*بحمد الله وتوفيقه مضت عملية الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب بسلاسة رغم الأحداث المؤسفة التي حدثت في أبيي وفي ولاية الوحدة، وهي أحداثٌ متوقعة، ولكن المهم محاصرتها وتجاوزها لكي تنتهي عملية الاستفتاء بسلامٍ وأمن. *مرةً أخرى نهنئ أهل الجنوب في الداخل والخارج بممارسة حقهم الدستوري والتعبير عن إرادتهم، ونبارك لهم مسبقاً نتيجة الاستفتاء حتى وإن كانت لصالح الانفصال الذي لم نكن نريده أن يتم. *كل هذا لا يبيح لأولي الأمر في الشمال أو الجنوب الحجر على آراء ومواقف الآخرين ما دامت تتم بصورةٍ سلمية، وفي هذا نستنكر ما حدث في مقر حزب المؤتمر الوطني بواو، ونطالب بإطلاق سراح المعتقلين واحتواء الأمر سلمياً بل والسعي لإتاحة الفرصة لكل الأحزاب والفعاليات السياسية في الجنوب لممارسة حقها في التعبير عن مواقفها وآرائها سلمياً لضمان الاستقرار الأهم لإستكمال بناء دولة السودان الجنوبي إذا تم الانفصال. *نستنكر أيضاً ما حدث في منزل الزعيم الراحل المقيم إسماعيل الأزهري الذي حاول فيه بعض المنتسبين للحزب الاتحادي الديمقراطي “الموحد” التعبيرعن حزنهم للنتيجة المتوقعة من الاستفتاء بصورة سلمية وحضارية، ولا نرى في عملية توشيح منزل الأزهري بالسواد العام ولا في التعبير بالرسم ما يخل بالأمن والسلام العام. *لم يكن هناك ما يبرر اعتقال ابنة الزعيم الأزهري عضو المكتب السياسي للحزب سامية الأزهري، ولا مسؤولة الإعلام عبير عثمان، ونحمد الله أن انتصر صوت العقل ولم يتم اعتقال أحد، ولكن ما حدث يعطي إشارةً سالبة لما يمكن أن يحدث إذا تم التضييق على الحريات في محاولة للعودة للمربع الأول للانقاذ الذي تجاوزه الواقع العملي. *إن انفصال الجنوب- إذا تم- لا يعني النكوص عن العملية السلمية التي عززتها اتفاقية نيفاشا 2005م، والاتفاقيات الأخرى التي فتحت الباب أمام المعارضة الخارجية للعمل سلمياً من الداخل، ولا يعني التراجع عن الحريات السياسية التي تكفلها السماء قبل الأرض؛ فالله سبحانه وتعالي ترك لابن آدم الخيارين إما الشكر أوالكفر، فما بالكم في أمور الدنيا التي قال فيها خاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلم: “أنتم أعلم بأمور ديناكم”.