[email protected] الأسطورة ، الحوت ، حبيب الشباب ، فنان الشباب الأول وهلم جرا ، تلك هى الألقاب التى لُقِبَ بها فناننا القدير الراحل المقيم فى قلوبنا محمود عبد العزيز ، يتفق معى الكثيرين ان تلك الألقاب لم ينله الحوت عن محض صدفة و لامجاملة من محبيه ومعجبيه، بل عن جدارة يستحقه بعد عطاء زاخر متواصل متميز ، ظاهرة الفنان محمود تعتبر فريدة يصعب تكراراها على اقل تقدير فى الوقت القريب ، الصوت والحنجرة الذهبية وأغانيه المعبرة وقبل كل هذا محمود الإنسان الذى يحمل قيم الإنسانية ، فنان وطنى من طراز فريد غنى لكل السودان ، لأنه يدرك انه ينتمى لكل الوطن لذلك بكاه كل السودانيون رغم الحدود السياسية التى رسمت فى عهد الطيب مصطفى وابن اخته ، بكى الجميع فى كل مدن السودان ، جوبا التى وصفها بأجمل مدينة بكت يوم رحيله واغرقت فى دموعها حزناً على الحوت ، محمود يوجد فيه كل قيم الإنسان السودانى الطيب الخلوق المهذب المحب لوطنه ولشعبه فاحبه الوطن والشعب وابكاه يوم رحيله . إستمعت لأغانيه واستمتعت بها قبل ان اراه ، وقابلته لأول مرة فى مدينة الكاملين بولاية الجزيرة ، انبهرت بصوته وشخصيته فكنا على مااتذكر ثلاثة من ابناء الاقليم الجنوبى فى تلك الفترة ، حاضرين الحفل الذى كان يحيه ، فأشار لنا عندما رآنا متحمسين له ونبشر ومتفاعلين مع الجمهور ، وأمر بإحضارنا الى المنصة فكنا فرحين واندمجنا معه فهذا الموقف لم انساه و كنت ابن السبعة عشر ربيعاً على ما اتذكر، المرة الثانية التى التقيته به فى الخرطوم فى شارع النيل عن طريق الصدفة ، هذا ولم يحالفنى الحظ ان احضر احدى حفلاته فى العاصمة السودانية ، والتقيت به للمرة الثالثة فى كورنيش النيل بالقاهرة ، والأخيرة فى قاعة المؤتمرات عندما كانت تحتفل الحركة الشعبية لتحرير السودان ( سكرتارية القاهرة ) الذكرى ال 27 لتأسيسها ، كان الفنان الراحل محمود عبد العزيز حيا الإحتفال واطرب الجميع ، ورأيت كيف كان يحبه ابناء الإقليم الجنوبى وعضوية الحركة الشعبية عامة ، وهمست له فى اذنه حزين يا محمود لأننا سنذهب ونترك السودان مجبورين للكيزان !!! فكان رده ستبقوا فى قلوبنا ، واليوم نقول ذهب الحوت ولكن ستبقى ذكراه باق فى القلب لا يمح ، نسأل الله ان يمنح زويه ومحبيه الصبران والسلوان ، والرب اعطى والرب أخذ فليكن اسمه مباركا ، وانا لله وإنا اليه راجعون . آخر الرص : الودعوا إرتحلوا الودعوا إرتحلوا الودعوا إرتحلوا شالوا الهنا ورحلوا ليه يعني خلونا وما رسلو وسألوا **** إن قلنا نطراهم تألمنا ذكراهم إن قلنا ننساهم كيفن بننساهم عارفين طبايعنا في عيونا شلناهم ما عرفنا درب الشوق من يوم عرفناهم ***************** وسكت الرباب