طه يوسف حسن – جنيف يحبس الملايين أنفاسهم بانتظار يوم الجمعة 21 من ديسمبر، مترقبين ما إذا كان سيشكل هذا التاريخ موعداً مع “نهاية العالم” أو مجرد فاصل زمني للعبور من عصر الى اخر أو هي كذبة أو أسطورة من أساطير الأولين. تعود خلفيات هذا الاعتقاد إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، عندما توقع شعب المايا نهاية العالم في الحادي والعشرين من ديسمبر 2012 الذي يتزامن مع نهاية تقويم شعب المايا. الترويج لنبوءات المايا تعود أسبابها، إلى التغير المناخي وهوليوود، التي اتهمت بالمسؤولة إلى حد كبير عن الهوس المرافق لهذا التاريخ، على خلفية إنتاجها للفيلم الشهير نهاية العالم “2012″ ،إضافة لكتاب “عهد المايان” للروائي الأمريكي ستيف ألتين. هذا الاعتقاد يؤمن به نحو 10% من سكان الولاياتالمتحدة وعدة دول أخرى بحسب وسائل الإعلام الأمريكية ومع ذلك فإن العديد من العلماء ينظرون على أن نهاية التقويم هو نهاية العالم وتعضيدا لهذه النبوءة شاطر تلسكوب ناسا شعب المايا الرأي عندما أعلن عن ظهور كوكب يعادل حجم الشمس تقريبا واطلق عليه اسم(Nibiro). وقد قامت الوكالة بدراسة ذالك الكوكب الغامض فوجدت انه ذو قوة مغناطيسية هائلة تعادل ما تحمله الشمس وبالتالي وجدوا ان هناك مخاطر كثيره لهذا الكوكب لو اقترب من مسار الارض. فبعد اختبارات استمرت لاكثر من خمسة اعوام وجدت “ناسا” (التي ترصد الاجرام السماوية والاخطار المحيطة بالأرض) أن هذا الكوكب (Nibiro) سوف يمر بالقرب من الكرة الارضية على مسافة تمكن سكان شرق آسيا من رؤيته بكل وضوح بل أنه سوف يعترض مسار الارض وفي هذا العام سيتمكن جميع سكان الارض من رؤيته وكأنه شمس أخرى وما زاد من مخاوف البعض ظهور ثلاث شموس في توقيت واحد في سماء مدينة شنغهاي قبل أيام، لكن هذه المخاوف بددها عدد من علماء الفلك، عندما أكدوا أن ما ظهر إلى جانب الشمس هو ظاهرة جوية ناتجة عن انكسارات ضوئية لضوء الشمس. كوكب Nibiro الغاضب هو كوكب يدور حول الشمس في نفس مسار الكواكب الاخرى ولكن على مدى أبعد حيث توصل العلماء الى أن هذا الكوكب يستغرق 4100 سنه لاكمال دورة واحدة حول الشمس , اي انه قد حدث له وان اكمل دورته السابقة قبل 4100 سنة وهذا ما يفسر سبب انقراض الديناصورات والحيوانات العملاقة قبل 4100 سنة تقريبا وانفصال القارات عن بعضها البعض. ونظرا لقوته المغناطيسية الهائلة فسوف يعمل هذا الكوكب الثائير على عكس القطبية أي أن القطب الشمالي سيصبح هو القطب الجنوبي والعكس صحيح وبالتالي فان الكرة الارضية سوف تبقى تدور دورتها المعتادة حول نفسها ولكن بالعكس حتى يبدأ الكوكب بالابتعاد عن الارض مكملا طريقه المساري حول الشمس. بمرور هذا الكوكب بالقرب من الأرض سوف تفقد الكرة الارضية قوتها المغناطسية وبالتالي سيكون هناك خلل في التوازن الارضي مما سينتج عنه زلازل هائلة وفياضانات شاسعه وتغيرات مناخية مفاجئة حيث تقضي على 70 % من سكان العالم (كل شي بأذن الله). كما انه حتى وان أكمل طريقه وصار على مقربة من الشمس فإنه سوف يؤثر على قطبيتها وبالتالي ستحدث إنفجارات هائلة في الحمم الهيدروجينية على سطح الشمس مما سيؤدي الى وصول بعض الحمم الى سطح الارض حيث ستؤدي إلىى كوارث بيئية عظيمة. هذا ما يفسر ارتباك الحكومة الأمريكية ووكالة ناسا ونفيهم لاكتشاف كوكب Nibiro بعد أن