دعت الاستاذة هادية محمد حسب الله – الناشطة في حقوق الانسان والجندر – نساء البلاد الى لبس (الأبيض) حدادا على ذهاب الجنوب . وفي كلمات مؤثرة ومليئة بالمشاعر الانسانية والوطنية ، ذكرت في مقالها الراتب ب (حريات) : (….. لقد تحملنا الإغتصاب والتقتيل والإذلال ولكننا لن نحتمل بتر جزء عزيز من وطننا دون ان نرفع الصوت على الأقل بالعويل.. مالذى سنحكيه لأطفالنا عن هذه المحنة..؟! شخصياً أشعر بالخجل .. لذا فكرت ان أرتدى الحداد “الثوب الأبيض” الى ان تنقشع ظلمتنا .. وأدعو جميع نساء السودان ذوات الضمير اليقظ..المستشعرات لمسئولية التاريخ..الإنضمام لحداد جماعى يؤكد شعورنا بالألم لمايحدث ببلادنا..ويقدم الدليل على إنشغالنا بالهم العام والتزامنا تجاه تضحيات كل الشهيدات والرائدات اللاتى بذلن حياتهن ليصنعن لنا وطناً موحداً تحلم نسائه بالحرية.. قد تضىء ثيابنا البيضاء رغم حزنها الدرب فى ظلام أيامنا السوداء هذى.. وان لم تفعل على الأقل سنقول لأطفالنا لقد حزنا وبكينا وإرتفع نشيجنا “وأطلقنا الحىّ ووب”.. لم نكن نهتم لجمالنا ومظهرنا وبلادنا تتفتت..كنا “حادات” غاضبات..فلنرتدى الحداد منذ يوم التاسع من يناير الحزين.ولنجعله شهر حزن لتعرف أخواتنا الجنوبيات وكل بلادنا ان النساء السودانيات مفجوعات بهذا الفراق المرّ.. وان الخرطوم ليست ملكاً للافتات “منبر الحرب الظالم” المبتهجة ببتر الوطن وان للخرطوم ونسائها ضمير يقظ ونفس تعاف” التقطيع”..تقطيع الأيدى والرؤوس وتقطيع الأوطان. فى لحظة الكرب الذميم ينبعث زمر الزغاريد التى صدحت بها أخواتنا فتوسخت قدم الكفاح على لهيب المعركة الدم يرخص.. والرئات لتنشوى لن تنثنى خطواتنا المتشابكة “محمد المكى ابراهيم فى وصفه لندية مشاركة النساء فى ثورة أكتوبر”) . (نص المقال – في اعمدة – هادية حسب الله)