أعلن رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت أن رئيس الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي سيقدم تقريره إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي في الحادي والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وإلى مجلس الأمن الدولي حول قضية أبيي التي فشل مع نظيره السوداني عمر البشير في توقيع اتفاق حولها، مؤكدا أن وفدي الخرطوموجوبا سيعودان إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لاستئناف المفاوضات بعد شهر، في وقت تمسك فيه بول مولنق أوان حاكم شمال بحر الغزال، أقرب الولاياتالجنوبية لدولة السودان، بأن منطقة «الميل 14» تتبع أراضيه ولن يتنازل عنها مهما كانت الظروف. وقال أتيم قرنق زعيم الأغلبية في برلمان جنوب السودان ل«الشرق الأوسط» إن سلفا كير عقد اجتماعا تنويريا لرؤساء لجان البرلمان قدم فيه شرحا حول الاتفاقية التي وقعها مع نظيره السوداني عمر البشير، وأضاف أن كير أبلغهم بأن الاتفاقية التي وقعها مع السودان كانت ضرورية حتى تستقر الحدود بين البلدين بعد أن كانت الخرطوم ترفض في السابق التوقيع على مثل هذه الاتفاقيات، وقال إن الاتفاقية فتحت الطريق لحل قضيتي أبيي والمناطق المدعاة والمختلف حولها، إلى جانب ترسيم الحدود بشكل نهائي، وأضاف: «لقد قال كير إن الوسيط ثابو مبيكي أبلغه أنه سيقدم تقريره لمجلس السلم والأمن الأفريقي حول منطقة أبيي في الحادي والعشرين من أكتوبر الحالي»، وتابع: «بذلك ستصبح قضية أبيي محسومة». وأشار قرنق إلى أن سلفا كير أبلغ الاجتماع التنويري بأن قضايا ترسيم الحدود والمناطق المدعاة والمختلف حولها بين البلدين سيتم التفاوض حولها بعد شهر ربما في نوفمبر «تشرين الثاني» المقبل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقال: «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإنه سيتم اللجوء إلى طرف ثالث.. إلى التحكيم»، وأضاف أن كير شدد على أن لا عودة إلى الحرب بين البلدين مرة أخرى وأن كل القضايا يمكن حلها عبر الحوار والتفاوض، ونقل كير إلى البرلمانيين أن السودان بعد موافقته على التفاوض أساسا لحل القضايا، فإن جوبا ستواصل الحوار، وأن ذلك يعتبر خطوة كبيرة، وقال إن آبار النفط قبل إغلاقها من جوبا كانت تدار من قبل السودانيين في عمليات المعالجة والتسويق والتصدير، وأضاف قرنق: «وقد أبلغ كير القيادات البرلمانية أن اتفاق النفط وضع كل عمليات النفط في أيدي الجنوبيين، وهي خطوة كبيرة في السيطرة على مواردنا»، وقال إن البرلمانيين نقلوا إلى كير تخوفهم من عدم التزام الرئيس السوداني عمر البشير شخصيا بتنفيذ الاتفاقية، وتابع: «لكن الرئيس سلفا كير أوضح لنا أن الاتحاد الأفريقي هو الضامن والمراقب للاتفاقية إلى جانب مجلس الأمن الدولي، خاصة في آليات التنفيذ في انسحاب جيشي البلدين من الحدود»، مشيرا إلى أن البرلمان سيعقد جلسات لإجازة الاتفاقية، وقال: «سنقوم بشرح الاتفاقية لشعب الجنوب خاصة في المناطق المنزوعة». من جانبه، قال باقان أموم، كبير مفاوضي جمهورية جنوب السودان مع السودان، في تصريحات بمطار جوبا أمس إن منطقة هجليج التي يطلق عليها الجنوبيون «باناثو» ستكون ضمن قضايا التفاوض في الجولة المقبلة مع الخرطوم، التي لم يتم تحديد مواعيدها بعد. وكانت هجليج قد شهدت عمليات عسكرية بين البلدين في أبريل (نيسان) الماضي، وقد دخلت قوات جنوب السودان، لكنها انسحبت بعد ضغوط دولية. إلى ذلك، شدد حاكم ولاية شمال بحر الغزال بول مولنق أوان على أن منطقة «الميل 14» تقع ضمن أراضي ولايته وليست أراضي سودانية، وهي من المناطق التي ستصبح منزوعة السلاح وسيتم سحب الجيشين منها، وقال: «لن نتنازل لأنها أرضي قبيلة دينكا ملوال، ومسارات الرعي ستكون مفتوحة لقبيلة الرزيقات الشمالية بحكم العلاقات التاريخية»، وأضاف أنه ليس ضد الاتفاقية التي وقعتها حكومته مع الخرطوم، و«لكن لن نقبل أن تتم تبعية المنطقة للسودان التي ضمها في هذه المفاوضات ضمن المناطق المدعاة ولم تكن مدرجة».