[email protected] لن تخرسني رصاصاتك .. لن يلغيني قتلك يوما بعد يوم يمارس النظام البغيض هواية القتل غدرا ليثبت أكثر أنه حزب التصفيات .. يوما بعد يوم يقتل زهرة و يفتح جرحا لحزن لا يندمل في صدر أم لن تعرف الفرح .. يوما بعد يوم يُعمِل الأوغاد وسائلهم الدنيئة يريدون إخراس الأصوات اللاهجة بكرههم .. يوما بعد يوم يدلل النظام الدموي أنه نقيض ما يرفع من شعار و لكن تنفد رصاصتك في صدورنا و المد الصوتي فينا لا يموت .. لن يلغينا التعذيب و لا القتل .. لن يثنينا التهديد. الكوز المزنوق اجتمع التعساء بخائبي الرجاء.. ظلام دامس رغم سطوع الشمس .. تخبط كامل .. خيانات عظمى .. غياب كامل بالأمن و الأمان .. إنها حالة تمثل خلطة (سمك .. لبن.. تمر هندي) عبارة يُرادُ بها تلاقي الآضاد و فساد و إفساد كامل للمكونات رغم قيمها (منفردة) ثم يقفو ذلك هلكة و إهلاك أكيدين لمن يجروء بتناول هذه الخلطة. ما عادت حواجب الدهشة عندنا تستجيب بعدما صنع الذين لا يستحون ما شاءوا بالبلاد و العباد و لا يزالون. أيها القارئ .. اسحب كرسيا ثم اجلس .. و متّع نفسك بمشهد الحلقة الأخيرة من مسلسل قبيلة آل كوز. هرج و مرج .. صياح و عويل .. الكل ضل الطريق إلى الخروج .. أصبح السير في كل الاتجاهات .. غابت حتى الصفة الدستورية .. إنه يوم فرار الجند من قائده و النواب من رئيس برلمانهم .. حتى البشير لم يأبه لشخصه أحد .. في غمرة العجلة ..سقطت الكثير من اللحى و داستها الأقدام .. اختلط الحابل بالنابل و تكشف ما وراء الأقنعة .. الكل يحذر و يخاف الكل.. جاء و هو يتلفت .. جاحظ العينين .. فاغر الفاه .. متعرق الجسم أحقا تسقيني من ذات الكأس التي تشرب؟ أتفرّس في وجهك الجامد .. استنطق الجمود فيه لعلي أتوسده بطمأنينة الصديق أو أكشر عن ناب و مخلب عدو؟. ليست ثمة حرب أشرس من حرب الذات للذات .. يتجيّش كل الظلم الذي ظلمتْ ضدك .. تغدو أموال الحرام إبراً تعمل وخزا في جسمك .. ترتفع كل الأكف عليك .. لا ملجأ تهرب إليه و لا صديق يُدْخِل على نفسك الطمأنينة .. مجتمعٌ ذئبي خالص .. مبدأه اغتنم الفرصة و أجْهز .. إياك أن تنام أيها الكوز اللعين.. إياك حتى أن يغمض جفناك .. قفاك غير محمي و فوقك مهدد بما تجهل .. الكل عدوك يا كوز و نفسك ليست استثناء .. هل تسافر؟ ستخاف حد الموت أن الطائرة بك ستسقط؟ هل تعتذر عن السفر؟ ستُعدُّ خائنا بلا وفاء؟ رن جرس الباب .. ودّع أهلك و قبِّل صغارك قبلات الوداع الأخير .. أبداً يا كوز لا تمرض .. و إن مرضت فإن المرض أهون ألف مرة من الدواء الذي تتناول .. إنه دواء سريع المفعول نحو الموت .. رن هاتفك الجوال إياك ترد .. إنها الوقيعة و جوالك تحت المرصد .. لا تقابل الناس .. أياً كان الناس فالاجتماع تآمر ضد الدولة لكن في ذات الوقت إياك و العزلة و الاختفاء .. أنت قطعا في مخبأك تحيك أمورا ضد الدولة. بدل حرسك الأول .. لا تُبقِي حتى على الخفير .. تفقد البدلة ألف مرة قبل اللبس .. من أدراك أنهم دسوا بدرة تسلخ الجلد و لا تقتل؟ تردد ألف مرة قبل أن تغسل وجهك بماء الحنفية .. أنت يا كوز من الماء الطاهر محروم .. صم فطعامك مدسوس فيه السم .. لا لا تركب السيارة أبدا .. و الأفضل ألا تترجل .. أبدا لا تمشي في الطرقات ..عدوك لا يحمل ديباجة .. قد تراه مبتسما يضحك .. يؤمك في الصلاة و في سجدته يعطي الإشارة .. أبدا لا تهتف بحياة رئيس .. سيُعدُّ هتافك إبعادا لشبهة مدسوسة .. أبدا لا تندد بالخونة .. سيُعدُ تنديدك أيضا شبهة لا تقرأ صحفا لا تتكلم .. لا تأمن في بيتك .. لا تأمن في أي مكان .. لا في دور الشرطة .. لا في الهجرة من الأوطان .. لن تأمن أبدا في أي مكان .. لا تطرق بابي تريد الإيواء .. فبابي مغلق جدا بقفل بغضك.