علموا مدى الأضرار التي سيسببها هذا الكوكب الغاضب في حال إقترابه من الأرض مثل حدوث عاصفة جيومغناطيسية ستبلغ خسائرها عشرة أضعاف خسائر إعصار كاترينا وعلى الرغم من أن وكالة الفضاء الأمريكية وجهت العديد من التحذيرات مؤخرا بشأن عدم صحة هذه النبوءة، فإن 5 دول في أمريكا الجنوبية سوف تشهد احتفالات غير مسبوقة ابتداء من يوم الجمعة المقبل وتستمر على مدى ثلاثة أيام في حال عدم صحة هذه النبوءة. وعلميا تصب أرصدة التغيرات المناخية التي حدثت في العشر سنوات الاخيرة من زلازل مستمرة وفياضانات هائلة وبراكين وانخفاض مشهود في درجات الحرارة وذوبان في القطبين الشمالي والجنوبي في خانة التكهنات التي تتنباء بحدث ما سيتسبب في خلل كوني (بأمر الله). نبوءة شعب المايا بنهاية العالم يوم الجمعة القادمة أهميتها لا تنبع من صحتها أو عدمها بل من أن شعب المايا (في أمريكا الوسطى) التي تعرف حاليا” بغواتيمالا و بليز وهنداروس والسلفادور” وضع جداول رياضية تنبأت بدقة بالكوارث الجوية والأحداث الفلكية.. وهي جداول لا تعتمد على التنجيم أو الأساطير (كما في أغلب الحضارات) بل على استنتاجات رياضية وضعت بعد مراقبة طويلة!! والمايا قبائل هندية أسست حضارة مدنية بلغت أوج تألقها في القرن الثالث الميلادي. ففي وقت كانت فيه باريس ولندن مجرد قرى بدائية كانت مدن مثل تايكال وتيهاكان تملك طرقا مرصوفة وأكثر من مائة ألف نسمة.. غير ان شعب المايا اشتهر ببراعته في علوم الفلك والرياضيات ورصد الأحداث. فقد توصلوا إلى قياس طول السنة بنسبة خطأ لا تتجاوز الثانيتين، وتتضح براعتهم بوضع ما يعرف ب (تقويم المايا) الذي استطاعوا من خلاله التنبؤ بالفيضانات و الخسوف و الكسوف ولكن كل هذه المعطيات لا تكفي للتنبؤ بمصير العالم. نهاية العالم لا تعني بالضرورة “يوم القيامة” لأنها ليست نهاية الكون انما بداية دورة زمنية جديدة لا علاقة لها بالروزنامة التي نعرفها او نعيشها . وقيام الساعة كما هو معروف ليس ببعيد ولكن لا يعلمه إلا المولى عز وجل وفي الحديث عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” بعثت أنا والساعة كهاتين ” (وأشار بالسبابة والوسطى) .أخرجه البخاري ، ومسلم ، والترمذي. عالم الرياضيات الياباني (هايدو ايناكاوا ) تنبأ بأن كواكب المجموعه الشمسية سوف تنظم في خط واحد خلف الشمس- وان هذه الظاهرة سوف تصاحب بتغيرات مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الارض بحلول 2012. علماء صينيون :بداية نهاية العالم ستكون في كانون الاول 21 من عام 2012 حيث يكون الكوكب المجهول في اقرب نقطة له من الارض وفي عام 2014 سيصل الى نقطة ينتهي فيها تأثيره على الارض مكملا مساره الشمسي حتى يعود مرة اخرى بعد 4100 سنة. دراسة عراقية نوقشت في كلية العلوم بجامعة بغداد العام الماضي تحدثت عن ظهور كوكب جديد يطلق عليه نيبرو ، وأنه سوف يلحق الدمار بالعالم في العام 2012، مما اثارت جدلا واسعا بين مؤيدين ورافضين لها. بين أسطورة نهاية العالم وبداية دورة زمنية جديدة تنشغل الشركات السياحية في كثير من دول العالم لاسيما في أوروبا وأمريكا بزيادة عائداتها المالية من خلال تنشيط الحركة السياحية غير العادية بالتزامن مع الموعد الحدث، وتنظيم الاحتفالات الضخمة لهذه المناسبة في حال كذبت هذه التنبؤات. وأخيرا (لا يعلم الغيب الا الله)
