أبلغ مصدر مطلع وموثوق (حريات) أن القصف الإسرائيلي لمصنع اليرموك للصناعات العسكرية أدى إلى مقتل وجرح (400) من قوات تأمين المصنع والعاملين المقيمين بداخله ، من بينهم (23) خبيراً ايرانياً. وحذر المصدر المطلع من الآثار البيئية المحتملة للذخائر التي قصفت داخل المصنع ، والتي قال ان من بينها ذخائر أسلحة كيماوية . وكانت حميات إنتشرت في دارفور ، وأدت إلى إصابة (456) ووفاة (114) ، فيما إعترفت وزارة الصحة الولائية بوفاة (25) ، وأقر وزير الصحة الإتحادي بوفاة (23). وربطت تقارير متعددة ومتطابقة ما بين تفشي الحميات والقصف الجوي الحكومي المتواصل لشهرين على المناطق التي ظهرت بها الحميات . وكانت طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت مصنع اليرموك للصناعات العسكرية 24 إكتوبر ، وهي المرة السادسة التي تهاجم فيها إسرائيل الداخل السوداني . وسبق وأشارت (حريات) إلى أن حكومة المؤتمر الوطني لا تعلن الهجمات الإسرائيلية إلا إذا إضطرت إلى ذلك إضطراراً ، حيث لم تعلن عن غارتي يناير وفبراير 2009 إلا بعد أربعة أشهر على وقوعهما ، وبعد تسربهما إلى وسائل الإعلام الإقليمية والدولية . وفي أول رد فعل من حكومة المؤتمر الوطني على قصف مصنع اليرموك ، إستبعد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر الهجوم الخارجي ، وأعلن مصدر رسمي في الشرطة لوكالات الأنباء العالمية ان الإنفجار نتيجة (شرر ماكينة لحام) ! وربطت حريات بين محاولات المؤتمر الوطني للتكتم وبين حرج المفارقة ما بين خطابها المُعلن الصخاب عن عدائها لإسرائيل وما بين قدراتها العملية لدفع إستحقاقات هذا العداء ، خصوصاً وان الهجمات تؤكد كما يصرح المسؤولون الحكوميون أنفسهم وجود تعاون إستخباري مع إسرائيل في داخل أجهزة الإنقاذ ! ويؤكد عدد القتلى والجرحى الذي يصل إلى (400) ، ووجود (23) ايرانياً من بينهم ، يؤكد حرج حكومة المؤتمر الوطني الذي حاولت تجاوزه بإخفاء حجم الخسائر البشرية ، ولكن كما يقال ( الخرطوم مدينة لا تعرف الاسرار) . والأخطر ان السلطة لا تزال تغلب دواعي حرجها على مقتضيات صحة المواطنين ، حيث لا تزال ترفض الكشف عن طبيعة الذخائر الموجودة بالمصنع ، كما لا تزال ترفض إعلان المخاطر البيئية المحتملة على سكان المناطق المجاورة وطلب المساعدة من الجهات الدولية المختصة ، كهيئة الصحة العالمية .