بلاحدود هنادي الصديق منكم لله !! * الهزيمة المذلة لفريق نادي الهلال من مازيمبي الكنغولي وخروجه شبه الموكد من بطولة دوري ابطال افريقيا ، عاد بذاكرتي للوراء وتحديدا بأخبار كانت شبه يومية تتناقلها الصحف الرياضية بشكل مُمِلَ) ولكن لابأس من واحد من ذات الشاكلة نضربه كمثال لمشكلة السودان الكروية، فقد رصدت الصحف لو نذكر جيدا قبل عدة أشهر أخبارا تقول (رصد الهلال سبعة لاعبين لقيدهم في كشوفات الفريق في يونيو المقبل حيث أمن المجلس على بقاء اللاعبين سيدي بيه وتراوري فيما يشطب الهلال بقية اللاعبين على رأسهم دومنيك والمامي بجانب ايكانغا وسانية لضعف المستوى ويتوقع ان يضم بدلا عنهم لاعبين ومن مالي والكاميرون تم رصدهم عبر وكيل لاعبين )، إلي هنا وإنتهي الخبر ويبقي ما وراء الخبر هو المهم والأهمَ..!! * في البداية فركت عينايَ بقوة وأنا أطالع الأسماء ، فوجدتها هي نفسها ذات الاسماء التي تغنوا فيها وقطعوا فيها الأشعار وتغزلوا فيها الغزل الصريح والمستتر قبل شهور، فهل تراخي مستوي هؤلاء المحترفين بعد أن قبضوا آلاف الدولارات أم أن القصة لم تكن سوي غش وخداع..؟؟؟!!! * فإذا عدنا للوراء ولأكثر من عشرة أعوام أو يزيد قليلا، سنجد تكرار مثل هذا الخبر مع إختلاف الصياغة والاسماء فقط، وهو ما يؤكد وجود خلل واضح في التركيبة الإدارية والفنية بالأندية السودانية خاصة القمة بشقيها الأزرق والأحمر ..!! * ويعزي هذا الأمر لظاهرة (السمسرة)والتي جعلت من ملاعب الكرة عبارة عن (كرين)لبيع واستبدال السيارات الهكر منها والمستعمل والجديد نيف..!!! * وللأسف فقد أصبح الكثير من الإداريين ممن أتت بهم الصدف والمصالح الشخصية وبعض الإعلاميين وقادة الرأي سماسرة محترفون، بعد أن خرجت القصة من أيدي الفنيين واصحاب النظرة الفنية الخالصة فصارت الأندية صاحبة(الحظوة)والتي يتجه اليها الرأسمالية والباحثين عن الأضواء قبلة أولئك السماسرة الذين يتدثرون بلباس حب النادي وتقديم الغالي والنفيس لأجله وهم في الحقيقة لا يبغون سوي مصالحهم الضيقة حيث يقبضون ثمن(بيعتهم) السمينة والتي يعرفون كيف ومتي يروجون لها إعلاميا حتي تخال أن من تمَ تسجيله للنادي خليفة ميسي أو كريستيانو رونالدو ليكتشف الجمهور بعد أول إختبار حقيقي بالدوري أن ناديهم (باعهم الترماي).!!! * فيبدأ السب والشتيمة والإساءة للاعب وللإدارة كما يحدث الان، والتي تبدأ في غسل زنوبها وبعد الاستغفار المغلف طبعا بأنها ستشطب هذا اللاعب في أول سانحة وستسجل من سيعوضهم فشل الخازوق، لتبدأ الساقية في الدوران وخازوق ورا خازوق حتي اصابنا الدوار ..!! * ونعود بالذاكرة لتلك الصورة التي نري فيها اللاعب (الخارق ) محمولا بشعار النادي علي أعناق المشجعين(المخدوعين) قبل أن يكتشفوا الخدعة فتنعكس الصورة ليخرج من ذات البوابة مطرودا مركولاً بالأرجل بعد أن دخلها محمولا علي الأعناق.!! * مسكينٌ هو الجمهور الرياضي الذي أضحي (إضينة لليسوي واللي ما يسواش)، ويدفع دم قلبه ويحرم أسرته من أساسيات ليمتع نفسه بدخول مباريات مثيرة فيجدها فشنك، وليقرأ أخبارا حقيقة تفرح وتشرح صدره عن ناديه المحبب ليجد (ما يورم فشفاشه) من الكذب والتضليل والأخبار المكررة والحديث المعاد، فيبدأ بالحليفة والقسم المغلظ أنه لن يدخل إستاد مرة أخري ولن يقرأ صحيفة حتي ولو وجدها تحت أرجله، ولكن ومع أول خبر مثير نجده وقد أطلق ساقيه للريح صوب الإستاد وخصم (باستحياء) من ميزانية المنزل لشراء صحف (الدجل والإحتيال ) مرة أخري..!! * فهل نطمع في فهم إداري محترم بعيد عن صراع المصالح أم تستمر الساقية في الدوران؟؟!!