الجبهة السودانية للتغيير بيان حول الهجمة الأمنية على منظمات المجتمع المدني ومراكز الاستنارة علي خلفية قيام كونفيدرالية منظمات المجتمع المدني، والمعنيين بالدفاع عن الحريات العامة، من إعلاميين ومبدعين، ومثقفين بالتجمع أمام مبني المفوضية الوطنية لحقوق الإنسان بالخرطوم، لتسليم مذكرة احتجاج، ورفض لقرار السلطات الأمنية القاضي بتجميد نشاط مركز الدراسات السودانية، الصادر في الأسبوع الماضي ضمن سياسة الترهيب، وتكميم الأفواه، والضيق بالرأي الآخر، ومصادرة حرية التعبير والرأي والنشر. وبالرغم من سلمية التجمع، والتزامه بالقانون الذي لا يحظر مثل تلك المواكب، إلا أن أفراد الأمن مارسوا عنف غير مسبوق بحق التجمع، وحاولوا منع المندوبين بتسليم المذكرة للمفوضية، بل مارسوا الكذب والتضليل، بدعوى أنهم من موظفي استقبال المفوضية، وأن التعليمات الصادرة إليهم تقضي بعدم استلام أي مذكرة أو إدخال أي شخص من التجمع إلى المفوضية، حتى كذب هذا الإدعاء موظفو المفوضية أنفسهم، وأكدوا استعدادهم لاستلام المذكرة. وبالرغم من قيام رئيسة المفوضية، وعدد من المفوضين محاولة إقناع رجال الأمن للسماح لوفد من المجتمعين بدخول مبنى المفوضية وتسليم المذكرة باعتبار أن المفوضية هي الجهة صاحبة الاختصاص في تلقي الشكاوى التي تتعلق بانتهاك الحريات، وأمام أصرار الأجهزة الأمنية بعدم السماح بذلك. وصل تعنت رجال الأمن وإصرارهم بعدم السماح بتقديم المذكرة إلى استعمال العنف، والاعتداء على بعض الصحفيين، بل أمتد الأمر إلى إعتقال بعضهم. . الأمر الذي اضطر المفوضية القومية لحقوق الإنسان إلى إصدار بيان أدانت فيه مسلك السلطات الأمنية في التغول ومصادرة حق أصيل للمفوضية استمدته من الدستور والقانون. ومتدادا للهجمة الأمنية الشرسة التي تشنها السلطات الأمنية صدر اليوم امرا باغلاق مركز الخاتم عدلان، ومصادرة كل محتويات المركز. ولم تقف الحملة الأمنية الشرسة في استهدافها لمراكز الوعي والاستنارة عند هذا الحد، بل امتدت إلى إغلاق دار الفنون أيضا. تدين الجبهة السودانية للتغيير بأشد العبارات سلوك الأجهزة الأمنية الهمجي في الإعتداء على التجمعات، والمواكب السلمية، والمحاولات المكشوفة، والمفضوحة التي تمارسها هذه الأجهزة ضد أصحاب الرأي، ورواد الاستنارة، وحماة حقوق الإنسان، والمبدعين، والفنانين، وحملة القلم، والفكر الحر. وتؤكد في نفس الوقت الآتي: أولا: إن هذا النظام الظلامي والموغل في الرجعية هو ألد أعداء الاستنارة، والفكر، وحرية الرأي والتعبير، بل ويجسد احتقاره لكل ما ينتمي للمؤسسات الثقافية، والمثقين، وأصحاب الكلمة، ودعاة التنوير. ثانيا: إنكشاف عورة النظام وسقوطه الداوي في امتحان الاستحقاق الديمقراطي الذي يدعية ويتمشدق به تمهيدا للانتخابات القادمة التي يبشر بها. وضيقه وتبرمه في الوقت نفسه من الاستماع إلى الصوت المعارض. ثالثا: مواصلة النهج الإقصائي وتكريس الديكتاتورية والشمولية والانفراد بالسلطة في أحادية تخاصم التعدد وإشراك الآخرين. رابعا: إن الحملة الأمنية المسعورة ضد المعارضين تؤكد فوق كل شك بأن هذا النظام قد وصل إلى أقصى مراحل ضعفه وانهياره وتفككه. وتؤكد في ذات الوقت أن صراعاته الداخلية قد وصلت به نقطة اللاعودة. خامسا: إن الإجراءات القمعية والتعسفية التي يقوم بها النظام بحق من يعارضونه سلميا تعري أصحاب المواقف الرخوة والمهرولين إليه، والذين ما زالوا يعتقدون في إمكانية محاورة ومفاوضة هذا النظام من أجل إستعادة الديمقراطية التي إنقلب عليها غدرا وعنوة. وعليه… ترى الجبهة السودانية للتغيير أن الحل يكمن في إسقاط هذا النظام، وإسقاط توابعه ومؤسساته الكرتونية، وإقامة دولة الديمقراطية، والحرية، والعدالة الاجتماعية، ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل الدؤوب المثابر، والتضحية بكل ما هو غال ونفيس، وعلى القوى الحية والديمقراطية أن توحد صفوفها وتنقذ ما تبقى من وطن قبل فوات الأوان. عاش نضال الشعب السوداني. الجبهة السودانية