قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الخميس ان سوريا باتت اليوم “الوجهة الاولى للجهاديين”، محذرا من انه كلما طال امد النزاع الدائر في هذا البلد كلما زاد “خطرهم” على الغرب. ويأتي تصريح هيغ متزامنا مع تصريح لوزير الخارجية الأميركي أشار فيه من واشنطن، إلى تفاقم الوضع الإنساني في سوريا وان عدد القتلى السوريين ربما يكون قد ناهز المائة ألف وفقا لما أكده له وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل. وقال هيغ في كلمة القاها في لندن حول “مكافحة الإرهاب في الخارج” ان “سوريا هي الوجهة الاولى للجهاديين في العالم اجمع. ومن بين هؤلاء هناك اشخاص مرتبطون ببريطانيا وبدول اوروبية اخرى”. واضاف ان هؤلاء “الجهاديين قد لا يشكلون اي خطر علينا عندما يذهبون الى سوريا ولكن اذا ظلوا على قيد الحياة يمكن ان يعودوا مزودين بايديولوجية اكثر تصلبا وبخبرة في الاسلحة والمتفجرات”. وحذر الوزير البريطاني من انه “كلما طال امد النزاع كلما كان الخطر اكبر”، داعيا موسكو الى وقف دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. واكد هيغ ايضا انه كلما طال امد النزاع “كلما ازهق المزيد من الارواح البريئة (…) وكلما زاد خطر استخدام اسلحة كيماوية وبيولوجية”. واضاف ان “القسم الاكبر من جهودنا لمكافحة الارهاب بتنا اليوم نبذله في الخارج حيث يتدرب الارهابيون ويخططون لشن هجمات في الغرب” مشيرا الى انه “لا يمكن” مكافحة الارهاب “بدون التعاون مع دول اخرى”. وبحسب الاممالمتحدة فقد اسفر النزاع الدائر في سوريا منذ نحو عامين عن مقتل نحو 70 الف قتيل، في حين نقل وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن نظيره السعودي سعود الفيصل الخميس ان حصيلة القتلى ربما تكون 90 الفا. وتبدأ في الخامس من حزيران/يونيو في بريطانيا محاكمة جبير شودري وشاجول اسلام بتهمة الضلوع في خطف مصور بريطاني وصحافي هولندي كانا يغطيان النزاع السوري في تموز/يوليو. وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس ان عدد قتلى النزاع في سوريا قد يكون بلغ 90 الفا بحسب تقديرات لنظيره السعودي الامير سعود الفيصل. وقال كيري والى جانبه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، “كانت لي فرصة (…) للتحدث هذا الصباح مع وزير الخارجية السعودي. اول ما قاله لي هو انه ربما هناك 90 الف قتيل في سوريا بحسب تقديراته”. وتقدر الاممالمتحدة ان عدد القتلى في النزاع في سوريا “يقترب من 70 الفا”. وقال كيري ان “الوضع الانساني المأسوي” في سوريا سيكون احد اهم المواضيع على جدول المحادثات المزدحم في اول لقاء له في وزارة الخارجية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وقال كيري الاربعاء بعد محادثات مع نظيره الاردني ناصر جوده ان واشنطن وعمان ستجددان الخطوات لحث روسيا، حليفة سوريا، على ممارسة مزيد من الضغط على الرئيس بشار الاسد ليتخلى عن منصبه. وقال كيري “اريد ان اعرف من الامين العام رأيه في ما يمكن القيام به.. ان نحاول تغيير حسابات الرئيس الاسد لوقف سفك الدماء واطلاق عملية انتقال سياسي نحو مستقبل ديمقراطي”. ونبه كيري الى ان “الاعداد الكبيرة” للاجئين الذي فروا من النزاع المستمر منذ 23 شهرا يمثل عبئا ضخما على جيران سوريا. وتقول الاممالمتحدة والولايات المتحدة ان اكثر من 750 الف شخص فروا من سوريا فيما نزح نحو مليونين ونصف داخل البلاد. ميدانيا، تمكنت قوات الجيش السوري من اقتحام احد احياء مدينة حمص (وسط)، مقابل استمرار تقدم المعارضين في الشمال والشرق. