* فى اجتماعين منفصلين يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين أكد مجلس ادارة جامعة الخرطوم ومجلس الاساتذة تمسكهما بداخليات البركس التى آلت ملكيتها بقرار الى الصندوق القومى لرعاية الطلاب، ووقوفهما مع مساع مدير الجامعة البروفيسور مصطفى ادريس لاسترجاع هذه الداخليات ذات الاهمية العظمى للجامعة للتوسع المستقبلى فى الجانبين الاكاديمى والخدمى، خاصة ان الجامعة الان فى طور التخطيط والتنفيذ لعدد من المشاريع التى ستعيد للجامعة ريادتها فى مجال التعليم والبحث العلمى فى المنطقتين العربية والافريقية، وهى فى أمس الحاجة الى ممتلكاتها لاقامة هذه المشاريع ..!! * لقد فقدت الجامعة فى السنوات الماضية العديد من ممتلكاتها لجهات كثيرة بقرارات رسمية ولم تنل مقابلها اى تعويض يذكر، بل ولم تخطر حتى بانتزاع هذه الممتلكات منها الا بعد ان تم النزع، وعلى سبيل المثال الارض التى أنشئت عليها السفارة الاثيوبية فى الخرطوم، والأرض التى أنشئت عليها مستشفى الكلى بجوار مستشفى سعد أبوالعلا فى الخرطوم، وأراض فى منطقة سوبا، ومزرعة الحامعة ببحرى التى وزعت اراض سكنية، ومنطقة كبيرة فى وسط ام درمان شمال بوابة عبدالقيوم خصصت لسكن بعض الدستوريين وغيرها ..!! * وكان لفقدان الجامعة لهذه الحيازات بقرارات حكومية علمت ببعضها من الصحف، أثر سلبى كبير على أدائها فى مختلف الأنشطة، الأكاديمية وغيرها، وأعاق تطورها فتدحرجت من مركزها الريادى بين جامعات المنطقة العربية الافريقية وسقطت فى هوة سحيقة، ولو 'وجدت هذه المؤسسة العريقة فى أى من الدول التى تهتم بمؤسساتها الريادية، لكانت الان فى مرتبة مميزة بين الجامعات فى العالم يفتخر بها اى سودانى، بل أى عربى وأفريقى ، ولكن هذا هو حالنا فى تجاهل مؤسساتنا الناجحة والتى لا نرتاح الا عندما تسقط، وكأنها عدو لنا ..!! * الآن جاء الدور لتفقد جامعة الخرطوم صرحا آخر من صروحها وهى داخليات البركس التى تبلغ مساحتها حوالى (مائة ألف متر مربع) ليحوز عليها الصندوق القومى لرعاية الطلاب بحجة إنشاء مجمعات سكنية للطلاب، وربما كنا سنقتنع ونبارك أيلولة البركس للصندوق لو نجح فى المهمة التى كلف بها منذ تأسيسه فى بداية التسعينيات، ولكنه للاسف ظل يسجل الاخفاقات المتواصلة ولم ينجح حتى فى اعاشة ورعاية طالبات داخليات البركس التى وضع يده عليه قبل سنوات الى أن اقتلعها أخيرا من أصحابها، فالزائر لهذه الداخليات يلاحظ البؤس مخيما على كل شئ .. السكن والاعاشة والرعاية الصحية والأنشطة المختلفة ، فكيف لمن فشل حتى فى الادارة و تقديم أبسط الخدمات أن تؤول اليه هذه الداخليات ليفعل بها ما يشاء؟! * ننتظر من لجنة الوساطة التى شكلت للنظر فى المشكلة وهى تضم شخصيات مرموقة، قرارا جريئا يحفظ حقوق جامعة الخرطوم ويسهم فى نهوضها ان شاء الله، أما الصندوق فلقد حان الوقت ليعود من حيث أتى بعد أن أثبت فشله الذريع، ولنا عودة ان شاء الله، انتظرونى ..!!