بقلم /الطيب رحمه قريمان /كندا [email protected] الديمقراطية Democracy" ” هي أن يحكم الشعب , في مكان ما , نفسه بنفسه , و ذلك من خلال اختيار “أعضاء” يمثلونه في “مجلس” “جمعية” و ذلك ما يعرف اصطلاحا بالبرلمان Parliament" ” .. يشترط أن تكون عملية اختيار الأعضاء , حرة و شفافة , و نزيه , و آلا يؤثر على الناخب “voter” سلبا أو إيجابا في اختيار ممثليه رجلا كان أو امرأة .. و من جانب آخر يشترط في الشخص الذي يريد أن يدخل عملية الاختيار ليصبح ممثلا “representative"لدائرته أن يتحلى بشروط عدة أهمها آلا يكون قد ارتكب جرما في حق عام أو خاص , صغر ذلك الجرم أو كبر .. و بالطبع إن يكون قد عرف بالأخلاق الطيبة الحميدة النبيلة و السيرة الحسنة .. و إن يحقق مطالب و طموحات القاعدة التي صوتت له و اختارته ممثلا عنها “constituency" .. و قد قطعت الديمقراطيات شوطا كبيرا في بلاد كثيرة و صارت نهجا يتبع في ممارسة الحكم و تتطلع بلاد أخرى للإلحاق بركبها .. إيمانا بأن الديمقراطية هي أنجع و أفضل و أقول أكثر بركة ليصل الحاكم إلى سدة و تكون فترة الحكم محدودة بفترة زمنية محددة و مشروطة و في أخرها أو إثنائها يحاسب من تولى الحكم حسابا مكشوفا مفتوحا فيه يكرم أو يهان .. السودان بلد شقي لم يحظى أهله بحكم ديمقراطي مستقر أبدا .. ففي تاريخه القريب و بعد استقلاله من التاج الملكي البريطاني .. ما أن قام حكم ديمقراطي حر آلا و انقلب عليه عسكري ديكتاتوري و مستبد و أجهضه بحجة الإصلاحات و التنمية و التقدم و لان الديمقراطية لا تصلح نظاما للحكم .. و هذا الأمر ينطبق كذلك على كثير من البلاد في منظومة العالم الثالث.. إلا أن عددا من دول إفريقيا جنوب الصحراء تنعم بحكم ديمقراطي حر و مفتوح .. و خير مثال لذلك دولتي جنوب إفريقيا و غانا .. نظام الإنقاذ الديكتاتوري العسكري المستبد الفاسد أتى إلى حكم السودان قهرا و جبرا و على ظهر دبابة مقوضا نظاما ديمقراطيا ارتضاه الشعب .. و قادة نظام الإنقاذ ارتكبوا في خلال الأربع و عشرون عاما الماضية كل أنواع الجرائم البشعة , الكبير منها و الصغير .. مما لا يؤهل هؤلاء “الكيزان” من التقدم “مجرد التقدم ” و الترشح إلى مقاعد الحكم في ظل أي ديمقراطية قادمة .. فمنذ انقلابه في 1989 و لم تتغير الوجوه التي تدير دفة الحكم في السودان .. فهم أنفسهم الذين فكروا , و خططوا , و نفذوا الانقلاب .. و هم أنفسهم لا يزالون يسيطرون على السودان بديكتاتورية بليدة و باستبداد منقطع النظير .. و هم أنفسهم و ب” بعين قوية ” يتولون مقاليد الحكم في السودان منذ 1989 .. و أنى و الله لأعجب .. !! من “نافع على نافع ” مساعد رئيس الجمهورية و نائب رئيس المؤتمر الوطني و من على كرتي وزير خارجية نظام الإنقاذ الانقلابي , على إصرارهم “بجاحة و قوة عينهم ” على أن يوصفوا هم و من معهم و نظام إنقاذهم بالديمقراطيين .. !! و هم بلا شك يعلمون أنهم ديكارتيون مستبدون , و مغتصبون للحكم , وهم يعلمون يقينا أنهم مفترون و كاذبون و على الشعب السوداني ضاحكون .. وأما ما عرف بديمقراطية “الخج” ” مسرحية ليس إلا “ التي كتبوا فصولها , و مثلوها , و قاموا بتنفيذها , و إخراجا فما هي إلا زيف و كذب و بهتان عظيم و هم يعلمون ذلك .. فالكيزان لا ديمقراطية لهم .. فهم إلى أذنهم غارقون في وحل الديكتاتورية “الفجة” و العسكرية “البغيضة” و الاستبداد “المر” بل و الفساد “النتن” و الجرائم ” البشعة” التي تقشعر منها الأبدان و التي تعي من يحصيها ..