لدغة عقرب النعمان حسن من ينظر بعين واحدة يرى نصف الحقيقة ازمة الكرة السودانية انها تعانى من ازمة غريبة لا اظن لها مثيل فى العالم وتتمثل هذه الازمة فى ان جماهيركرة القدم كلها بالاجماع منقسمة بين فريقين حتى جماهير الفرق الاخرى رغم قلتها فانها تعانى من الولاءالمزدوج لفريقها من جهة والولاء الاكبرلواحد من الفريقين. وليت الامر يقف عند هذا الحد فكم من اندية فى الولايات تولد منتسبة للفريقين حيث ان هذه الظاهرة انتشرت حتى اصبحت عامة عندما كان انصار الفريقين يتم نقلهم للعمل فى المديريات فيعملون على التعبير عن عشقهم وولائهم لاندية العاصمة بتكوين اندية تحمل نفس المسمى بل كفروع لها مما ادى لان تتمحور هذه الاندية فى تحالفات تقوم على المسمى المنتسبة له لتنقسم الكرة بين مجموعتين كل منها تحمل اما مسمى الهلال او المريخ واحيانا ربما بعض الاندية الاخرى وان كانت عديمة الاثر. لهذا السبب حتى الاندية التى تحمل ذات المسمى (هلال او مريخ) تجد نفسعا ملاحقة بالاتهام بالتواطؤ حتى وان لم يكن حقيقة كانما كتب عليها ان تلعب لحساب الغير صاحب المسمى الاصل . ولكن مع ان تميز بعض الاندية جماهيريا ليس بدعة جاء بها السودان فالعالم يعرفها فى معظم الدول ولكن هذه الجماهيرية فى السودان انحرفت عن مسارها لتمثل واحدة من اكبر معوقات التطور لان المجتمع الرياضى على كافة مستوياته الا قلة نادرة لا تذكر تتعامل مع الكرة بعين واحدة مما يغيب عنهم نصف الحقيقة وان العين الواحدة ترفض ان ترى الامور الا من زاوية انتمائها المتعصب بل المتشنج مما افقد كرة القدم اهم قيمها الاخلاقية فى التنافس فنيا داخل الملعب لتسود قيم التنافس اللا اخلاقى خارج الملعب وبكل الوسائل غير المشروعة . والمؤسف ان هذا الواقع انعكس على كل مكونات كرة القدم بل الاكثر اهمية لتطورها حيث اصابت هذه العلة التحكيم وادارات الاندية والاعلام مما غيب عنه دوره فى التوعية ليصبح الانهيار شاملا كل مناحى كرة القدم. كما ان من الطبيعى ان يتضاعف حجم الكارثة عندما امتدت هذه الحالة المرضية لان يمتد التصنيف نفسه وبنفس المعوقات السالبة للمسئولين عن الرياضة من ادنى لا على المستويات حتى اصبحوا انفيسهم جزءا من الهرج والفوضى التى اجتاحت كرة القدم. لكل هذا كان من الطبيعى ان يتدنى المستوى الفنى لاقصى درجات التدنى لان المعايير للتباهى والتفاخر لم تعد تبنى على التطور الفنى للفريق حيث لم يعدالملعب ونتائجه المشروعة هى المعيارمما افقد الكرة السودانية اى وجود خارجى فى المحافل الدولية لان تلك المحافل لا تعرف غير الملعب والمستوى الفنى لهذا نجد هذا الزخم الجماهيرى الفوضوى على المستوى المحلى يهدر الوقت والجهد فى القضايا الانصرافية التى تفتقد اى علاقة بالكرة وتطورها فى الملعب حتى اصبح انصراف الجماهير للصراعات الادارية يخرج هذه الجماهير من انتمائها للاندية كمشجعين وليس كاصحاب قرار وطرفا فى الصراعات الادارية فهل سمعتم يوما ان جماهير ريال مدريد وبرشلونة التى تكتظ بها الملاعب اعطت نفسها الحق بالتدخل الذى يبلغ احيانا اقصى درجات العنف غير الميرر فى شان ادارات هذه الاندية ام انها دورها يقتصر على التشجيع والذى تملك فيه الحق لان تنصرف عن تشجيع النادى اذا لم يشبع رغبتها وهذا اقصى ما تملكه الا ان جماهيرنا انتحلت صفة المالك للاندية مع انها لاصفة لها رسمية فى الانتماء للنادى طالما انها لا تتمتع بعضوية النادى او من ملاكه كمؤسسة يحكمه القانون. بقى نقطة هامة وهى التى اثارتنى لتناول هذا الموضوع الخطير فلقد رفعت هذه الجماهير بسبب انحرافاتها هذه لان ترفع راية كبيرة تحمل شعار (لا للحياد وممنوع الوقوف معه الحق) ليصبح المطلوب من كل صاحب راى ان يختار من (القمة الفشنك) من يؤيده فى اى موقف حتى وان كان على باطل وان ينكر بالمقابل لخصمه من القمه حقه حتى وان كان مستحقا له. ليس لنا غير ان ندعو الله ليشفى الكرة السودانية من هذا المرض المزمن وصدقونى لو كنت المسئول لكتبت نهاية الهلال والمريخ من الخارطة الرياضية حتى يبدا السودان خطواته للمستقبل تحت ظروف صحية مواكبة للعالم ويومها ثقوا ان الاعلام الرياضى نفسه سيصحح من مساره ولان هذا مستحيل ولن يحدث فى السودان لا املك الا ان اقول. وفضوها سيرة ويلا بلا لمة (الى ان يصلح الله الامور)