بحلول السنة الجديدة نكون قد أصبحنا على مشارف العام الثاني منذ اندلاع حرب التفرقة العنصرية الثانية لأهل المؤتمر الوطني ضد شعوب الهامش فى جبال النوبه والنيل الازرق ،ولم تستطيع الالة العسكرية وحشود مليشيات عبدالرحيم حسين وواليهم المازوم هارون من فك الحناق حول مدينة كادقلي الاسيرة ، وهما القاتلان الهاربان من عدالة الامم ، وقد تفتق ذهنية ثنائي الإجرام فى الاونة الاخيرة بالشروع فى إعتقال النساء وترهيبهن حتى يتثنى لهم إخضاع وكسرعزيمة الرجال فى ميادين الحرب للاستسلام وقد فشلا فى تحرير أقرب نقطة مراقبة للثوار على بعد أمتار من مدن الولاية ، بعدما اشعلوها حريقاً مع سبق الاصرار والترصد ، وهاهما الان يكتويان بنيرانه و يعيدان إنتاج مسلسل القتل العشوائي فى الحرب الاولى بمتحركات مصاصي الدماء يقودها امثال المدعو تمساح ابوعشرة إحصائي مجازر دارفور واللواء عبدالمعروف متعهد توريد مليشيات النهب والاغتصاب ، لاكمال الناقص من اركان الجريمة حتى يشفي غليل المسعورين فى مركز السلطة ، لكن ما يفشل مخطط هولاء القوم هو الغباء المستحكم فى أمخاخ من يديرون وكالات القتل من بين جنرالات الانقاذ الذين لم تسعفهم علومهم الحربية التى درسوها ( عنوة وإجتهاداً ) باحراز اي تقدم يذكر بادارة حرب الادغال والكهوف ، حتى إنكشف سوء تدبيرهم وغريزتهم الدموية .. فى عالم لم تعد فيه إخفاء جرائم الحرب بالامر الهين مهما تلحف الفاعلون بعباة البراء من دم إبن يعقوب ، وهاهى فاتو بنسودة تتحسس دفترها الجنائي لقراءة ما يحتويه ارشيف اوكامبوا و السجل الخمسيني و كشف المجرمين العتاة الغارقون في جرم دارفور، وقد يمتد حبل المحكمة ليلتف على رقاب القتلة الجدد المكبرين فى محراب مسجد كادقلي العتيق حيث تقدم فيه دماء النوبه ومن ناصرهم من بقية شعوب الاقليم كالقرابين فى حضرة الوالي ونائبه المغضوب عليه ، والذي ظل يعاني من عقدة الانتماء للمتمردين إثنياً ويديه باتت اكثر تلطخاً بدماء اهله البسطاء ،وبما ان النظام قد اعد العدة لحشد ما استطاع من قوة ورباط الخيل لقتال الجيش الشعبي وتنظيف الملعب على حد زعمه ، تبقى النتائج على الارض هي الفيصل حتى لايحلم الجالسون بالنادي الكاثوليكي أن ياتيهم خبر الإنتصار على الغوريلا فى أحراش دلدكو وجناين ابوجبيهة ، مع إعتذارنا لاصحاب لواري المانجو ومحلات العصائر بالسوق العربي ، لغياب خيرات جبال النوبه من موائد السادة الملوك، لاننا قد دخلنا مرحلة تطبيق نص قرار الامن فى سلارا مقابل الغذاء فى المتمة ، لكن سيظل الحركة الشعبية شمال بجيشها الشعبي شريكاً أصيلاً فى تقاسم واردات النفط من مصافي الابيض وطلمبات الدلنج لزوم تدشين أليات وهدايا مصانع جياد وشحنات السلاح من بلاد العم ماو تسي تونج مروراً بما تحمله بوارج ملالي ايران لمرافي بورتسودان ، ويا لها من حرباً وقد ارادها هارون وسادته بالخرطوم للنزهة إلا انها تحولت لكرة لهب تتدحرج شمالاً مع بزوغ كل فجراً جديد من عمر نضالات الهامش . [email protected]