الاستاذ الكريم الفاتح جبرا السلام عليك ورحمة الله وبركاته بالأريحية والسماحة المعهودة لدى شخصك الكريم أنا على يقين بأنك ستسمح لمقالتي أن تحتل ساحة كتاباتك الحبيبة للحزاني والمسحوقين من الشعب فتضيئ على الشفاه ابتسامة ساخرة من بين ظلمات الأحزان وقسوة وضراوة الحال. وليتك تعتذر نيابة عني لمحبي قلمك الجميل عن الاحتجاب هذه المرة عسى أن نغرس في النفوس غضبة الأحرار بدلا عن سخرية الخانعين. دفعني لهذا التطاول على ساحتك مهرجان الاحتفائية السنوية وتعدد واوات خط هيثرو. والحقيقة أن علاقتي بالطيران منعدمة تماما، ولا أفهم في الطيران وخطوط الطيران وإذا كان هناك من يريد أن يشتري خط في الهواء فهذا شانه في الغفلة والبلاهة، ورغم مقالك الرائع عن الذكرى السنوية للكسرة الثابتة عن خط هيثرو أعتقد أن تسعين في المية من الشعب لا يعرف ولا يعنيه أن يعرف من يملك الخط ومن باع وكيف باع. مع تباشير العام الجديد أقترح عليك أن تفتح كسرة ثابتة للتساؤل عن أمور أشد التصاقا بالعامة وأكثر وضوحا عن قضايا تستدعي كسرات ثوابت سوف تتكرر فيها الواوات كثيرا. أخبار قضيية سوق المواسير شنو؟ أخبار صفقة التقاوي الفاسدة شنو؟ أخبار مصنع سكر النيل الأبيض شنو؟ أخبار عقد مدير الأوراق المالية شنو؟ أخبار شمطة مدير الأوقاف في السعودية مع الوزير شنو؟ نسأل من أخبار شنو ونخلي شنو؟؟ يحكى أنه ذات ليلة صيفية مظلمة سطت عصابة من اللصوص على قرية وادعة فأحتلوها و أٌقاموا بها وظلوا ينهبون الأموال كل يوم ويرخصون فيها كل غالي ويذلوا كل كريم فكان أهل القرية يجتمعون كل يوم في الساحات العامة ويقفوا صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد يرددوا في ثبات راسخ وبصوت جهوري (أهيا يالصوص ياحرامية).