قرنفلات ايمن عبد الله نسخ مشوهة قرنفلى للدخول : إن تاريخ الفن الغنائي السوداني واحد من أغنى التواريخ في العالم، وواحد من اقدمها واكثرها عراقة من حيث عدد المغنيين والاغنيات ، ومن حيث حجم المنتوج الغنائي، وتظل المكتبة الغنائية في بلادنا عامرة وممتلئة حد الترف بكل ماهو جميل ومتنوع من الأعمال، ويبقى الرصيد الموسيقي كبيراً جداً حد عدم الإحاطة به. ومن المغنين الكثرة الذين مروا على هذا التاريخ عباقرة صنعوا وخلدوا الاغنية ومجدوها بالفتوحات العالمية والعربية وغزو الثقافة في دول الجوار، قبل أن يعطروا ويهذبوا الوجدان السوداني بحلو الكلام واطربه، وعمل هولاء الجبابرة المغنين العظام كمعلمين وقادة ومربين ربوا هذا الشعب على مدى تاريخه وساهموا في صياغة أشجانه واحزانه وافراحه وعبروا عنه، فاحتفل بهم الناس واحبوهم حد الخلود، وصاروا يحبون كل من ينتمي لهم او يررد اغنياتهم أو حتى يذكرهم بهم. قرنفلة ثانية: ومرت الايام ونما لهذا الجيل العظيم من الفنانيين ابناء وبنات ساروا على طريق ابائهم بالتغني وترديد هذا الإرث الكبير من الأغنيات كل بطريقته وفكره وملكاته، لكن النصيبة جاءت فيما بعد حينما راي الناس وتيقنوا إن الموهبة لا تورث، وإن الغبداع لا ينتقل بالشهادات، وإن لكل والد بصمة خاصة لا يستطيع حتى فلذات كبده إمتلاكها. والىن مجموعة من الابناء تعمل على ترديد أغنيات ابائهم والتغني بها بصورة مزعجة وخالية تماماً من القدرة او الغضافة، بل صاروا عبارة عن اسطوانات مشروخة تشوه وتسئ لكل ماهو جميل في تلك التجارب، ف(منتصر سيد خليفة ، ومحمد خضر بشير،وعزالدين أحمد المصطفى) ، ومثلهم بالجملة يعملون على ذلك، فلا هم غستطاعوا أن يضيفوا على هذه التجارب ، ولا هم قادرون على صناعة تجارب شبيهة أو موازية، ولم يستطيعوا ان يكونوا سوى ببغاوات تردد، وغربان تنعق في حدائق غناء ملئية بكل ماهو جميل لتحيل تلك الذكريات الجميلة في القلوب إلى حالات فقيرة ومحاكاة ساذجة تجعل منهم مسوخ لتلك الصور النضاحة بالعبير والموسيقى . قرنفلة ثالثة على الذين يظنون ان بمجرد أن يكون والدك فنان انت فنان ان يدركوا حقيقة أن الموهبة تخلق ولا تورث وأن القدرة الفطرية هي هبة إلاهية لا تنتقل عبر الجينات إلا نادراً ونادراً جداً وتكون في نمط وإطار مختلف، وان الغبن البار هو ذاك الذي يسعى للمساهمة في نشر تجربة والده والحفاظ عليها بصدق دون إدعاء أو زيف، وأن الجمال في الفنون انها طفرة وحالة غستباق زمني لا تمنح إلا بإذن من الله. قرنفلة للخروج: شُفتك .. من بين كل المعزين والبيبكو على مماتي شُفتك .. حزنك كان بيضحك في الحزن بشد لهاة الوجعة بى حبل النواح