عبدالعزيز عبدالرحمن في مرثية له ،بجريدته الغافلة،زرف الطيب مصطي دمعا ثخينا علي حال الوطن الراحل نحو الضياع،ولقد بكي الرجل ضعف الحال،وقلة الحيلة،وهوان بلاده علي العالم، وتحسر الرجل علي ان العالم قد غل يده في الغرب ،والشرق ،ولم يمكنه من رقاب بنيه شرقا وغربا كما يفعل مع الجلاد السوري،الذي سمحو له بذبح مئات الالاف،فيما،متحسرا،لم يسمح العالم لهم ،الا بالاف قوية،ذلك ان جلادي دمشق تدعمهم روسيا،وهم بزنديتهم فقط،وتوصل ارخميدس السوداني للحل السحري،القواعد العسكرية الروسية والاجنبية هي الحل،وهي صمام الامان الوحيد لياخذ فسحة من الزمان،يشفي غليله المغلول في بؤساء الشرق،ومقهوري الغرب وبقية المعذبين. هل هذا رجل به عقل او وجدان،امن الممكن ان يكون ان التوهان والاختلاط قد بلغ حدا يجعل الرجل ممتلئا بالحنين والشوق لدورة من الموت والحريق ،تشترك فيها هذه المرة القوات الاجنبية،ابلغ به التوهم ان المناداة بالصوت العالي لبيع الوطن لمن يحمي اوهامه،الهوس الديني ياسادتي مستعد ان يقدم السودان لغمة سهلة لمن يضمن له الحماية من انين الجوعي،صراخ المظلومين ،واناشيد الجماهير الناغمة علي الظلم ،التواقة للحياة. علي ارخميدس ان يعيد اكتشاف الاشياء،ان الحقايق جد بسيطة، يجب قراءتها بكل وضوح،جاء المغول بجندهم بانغلاب بائس علي تجربة ديمقراطية،كانت تجربة هشة،نعم،ولكن من هو العامل الذي بذل كل الجهد المال الدسيسة لاضعافها،الظلاميين،حتي تنهك الديمقراطية ينهك الوطن،لذلك في وعكة الديمقراطية ،تقوي بجرعات الشفافية ،الموسساتية،سيادة القانون،الحزم والمحاسبة والعمل،البلدان تضعف،تعصف بها الازمات،تفلس بنوكها،تغلق شركاتها،وتمتلئ الشوارع بالعاطلين،شئ واحد يعطي الناس الامل،ويهب الاوطان الحياة،والعودة الي درب النماء،الديمقراطية، دراسة الازمة،اسبابها حلولها،العمل الجاد المسوؤل من غير ان يمر خاطر مجنون باحمق في ان يطلق مارشاتها ويسد بقية الضوء بمحض خيال. كان هناك درب واحد كان من الممكن ان يحافط علي الوطن،درب يعرفه الشعب ويؤمن به،وفي كل مرة يضع هذا الشعب البلاد في مسارها الصحيح،ويعلن في استفتاء واضح عن برنامجه،يصوغه شعارا وعملا،هتافا ونشيد،دمقرطة الحياة،اشاعة الحريات،صيانة الحقوق،بناء الموؤسسات،الفرص المتكافئئة،الاهتمام بالريف والفقراء،الاهتمام بالصحة والتعليم،النهوض بالهامش والمهمشيين خلق السودان الوعاء الجامع ،يحوي الجميع عرقا دينا وهوية،في كل مرة يصتعها الشعب وينغلب عليها الساسة،العسكر والكهنة. جاء طوفان الجبهة،فاخرجت معه البلاد كل اثقالها،جاؤا ،وبحماقة ولصوصية ،حدث هذا السناريو العبثي المخيف،حولو البلاد الي دولة معزولة منبوذة،ذلك بانهم بعد ان قهروا من بالداخل،صادروا كل الحقوق،تفننوا في التعذيب والكيد،مكنوا الرجرحة من مفاصل الدولة،استعدوا كل العالم،مزقو نسيج الوطن الداخلي،تامروا ،كادوا،سيرو السرايا والفرق بشعارات الدين والتخوين،فانفصل الجنوب،واحترق الغرب وجاع وتدمر الشرق،وضاع كل شئ،هل يظن الطيب مصطفي ان العالم غافل عن مااحدثه نظامه في دارفور،وهل لجوء المقهور الي الضمير العالمي لينصره خيانه،ماذا يريد ارخميدس ممن قتل اهله،وحرق بيته،واغتصب عرضه ،غير ان يبحث عن من يحميه،عكسك انت الذي تريد ان تستقوي بالعالم ليطلق يدك بطشا وقتلا مستمرين. العقل،لوبقي عقل ان يقول ارخميدس بنظرية التعايش من جديد،بعيدا يذهب الفرس باسلحتهم،تدبر حماس حالها،نعلن عن وطن ديمقراطي صديق لكل العالم وفق ماتمليه المصالح والاعراف،حكومة تعرف اوجاع شعبها وهمه،تعرف سبب البلايا والداء-،يصمت الي الابد هذا الرصاص الموجه لابناء الوطن،هؤلاء ليسوا بخونة ولا متامرين،انهم مواطنين شرفاء،يبحثون عن حقهم في وطن وحياة. وياسيادة الطيب مصطفي ،ان الظلم ظلمات،ولقد نخر الفساد والعوز عظم الوطن،واوردته العنتريات،والمغامرات،والجعجعات هذه موارد الهلكة والضياع،فهل تجعل اغنيتك حلما بوطن ديمقراطي حر يتصالح شعبه،يتقاسموا اللقمة والامل،حينها لن تحتاج لاحد ليحميك،وعسي الله ان يبدل الحال،ويطفئ نيران الكره والحريق،ويعود هذا الوطن اخضر من جديد،وما ذلك ببعيد،ولا علي الله بعزيز.