تنشر مجلة “الأهرام العربي” في عددها الجديد الصادر السبت، في تقرير موسع لها من مراسلها بالخرطوم، أن رجال ال”سى آى إيه” الأمريكيين وضعوا سيناريو نهاية حسن البشير فى حكم السودان من الداخل، بعدما فشلت كل محاولات المعارضة والأحزاب التقليدية الكبرى فى إزاحة حكم حزب المؤتمر عن السودان. وذكر التقرير أن القرار كان تجنيد ثلاثة من كبار ضباط المخابرات والأمن والجيش ينتمون إلى حزب المؤتمر الحاكم، ومقربين من الرئيس، فأحدهم كان رئيس جهاز المخابرات الوطنى، والثانى كان الحارس الظل الأمين للبشير، والثالث جزءاً لا يتجزءاً من إصلاحيى حزب المؤتمر، ووضعت ساعة الصفر الخميس 22 نوفمبر الجارى، وقبل التنفيذ بساعات ألقت السلطات الأمنية فى الخرطوم القبض على الثلاثى الكبير فى ضربة استباقية، وأعلنت أنها أحبطت محاولة تخريبية فى البلاد، ولم تفضل الإعلان عنها بوصفها أكبر انقلاب يواجه الرئيس البشير حتى قبل انقلاب د. حسن الترابى عراب جبهة الإنقاذ والأب الروحى للبشير قبل الافتراق الكبير ووضع الترابى فى السجن فترات طويلة. “الأهرام العربى” حصلت على الأسرار والخفايا التى كانت ستغير وجه السودان والقرن الإفريقى للأبد، فبعد إعلان د. أحمد بلال، وزير الإعلام السودانى، والمتحدث الرسمى باسم الحكومة السودانية عن أسماء زعماء الانقلاب فى مؤتمر صحفى عالمى حتى راجت الشائعات حول الصراع على السلطة فى السودان، ودور الولاياتالمتحدة فى الانقلاب من داخل حزب المؤتمر على جماعة البشير. وزير الإعلام أوضح أن المعتقلين هم الفريق صلاح عبد الله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنى السابق، واللواء عادل الطيب، والعميد ود. إبراهيم، والأخير كان ظل البشير كحارس شخصى حتى غرف النوم، المفاجأة أن وزير الإعلام ألمح إلى دور خارجى فى العملية، وأنها كانت عملية مرصودة من قبل أجهزة الأمن منذ فترة طويلة، وحصلت “الأهرام العربى” على معلومات دقيقة عن دور المخابرات الأمريكية فى صناعة الانقلاب منذ عام 2007 ، وعلاقتها بصلاح قوش، رجل الأعمال الحالى، والقائد الذى ينتظر وراثة البشير فى حكم السودان من داخل حزب المؤتمر، وهى معلومات أكدها الصادق المهدى، زعيم حزب الأمة، ود. حسن الترابى، الرمز السودانى الكبير، والخبير السياسى محمد أبو يوسف، وأخيرًا تصريحات جينداى فرايزر، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية، التى اعتبرت أن قوش رجل أمريكا الذى درب كل رجال المخابرات السودانية فى العاصمة واشنطن فى دورات مكافحة الإرهاب، واللافت للنظر أن واشنطن عقدت ورشة سرية فى أحد مراكزها للإعداد لهذا الانقلاب منذ نوفمبر العام الماضى.