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الخميس 78 شخصا هم 15 مدنيا و32 مقاتلا معارضا و31 جنديا نظاميا، بحسب حصيلة اولية للمرصد. ويضاف الى هذه الحصيلة الاولية 32 قتيلا اما قضوا تحت التعذيب او في اعمال عنف جرت سابقا وعثر على جثثهم الخميس واما توفوا الخميس متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقا، بحسب المرصد الذي اوضح ان “21 مواطنا هم سيدة وطفل و19 رجلا” قتلوا في وقت سابق في اطلاق نار وقصف في قرية ام عمود بريف بلدة السفيرة في ريف حلب. وبحسب المرصد ايضا فقد “اسفرت عملية تفجير السيارات المفخخة والاشتباكات التي استمرت 3 ايام في مدينة الشدادي بريف الحسكة (شرق) عن استشهاد ما لا يقل عن 30 من جبهة النصرة بينهم 5 من جنسيات كويتية وعراقية ومقتل ما لا يقل عن 100 من عناصر المخابرات والجيش النظامي السوري”. وكان المرصد افاد صباح الخميس عن سيطرة مقاتلين من جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة على بلدة الشدادي في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي تشهد معارك ضارية منذ ايام. في المقابل، سيطرت القوات النظامية على حي جوبر في غرب مدينة حمص في وسط البلاد بعد معارك عنيفة مع المقاتلين المعارضين استمرت اسابيع. كذلك اسقط مقاتلو المعارضة الخميس طائرتين حربيتين للجيش السوري في ريف ادلب (شمال غرب)، بحسب المرصد. واوضح المرصد ان الطائرتين سقطتا في منطقتين من ريف ادلب الجنوبي وكانتا تقومان بعمليات قصف لقرى في المنطقة التي يسيطر المعارضون على اجزاء واسعة منها. ونشرت ألوية أحفاد الرسول وهي مجموعة مقاتلة اسلامية، شريط فيديو على موقع “يوتيوب” يظهر سقوط احدى الطائرتين، مشيرة الى انها “تمكنت بفضل الله من اسقاط طائرة سوخوي فوق بلدة كفرسجنة بمضادات الطيران”. كما قصف الطيران محيط مطار منغ العسكري في محافظة حلب (شمال) الذي يحاول مقاتلون معارضون السيطرة عليه منذ اشهر. وتتواصل المعارك الخميس في محيط المطارات في محافظة حلب التي اعلن الجيش الحر قبل ايام بدء عملية واسعة تستهدفها. واقرت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات الخميس بسقوط مقر اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي في الشمال. وكتبت “الوطن” ان “الجيش بصدد اعادة بسط سيطرته على كامل اللواء 80 شرق حلب”، مشيرة الى “تسلل المسلحين بأعداد هائلة الى أجزاء كبيرة من اللواء 80 التابع للدفاع الجوي”، و”القضاء على المئات منهم”. الا انها توقفت عند فشل المسلحين في هجومهم على معامل الدفاع (40 كيلومترا شرق حلب) “التي غدت مع المنطقة والقرى المحيطة بها آمنة”. وذكرت ان قائد اللواء 80 ونائبه وعدد من الجنود قتلوا في المعارك. وكانت المجموعات المقاتلة المعارضة تمكنت خلال الايام الماضية من الاستيلاء على مطار الجراح في محافظة حلب، ومقر اللواء 80، وعددا من الحواجز في ريف حلب. لكنها لم تتمكن من منع ارتال القوات النظامية من الوصول الى منطقة السفيرة حيث يطوق مسلحو المعارضة منذ اسابيع ما يعرف بمعامل الدفاع التي تتحصن فيها قوات نظامية. كما سيطر المقاتلون المعارضون اخيرا على مدينة الطبقة الواقعة في محافظة الحسكة والقريبة من مطار الجراح. في المقابل، تركز القوات النظامية قواها في المنطقة الوسطى لا سيما في محافظة حمص، وفي دمشق. وقد تمكنت اليوم من السيطرة على حي جوبر في غرب مدينة حمص بعد معارك عنيفة مع المقاتلين المعارضين استمرت اسابيع، بحسب المرصد السوري الذي اشار الى عمليات تمشيط تقوم بها هذه القوات في الحي وفي بساتين حي السلطانية المجاور. وكانت هذه القوات سيطرت الاسبوع الماضي على بلدة كفرعايا المتاخمة لجوبر. ويقول رامي عبد الرحمن ان هدف القوات النظامية من تركيز عملياتها في هذه المنطقة تأمين ممر لها الى البحر.