للتغيير. يوافق يوم 31 ديسمبر 2012م. الجبهة السودانية للتغيير بيان إلى جماهير الشعب السوداني بمناسبة الاستقلال المجيد أيها الشعب السوداني العظيم. تمر علينا الذكرى ال 57 لأهم الأعياد الوطنية السودانية وأجلها، وهي عيد الاستقلال المجيد، ذلك العيد الوطني الذي جاء بعد تضحيات جسيمة قادها شعبنا السوداني العظيم ضد المستعمر البريطاني، طامحا في مستقبل أفضل، وغد واعد، تسوده حياة العزة، والكرامة، والحرية، والاستقرار السياسي، والرخاء الاقتصادي، والوئام الاجتماعي. وبالرغم من مرور أكثر من نصف قرن على نيل الشعب السوداني استقلاله، إلا أن الدولة السودانية التي كانت موحدة أرضا، وشعبا قد تصاعد مؤشر سياساتها السلبي حتى صارت دولتين. وما زالت تتطور في تدهورها سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا إلي أن وصلت حد الانهيار، ولم يبق لها إلا السقوط الشامل، بعد أن عمت الحروب التي يصدرها النظام المتأسلم المجرم كل أرجاء هوامشها، وصار القتل المجان، وصناعة القبلية، وتكريس الجهوية، وتقنين العنصرية، والفساد بكل أوجهه من أهم ركائز بقاءه، واستمراره في السلطة. أيها الشعب السوداني الأبي. إن نظام الجبهة القومية الإسلامية حفيد الاستعمار، والوريث الشرعي لتنفيذ سياساته، وأطماعه في الدولة السودانية، قد قام بمهمته على أكمل وجه، وحقق ما عجز في تحقيقه الاستعمار الأجنبي نفسه، وفي سبيل احتفاظه بالسلطة قام بفصل ما لا يمكن فصله من أرض هذا الوطن الذي كان موحدا، وتجزئة ما لا يمكن تجزئته من ولاياته على أساس اثني وقبلي تجسيدا لسياسة فرق تسد، فلم يعد سطح الأرض ملكا لشعبها، بعد أن تملكته بيوت الاستثمار الأجنبية، ولم تعد ثروة ومقدرات باطن أرضه دخرا لمستقبل أجياله، بعد أن احتكرته الشركات الكبرى بعقود إذعان مذلة تنتهي بانتهاء مخزونها وخيراتها. يا جماهير شعبنا الصابرة. تطل علينا هذه الذكرى الوطنية العظيمة ليكون وقعها ثقيل وكئيب على جموع الشعب السوداني الحر، بعد أن بلغ الوضع المعيشي اليومي حالة من التردي، والبؤس والشقاء يعد الخنوع والاستكانة لها خيانة لحق العيش الكريم الذي يتناسب وآدمية الإنسان وعزته، وهدرا للنفس البشرية وامتهان لذاتها وقيمتها في أن تعيش حرة، وكريمة، وأبية. أيها الشعب السوداني الصامد. منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، والشعب السوداني يتحمل في صبر تجاوز كل الحدود، سياسات الأنظمة المتعاقبة في حكمه، مدنية كانت أم عسكرية، والتي عملت بجهد دؤوب والتزام صادق ضد تطلعاته، وآماله وأحلامه في أن يعيش حرا، مثل سائر الشعوب التي تخلصت بتضحياتها من نير الاستعمار، واستغلاله لأرضها، وعرضها، لتجد أمامها استعمار جديد تمثل في نظام الجبهة القومية الإسلامية الذي صادر حقها في كل شيء حتى الحق في الحياة نفسها. يا أبناء الشعب السوداني وبناته بمختلف تنظيماتهم، وانتماءاتهم جاءت اللحظة التي يجب أن ينكسر فيها حاجز الخوف والتردد، لتهتدوا بشجاعة علي عبد اللطيف، وصحبه من الرعيل الأول الذين أهدونا هذا الاستقلال بدمائهم الطاهرة، ولتستلهموا تجاربكم الثورية الرائدة التي أزالت أعتي دكتاتوريتين وأودعتهما مزابل النسيان والتاريخ. فالنظام المتأسلم قد صار في أضعف حالاته الاقتصادية، والسياسية، وأكثر حصارا في عزلتة المحلية، والإقليمية، والدولية، بعد أن توالت عليه ضربات، وانتصارات أبناؤكم الذين ثاروا عليه من أجلكم، وحملوا السلاح في دار فور، وجبال النوبة، وجنوب النيل الأزرق من أجل استرداد الاستقلال بمعناه الحقيقي. أيها الشعب السوداني الثائر. إن جوهر الحل يكمن في العمل على إسقاط هذا النظام، واقتلاعه من جذوره، وإعادة هيكلة أجهزة الدولة السودانية ومؤسساتها على قاعدة الرضاء الشعبي، والتوافق الوطني على دستور يرى فيه كل مواطن تطلعاته، وأحلامه، وحقوقه، تحت ظل دولة ديمقراطية، تفصل الدين عن الدولة، وتكون المواطنة فيها الأساس. عاش نضال الشعب السوداني. الجبهة السودانية للتغيير. يوافق يوم 1 يناير2013م.