نسبة لعد وصول الصحيفة لبعض الولايات امس الاول نعيد نشر هذا العمود مرة اخرى من المهم جداً أن ننتبه للمؤامرات التي يحيكها المؤتمر الوطني تجاه جنوب كردفان، والنيل الأزرق خاصة بعد انفصال جنوب السودان.. انظروا كيف زوّروا إرادة أهل جنوب كردفان في الإجراءات التي سوف تفضي إلى قيام الانتخابات فبعد المقاومة الشهيرة لأبطال الحركة الشعبية بجنوب كردفان بخصوص الإحصاء أجبروا المركز المتغطرس على إعادة ذلك إلا أنهم يحضرون الآن لألاعيب أخرى (بناء على نتيجة التعداد التكميلي “ج. ك” فقد زاد سكان الولاية من 1.400.000 إلى 2.508.268 نسمة أي نسبة زيادة تقدر بأكثر من 78%.. أنظروا!!) وذلك باعتمادهم للسجل المختلف عليه، وأنظروا كذلك كيف أنّهم عدّوا الدوائر؟ وكيف أنهم رسموا الدوائر بالطرق التي قد تجلب لهم الانتصار، وهي طريقة تمّ تطبيقها في الانتخابات الماضية في أغلب أنحاء السودان، وقد نجحوا في ذلك وهم الآن يفعلون ذلك في جنوب كردفان على أمل أنه إذا أقيمت الانتخابات فإنهم سوف يفوزون بها!! وأنظروا أيضاً كيف أنّهم لجأوا إلى تكوين لجان الانتخابات بطرق تفتقر إلى الشفافية فلم يعلنوا عنها، ولم يتم تعيين أعضاء اللجان العليا التي ستشرف على الانتخابات بطرق متفق عليها بل تفاجأ الناس في جنوب كردفان بأسماء أعضاء هم في الأصل بعيدون عن الحيدة المطلوبة.. وهكذا تستمر الأمور. إنّ المؤتمر الوطني في الأصل حزب يفتقر إلى الوعي والعقل الصحيح بل هم مجرد عنصريين لايفكرون في المصالح العامة بل مصالح محددة عنصرية ولن يجني منهم الشمال غير الخراب والدمار. فهم الآن يحاولون في اللجنة المعنية بالترتيبات الأمنية المشتركة بعدم قبول أبناء جبال النوبة في الجيش الشعبي والنيل الأزرق كجزء من الجيش السوداني.. كذلك محاولاتهم إبعاد الجيش الشعبي من المنطقة.. وقد نجحوا في ذلك حتى الآن، وكيف أنّهم الآن بدأوا في تدريب أبناء القبائل العربية من الحوازمة والمسيرية، وبعضهم يتم تدريبه بشكل مباشر في المنطقة، والآخرون يتم تدريبهم عن طريق القوات الرسمية حتى تحين ساعة الصفر ويتم استدعاؤهم، كذلك أنظروا كيف أنهم جعلوا مواعيد الانتخابات في شهر أبريل حتى يكون الجنوب مشغولاً في قضايا أخرى كبيرة وضخمة فيتم تمرير الأجندة الشريرة حينها…. المؤتمر الوطني يخطط لأن يستفرد بأبناء النوبة والنيل الأزرق بعد الانفصال. فيتم الدفع بالقوات النظامية إلى المنطقة واستفزازهم أيضاً عن طريق المليشيات، فإذا حدث أي رد فعل من قبلهم تبدأ الحرب، وهم في هذه الحالة يرغبون في إحراج الحركة الشعبية في الجنوب.. وإن بدأت القتال فإنهم بكل تأكيد سيستغلون ذلك في إدانة حكومة الجنوب بأنها تدعم جبال النوبة والمؤكد فعلاً أنّ الجيش الشعبي سيكون جيشاً شعبياً في كل الأحوال. انظروا إلى الاجتماعات التي تنتظم الآن من قبل المؤتمر الوطني، فقد رصدت الحركة الشعبية ذلك الاجتماع الذي انعقد في أحد أحياء العاصمة والذي ترأسه (قطبي المهدي) مسؤول المنظمات بالمؤتمر الوطني مع بعض قيادات القبائل العربية بجبال النوبة، وهو الاجتماع الذي طالبت فيه تلك القيادات المؤتمر الوطني بدعمهم حتى يستطيعوا خوض الانتخابات وينتصروا فيها، كذلك طالبوا بأن يتم توفير السلاح اللازم بعد أن فقدوا الأسلحة عند إعادة الدمج DDR وكيف أنّهم طالبوا أيضاً بأن تتم إعادة أبنائهم الذين دربوا في إحدى القوات النظامية فبدلاً من أن يعادوا إلى جبال النوبة يتم توزيعهم على القضارف ودارفور، وفي هذا الاجتماع وغيره من الاجتماعات القطاعية التي أقامها المؤتمر الوطني كان هناك تأكيد جازم بأنهم لن يقوموا بأي انتخابات بجنوب كردفان إذا لم يتأكدوا تماماً من أنهم فائزون فيها حتى يتم إجهاض المشورة الشعية. من هذا الاجتماع وغيره من الاجتماعات يتأكد للمرء أنّ المؤامرة التي تحاك تجاه المنطقتين ضخمة جداً وهي مؤامرات تعلمها قيادة الحركة الشعبية بجنوب كردفان، و سوف تتعامل معها بالطرق المناسبة والمناسبة جداً، فالخبرة التراكمية للحركة الشعبية بجبال النوبة تؤهلهم للتعامل مع هذه المؤامرة بالطريقة الملائمة لها وكذلك فعدم الرضا الذي لازم الحركة الشعبية لتحرير السودان بجبال النوبة عن مكتسبات بروتوكول جنوب كردفان، وكانت تبحث من خلاله عن طرق تطويره فلا تتعجب فإن حماقات المؤتمر الوطني بالمنطقة قد تطور مطالبات أهل جبال النوبة بتطوير المشورة الشعبية التي تحاول الحكومة إجهاضها… سيتم تطويرها إلى حق تقرير المصير كاملاً، والنوبة بالقوة الحالية وعزيمة إنسانها قد يحولون حماقات المؤتمر الوطني الحالية إلى مكتسبات جديدة ترضي طموحات المنطقة بالخروج من جلباب نيفاشا الضيّق عليهم (المشورة الشعبية) إلى الانعتاق من الدولة العربية والإسلامية التي أعلنها عمر البشير بالقضارف. المؤكد أنّ الدقة التي تتابع بها الحركة الشعبية بجبال النوبة لمؤامرات المؤتمر الوطني تجعل المرء في غاية السعادة بأنّ الرفاق ليسوا في حاجة لأي أحد آخر ليدعمهم وهو ما يرغب فيه المؤتمر الوطني.. بجرجرة حكومة جنوب السودان إلى أي حرب محتملة هناك، ولكن الحركة الشعبية بجنوب كردفان التي أصدرت بياناً واضحاً بالأمس الأول أعلنت فيه قدرتها على حماية مكتسبات نيفاشا وحماية التعدد الثر بالسودان… وفعلاً هم قادرون على ذلك.. الذي لا يعلمه المؤتمر الوطني أنّه أثبت ضيق أفقه الذي يجابه به القضايا وذلك بكل تأكيد سيجرو وابلاً من المشاكل عليه.. فهم ليسوا على قدر من الذكاء الذي يمكنهم من التعامل مع القضايا الضخمة.. فاللصوص دائماً ما يتعاملون برزق اليوم باليوم…. وهكذا هم.