حيدر أحمد خير الله إعلان الإتحاد العام لنقابات عمال السودان عن موافقة رئيس الجمهورية بزيادة الحد الأدنى للأجور إلى 425 جنيه وذلك بضم منحتي الرئيس زائد 60 جنيه لترفع الحد الأدنى السابق من 165 جنيه إلى 425 جنيه.. بذا يكون النزاع الذي جرى والضجيج الذي زحمنا به البروف غندور مع وزير المالية إنحصر في مبلغ 60 جنيه سوداني فقط لا غير فيما يعني كيلو ونصف عجالي في الشهر!! وأوضح رئيس نقابة العمال أن الزيادة بالنسبة للمعاشيين ستنعكس على المتقاعدين إبتداءً من 2013م بإعتبار أن المنحة عندما تضاف في الحد الأدنى للأجور ستغير معادلة المعاش وستكون مجزية في العام 2013م. بروف غندور اللهم لا حسد جامعات ومستوصفات ومخصصات وبرلمان ورئاسة إتحاد وقيامة أموال قايمة فما يضيره أن يرى أن 60 جنيه ستغير (معادلة المعاش)؟ ولكن الذي لن نقبله منه كرؤية أن يركب موجة إستطلاع الغيب، ويُرفع عنه الحجاب ليقول أن معادلة المعاش ستكون مجزية في العام 2013م.. قاتل الله السياسة!! (425) جنيه ستكون مجزية يا بروف؟! وأنت تصرح وتهدد وتتوعد وتختلف مع السيد وزير المالية وتتراشقان العبارات ثم ترفع يدك وتصفق على إجازة الميزانية.. ولا تشمل هذه الإجازة زيادة الحد الأدنى للأجور.. مما يجعلنا نتساءل عن مدى جدية الموازنة العامة وعما إذا كانت حقاً ضجيجاً بلا طحين.. وهذا القول يؤكد لنا أنها (طبيخ) وليست ميزانية لا تحتمل أي شئ بعد إجازتها.. وعندما تقرأ رد البروف غندور عن السؤال حول إمكانية فتح الموازنة؟ فقال: هذا شأن وزير المالية وتابع (إن الوزير قال: إنه تحسَّب لذلك وأكد أن أية زيادة تتم بتوجيه رئيس الجمهورية هو على إستعداد لمقابلتها). من الموجع حقاً أن يرفض السيد وزير المالية زيادة الحد الأدنى من الأجور رفضاً قاطعاً ثم تأتي (القوالات) من رئيس العمال ليكشف كشفاً بصورة مؤسفة أن الوزير تحسَّب لأي زيادة.. إذن الناهي عن التجنيب هو من يجنب لأنه على التحقيق لم يدفعها من الحاج محمود عبد الرسول إنه مال التجنيب.. مال التجنيب.. مال التجنيب.. وكأنه لم يقرأ قوله تعالى: (وكبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).. ثم إذا كان متحسِّباً للزيادة لماذا لم يدخلها الموازنة منذ البداية ويكفينا مؤونة المعارك في غير معترك.. ويكفي نفسه جلسات (اللت والعجن) والتصفيق الحاد لإجازة موازنة التنكيل بالمواطن؟! أما إستعداد سيادته لتنفيذ توجيهات الرئيس هو نوع من الإلتزام المحمود.. لكن إذا كانت الطاعة غاية فهذه منقصة.. وإذا كانت المعصية غاية فهذه أيضاً منقصة.. فالغاية يا سيادة الوزير ليست في الطاعة ولا في المعصية.. الغاية في الفكر.. الطاعة بفكر والمعصية بفكر.. أما أنا حاضر للتوجيهات يا سيدي!! فهذه آفة تمحق ممارسها محقاً يحرمه من دور راعي الإبل.. إن زيادة الحد الأدنى للأجور ما لم تكن هنالك آلية لضبط الإرتفاع الجنوني للأسعار.. ستنعكس وبالاً على المواطن المطحون.. وإذا علمنا كم عدد المستفيدين من هذه الزيادة من العمال والمواطنين.. سيكون مجتمعنا عرضة لكارثة حقيقية في قطاعين التعليم والصحة فكلاهما سلعة مع إنعدام المال.. فلا علاج إلا المورينقا.. ولا تعليم إلا الخلوة.. الزيادة تقول للسودانيين.. زيادة الأجور طريقنا للقبور.. وسلام يا.. وطن سلام يا.. المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام.. وبالناس المسرة.. لإخوتنا المسيحيين.. كل عام وأنتم بخير وأن يعيده الله علينا وعليكم بالخير والمحبة والسلام.. وسلام يا..