كمال كرار.. كلما وقف مسؤول إنقاذي أمام حشد مجلوب من الناس قال أن التنمية ستستمر برغم الضغوط الغربية . وبحثنا بالميكروسكوب فلم نر لهذه الضغوط أثراً ، بل علي العكس فالعلاقات الغربية السودانية سمن علي عسل طالما كانت الأخيرة تابعاً ذليلاً للرأسمالية العالمية . ووفود صندوق النقد الدولي تزوربلادنا باستمرار لتقدم الدعم المالي والفني ، وتصدر التقارير مشيدة بأداء الاقتصاد السوداني . ومكتب البنك الدولي الكائن بشارع عبد الفضيل الماظ بالخرطوم في حركة نشطة ودؤوبة من أجل مساعدة السدنة علي تخطي مصاعبهم الاقتصادية . والجمهورية التركية العضو بحلف الأطلسي الغربي ، تبذل الأموال دون سخاء من أجل تنفيذ مشروعات تهم التنابلة ، ولا تهم الشعب كيلا يسقط المشروع الحضاري في المدن والبراري . وقطر التي يعرف الجميع أنها مخلب قط للأمريكان في المنطقة ، أصبحت مهوي السدنة ومحل إجتماعاتهم الدائمة وكلما ( زنقت) الميزانية دفعت الحكومة القطرية من مال شعبها المليارات حتي لا تندلع المظاهرات في الأبيض أو بركات . والمانحون الذين رعوا اتفاقية الدوحة في معظمهم دول غربية تنفق الأموال من أجل تثبيت دعائم الإنقاذ وإطالة عمرها . ورعاة اتفاقية نيفاشا ( المرحومة) كانوا دولاً غربية مية في المية يحج إليها السدنة بصورة دائمة من أجل البقشيش واستيراد البراطيش . والصين التي تقرض السدنة ( وقرضت السودان قرض) هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة ، وأن مدفوعاتها للسودان وجدت الضوء الأخضر من الغرب وكل شي بي تمنو . والنرويج التي زارها السدنة مؤخراً وتسعة دول أوربية غربية توطد تعاونها الاقتصادي مع الحكومة علي نظرية ( تقديم السبت علي الأحد) من أجل الحصول علي ما تبقي من البترول والذهب والذي منه . أما مشكلة دارفور وحكاية الجرائم والمطلوبين فقد أدخلها الغرب في ( تلاجة موز) عشان خاطر عيون الكوز . التنمية المستمرة برغم الضغوط الغربية – كما يقول السدنة- لا يراها معظم الناس بالعين المجردة . والحد الأدني للأجور هذه الأيام – وهو لا زال 165 جنيه- يساوي ثمن 3.3 كيلو ضان ، ولا يدفع نصف إيجار راكوبة في المناطق المهمشة بالعاصمة . أما التنمية المزعومة – برغم الضغوط الغربية – فهي مسح المستشفيات العامة ومحوها من الوجود لتسريع قتل الفقراء . ومسح الباعة المتجولين والشحادين وستات الشاي ورواد أندية المشاهدة حتي لا يتأذي القطريون من مشاهدة هؤلاء في الشارع العام . ومسح السودانيين في السكن العشوائي من أجل الأثرياء العرب الذين يهيمون في شاطي النيل الخصيب . وكلما اتمسح الفقراء من الوجود ، كلما وضع السدنة المزيد من الأموال في حساباتهم البنكية التي وصلت لأرقام فلكية . علي السدنة البحث عن شماعة أخري بخلاف الضغوط الغربية ، ويمكن استشارة الست شلبية الكائنة في حلايب ( المصرية)