شارك أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون في قمة الاتحاد الأفريقي التي انطلقت يوم الأحد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي. وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية وصف بان كي مون القمة بالحدث الهام، نظرا لتزامنها مع الذكرى الخمسين لتشكيل منظمة الوحدة الأفريقية التي سبقت الاتحاد الأفريقي. وأشاد الأمين العام بالقارة الأفريقية، التي ذكر أنه زار قرابة ثلاثين دولة فيها، ورأي ابتكارا، وخيالا وتصميما هائلا من مواطني القارة على الازدهار. وأضاف: “تمتلك أفريقيا الخبرة لصياغة حلول لتحدياتها الخاصة والمساهمة في تحقيق أهدافنا العالمية من النمو الشامل والعدالة الاجتماعية وحماية بيئتنا. وتوجد في أفريقيا بعض الاقتصادات الأسرع نموا في العالم. وقد حققت العديد من الدول مكاسب هامة باتجاه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. فعدد أكبر من الأطفال الافارقة يلتحقون بالمدارس، وخاصة الفتيات. وعدد أكبر من العيادات تساعد النساء الأفريقيات على البقاء على قيد الحياة أثناء الولادة. وعدد أكبر من النساء الأفريقيات يشغلن مناصب حكومية ومناصب بارزة في صنع القرار”. وقد أعرب السيد بان أيضا في كلمته أمام القمة العشرين للاتحاد الأفريقي، والتي تستمر أعمالها على مدى يومين، أعرب عن القلق لملايين الأفارقة الذين يعيشون في فقر، ودعا إلى تكثيف الجهود مع اقتراب الأجل المحدد لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وقال: “إن مصيرنا واضح: مستقبل تغني فيه ثروة أفريقيا جميع شعوب أفريقيا، وحيث لا يوجد سوء الحكم إلا في كتب التاريخ، حيث تحظى السلع الأفريقية بسعر عادل في السوق العالمية، وحيث الشراكات العالمية تعني رخاء مشتركا. لقد حققت الدول الأفريقية نموا بلغ خمسة في المائة في المتوسط خلال العقد الماضي، بل ومن المتوقع أن تنمو بنسبة أكثر من خمسة في المائة بحلول عام 2014. ولكن التوسع الاقتصادي ليس غاية في حد ذاته، فالثروة لا يمكن أن تبقى في أيدي القلة. فعدم المساواة هو وصفة لعدم الاستقرار”. ودعا السيد بان إلى التركيز على الفتيات والنساء في أفريقيا، مؤكدا على قدرتهن على دفع السلام والتنمية. وأشار إلى التقدم الهائل الذي حققته القارة في تخفيض عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز. وأكد أن الأممالمتحدة ستواصل دعم القارة في عملها من أجل تحقيق جيل خال من الإصابة بالإيدز، وخاصة من خلال إنهاء إصابة حديثي الولادة بفيروس نقص المناعة. كما أكد أيضا على أهمية التصدي لتغير المناخ. وقال: “يجب على المجتمع الدولي، في الوقت ذاته، احترام التزاماته وزيادة المساعدة الإنمائية لأفريقيا. إذ لا يكفي للقادة أن يحددوا أهدافا للمساعدات والتجارة، وإنما يتعين عليهم متابعتها مع تحقيق نتائج”. وتطرق السيد بان إلى الأوضاع في عدد من الدول الأفريقية، ومن بينها جمهورة الكونغو الديمقراطية، ومالي، والسودان وجنوب السودان والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى. ورحب الأمين العام بلقاء القمة الذي يستضيفه رئيس وزراء إثيوبيا بين رئيسي السودان وجنوب السودان عمر البشير وسالفا كير. وشجع الأمين العام الرئيسين على المعالجة الحاسمة لجميع القضايا العالقة الخاصة بالأمن وترسيم الحدود والوضع النهائي لمدينة أبيي، والتفعيل العاجل لآليات أمن الحدود وتطبيق جميع الاتفاقات الموقعة في السابع والعشرين من ديسمبر كانون الأول الماضي. واختتم أمين عام الأممالمتحدة كلمته بالتأكيد على أن التنمية والأمن يتطلبان الديمقراطية والمساءلة، وتقاسم المسؤوليات واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، وأن القارة الأفريقية يمكنها أن تجد الإلهام في سجل إنجازاتها لإدارة التحولات الكثيرة المعقدة المقبلة.