبر/تشرين الثاني. وكتب بين كاسبيت في معاريف “أنهى نتنياهو مهمته بنجاح”، مضيفاً: “بث رسالته وشرح المسألة، قدم خطاباً أكاديمياً-علمياً.. واستخدم رسماً لطيفاً للتوضيح”. ثمرة مباحثات على مدى عدة أيام وفي سياق آخر، ذكرت وكالة “رويترز” أن “قنبلة بيبي” أو الرسم التوضيحي الذي استخدمه نتنياهو في خطابه كان ثمرة مباحثات على مدى عدة أيام مع مجموعة من مستشاريه المقربين حول كيفية إحداث تأثير قوى بشأن البرنامج النووي الإيراني. وكشف مسؤول كبير كان ضمن مرافقي نتنياهو أن “نتنياهو لديه مجموعة صغيرة من المستشارين المقربين (…) في الاجتماعات المختلفة، يطرح هؤلاء الناس كل أنواع الأفكار، وفي النهاية يقرر رئيس الوزراء أياً من الأفكار سيختار”. وأضاف المسؤول الذي وصف الرسم بأنه أداة مفيدة أن “الفريق اجتمع على مدى أيام واقترح مسودات لا حصر لها واتخذ قراراً بأنه باستخدام الرسم فإن الرسالة ستصل إلى الناس”. وما كان لمثل هذه المحاكاة لسلسلة “لوني تيونز” للرسوم المتحركة أن تفوت نتنياهو، الذي درس في الولاياتالمتحدة، ورون ديرمر، أحد كبار مستشاريه، الذي ولد في أمريكا وهاجر إلى إسرائيل. نتنياهو يهوى الروسم التوضيحية في خطاباته وقال المسؤول إنه لا يعرف من الذي رسم القنبلة، أو ما إذا كانت نسخت من برنامج للرسوم التوضيحية. ومن ناحيته أضاف نتنياهو في اجتماع اليوم الجمعة مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر: “حاولت بالأمس أن أقول شيئا، أعتقد أن أصداءه تتردد الآن في أنحاء العالم”. يذكر أن نتنياهو قد لجأ في السابق إلى رسوم توضيحية في بعض خطبه، حيث إنه استخدم رسماً يوضح العبء الذي يمثله القطاع العام المتضخم على الاقتصاد عندما كان وزيراً للمالية بين عامي 2003 و2005. كما استخدم في مؤتمر صحافي في أبريل/نيسان الماضي جهاز كمبيوتر لوحي وشاشة عرض كبيرة لرسم شجرة، قال إن ثمارها ترمز لإنجازات حكومته.
