وصفت جمهورية جنوب السودان رفض الحكومة السودانية إجراء الاستفتاء على منطقة أبيي، المتنازع عليها بين البلدين، بأنه سيقود الخرطوم إلى مواجهة مع المجتمع الدولي، وحذرت من ما سمته اللعب بالنار. وتوقعت أن يجيزه مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق، في حال إصرار الخرطوم على الرفض، في وقت أعلن علي كرتي، وزير الخارجية السوداني، رفض بلاده مقترح إجراء الاستفتاء في المنطقة دون حسم مصير القبائل التي تسكن في أبيي. وتعتبر عودة التصريحات والاتهامات المتبادلة بين الخرطوموجوبا حول أبيي، هي الأولى منذ توقيعهما اتفاق التعاون قبل شهر. وكان المؤتمر الوطني أعلن عدم اعترافه بمقترح الوساطة الافريقى الذى دفع به الرئيس ثامبو امبيكى فى الحادى والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم . واكد الحاج ادم يوسف نائب البشير ورئيس القطاع السياسي في حزبه فى تصريحات صحفية عقب اجتماع القطاع الطارئ امس الذى ناقش فيه قرار مجلس الامن والسلم الافريقى ، استعداد السودان للتفاوض وفقا لبرتكول ابيي الموقع بين البلدين . إلا أن آدم شدد على أن نظامه لن يلتزم بالمقترح حتى بعد انقضاء مهلة الستة اسابيع التى منحت للتفاوض بين الدولتين لحسم قضية ابيي وقال : اذا لم نتوصل لاتفاق سوف لن نلتزم بذلك المقترح اصلا . وقال الدكتور لوكا بيونق، الرئيس المشترك من جانب جنوب السودان في اللجنة الإشرافية في منطقة أبيي، ل«الشرق الأوسط»، إن رفض السودان لمقترح ثابو مبيكي، الوسيط الأفريقي، حول الحل النهائي لمنطقة أبيي، المتنازع عليها بين البلدين، بإجراء الاستفتاء في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، سيجلب على الخرطوم مواجهة لا داعي لها. وأضاف أن مقترح مبيكي وافق عليه مجلس السلم والأمن الأفريقي في اجتماعه الأسبوع الماضي في أديس أبابا، بحضور وزراء خارجية عدد من الدول الأفريقية، من ضمنهم علي كرتي وزير الخارجية السوداني، مشيرا إلى أن «المهلة التي قدمها اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي ليست أسابيع أخرى لإعطاء الفرصة للبلدين لإحداث توافق في الحل النهائي، ولن تكون هناك مفاوضات جديدة في هذا الشأن». وأضاف: «هي فرصة للسودان للموافقة على مقترح مبيكي الذي قدمه في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي ووافق عليه مجلس السلم والأمن الأفريقي في اجتماعه الأخير». وقال: «الموضوع أصبح محسوما وتمت إجازته، وتكرار الخرطوم لرفض المقترح هو اللعب بالنار لأنه سيقودها إلى مواجهة مع المجتمع الدولي ويعقد الأوضاع في المنطقة». وأضاف: «ليس هناك قانون دولي ينص على أن يقول لمجموعة غير مقيمة في أبيي بأنها تقيم فيها». وقال بيونق إن وجوده في نيويورك لإجراء لقاءات مع عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، معتبرا عدم تحقيق إجماع بين رئيسي البلدين عمر البشير وسلفا كير ميارديت في مفاوضتهما في سبتمبر الماضي هو ما دفع إجازة المقترح في مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي سيتم تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي وستتم إجازته من قبله، مشيرا إلى أن كافة الدول دائمة العضوية وافقت، بما فيها الصين، على المقترح الأفريقي. وقال: «أمام الخرطوم خياران: الموافقة على مقترح إجراء الاستفتاء في الموعد الذي تم تحديده، أو مواجهة المجتمع الدولي». وأضاف: «لقد وقعت جوباوالخرطوم اتفاق التعاون بينهما الشهر الماضي، وهي أرضية جيدة لخلق استقرار في المنطقة، يجب ألا نترك هذا الإنجاز، وعلى الشعب السوداني أن يقنع البشير بضرورة تجنيب بلاده الكوارث». وقال: «ما ذكره وزير الخارجية السوداني علي كرتي، هو الدفع بالخيار الصعب، وعليه مواجهة شعبه بدلا من رفض المقترح». وأضاف أن بلاده تريد أن تمضي مع السودان في إعفاء ديونه وأن يجد الدعم من المجتمع الدولي. وكان علي كرتي، وزير الخارجية السوداني، قد ذكر في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم أول من أمس، أن مقترح الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي حول أبيي حوى اتفاقيات تسبق الاستفتاء على المنطقة حول مصير القبائل التي تقطن المنطقة. وقال إن هناك محاولات من أبناء قبيلة (دينكا نقوك) الجنوبية بتقديم قضية أبيي مباشرة من مجلس السلم والأمن الأفريقي إلى مجلس الأمن الدولي مباشرة. وأضاف أن الدبلوماسية السودانية أفشلت المخطط عبر اتصالاتها برؤساء داخل وخارج مجلس السلم والأمن الأفريقي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي. وأكد رفضه إجراء استفتاء أبيي في أكتوبر 2013 وتحديد من يحق لهم التصويت حسب مقترح مبيكي. واتهم كرتي الحركة الشعبية – قطاع الشمال بإفشال اتفاق الترتيبات الأمنية الموقع بين الخرطوموجوبابأديس أبابا في سبتمبر الماضي، كاشفا عن لقاء مرتقب بين وزيري الدفاع في السودان وجنوب السودان الاثنين المقبل في جوبا.