خارطة الطريق ناصر بابكر الجمهور * في كل العالم، يقدم اي فريق كرة قدم أفضل ما عنده ويحقق أفضل نتائجه عندما يلعب وسط أنصاره حيث يجد اللاعبين راحة كبيرة تدفعهم لبذل قصاري جهدهم واللعب بروح قتالية عالية لأجل تحقيق الإنتصارات. * تلك الوضعية تعود بشكل أساسي للمساندة والتشجيع الذي يوفره الأنصار لفريقهم ودعمهم اللامحدود لجميع عناصره وهو ما يجعل من اللعب وسط الجماهير نقطة قوة لأي فريق يلعب على ارضه. * لكن عند تسليط الضوء على المريخ وتحديداً في السنوات الأخيرة، نجد ان تلك القاعدة لم تعد تنطبق على الاحمر الذي يعاني لاعبوه عندما يلعبو وسط انصارهم اكثر بكثير مما يعانونه وهم يلعبون بعيداً عنهم. * في العام 2012، ودع المريخ مسابقة الكونفدرالية من محطة الدور نصف النهائي بعد ان حقق نتيجة جيدة بحسابات الذهاب والإياب في لقاء دوليسي الذي خسره بهدف مقابل اثنين ليكون مطالبا بالفوز بهدف وحيد للتأهل للنهائي لكنه لم يتمكن من تحقيق النتيجة التى يريدها لأن مردوده وسط انصاره كان اقل مما كان عليه وهو يلعب خارج الحدود. * وفي العالم الذي يليه (2013) قدم المريخ مباراة كبيرة واداءاً رائعاً في لقاء الذهاب امام ريكرياتيفو ليبولو الانغولى ذهاباً وخسر بهدف لاثنين بعد ان قدم لاعبوه مردوداً كان يشير الى ان تأهلهم مسألة وقت ليس إلا.. لكن الاحمر دفع ثمن معاناة لاعبيه وسط انصارهم ليخسر بذات نتيجة الذهاب ويغادر من محطة الدور الأول. * أما العام الحالى، فأن المريخ أستهله بالخسارة مجدداً وللعام الثاني على التوالى على أرضه امام كمبالا سيتي الاوغندي بثنائية نظيفة قبل ان يعود للتألق خارجها ويحقق فوزا بهدفين لهدف لم يكن كافياً لتعويض ما خسره وسط جماهيره. * وجاءت مشاركة زعيم الأندية السودانية في النسخة الأخيرة من سيكافا لتؤكد على حقيقة ان عناصر الفرقة الحمراء يقدمون افضل ما عندهم ويؤدون بتركيز كبير في مباريات خارج الحدود الأمر الذي يحمل في طياته ادانة واضحة وصريحة لعشاق ومحبي النادي الكبير لانه يؤكد الدور السلبي الذي يلعبه الجمهور والذي يخصم بممارساته السالبة العديدة من قوة فريقه بدلاً من ان يكون هو نفسه نقطة القوة الابرز والسلاح الذي يراهن عليه لحسم مباريات القلعة الحمراء. * الوقوف عند جزئية الجمهور ووضع الكيفية التى يؤدي بها دوره تحت المجهر يقود الى نتيجة مخيفة مفادها ان اللاعب رقم (12) بعيد كل البعد عن اداء واجبه وانه يحتاج الى عمل كبير وكبير جداً ليلعب دوراً ايجابياً في مسيرة المريخ. * اذ ان نسبة من يقومون ب(التشجيع) لا تتجاوز ال5% او ال10% علي اقصي تقدير من بين الاف الذي يرتادون الاستاد لمتابعة مباريات الفريق فيما تصل نسبة من يكتفون ب(المشاهدة والتعليق) الى 50% او تتجاوزها بقليل بينما يتفرغ حوالي 30% بالمائة للإساءة للاعبين وملاحقتهم بالشتائم وصافرات الاستهجان والإعتراض على مردودهم في واحدة من اسوأ وابشع الظواهر السالبة التى يمكن الوقوف عندها في مباريات المريخ. * تلك التصرفات لعبت دوراً في إبتعاد عناصر مميزة عن كشوفات الاحمر وتمثل سبباً رئيسياً في عدم قدرة عناصر تملك قدرات عالية على التألق وتقديم افضل ما عندها عندما يلعب الفريق بملعبه خاصة وان هنالك فئة كبيرة ترتاد المدرجات وهي تفكر قبل كل شيئ في شتيمة لاعب معين لإثبات صحة وجهة نظرها بخصوصه قبل ان تفكر في تشجيعه ودعمه ومساندته ليجتهد ويتفوق على نفسه. * سأكون أكثر صراحة واكشف لأول مره عن تفاصيل أحاديث لم تكن للنشر مع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المريخ في السنوات الأخيرة (ريكاردو،الكوكي، كروجر، اوتوفيستر) وجميعهم كان لهم رأي سالب للغاية في التصرفات التى تبدر من قطاع كبير من الجماهير التى كان تمثل (صداع) في رأس اي منهم لانها تهدم كل ما يجتهدون لبناءه في الجانب النفسي والذهني والمعنوي مع اللاعبين. * على الجماهير ان تدرك جيداً ان لها مسئولية تجاه فريقها وان لها واجب ينبغي ان تلعبه وتؤديه قبل ان تفكر في لوم مدرب او لاعب على الاخفاق وقبل ذلك عليها ان تدرك ان الإساءة والشتيمة وصافرة الاستهجان لن تكون في يوم من الايام طريقة لمساعدة لاعب على التحول من خانة الاخفاق للاجادة بل على العكس تماما فان تلك التصرفات غير المسئولية تلغي اي فرصة لاستعادة لاعب لاراضيه المفقودة وتصعب من مهمة الاطار الفني وزملاءه في مساعدته. * الجمهور على الدوام يريد ان يفرح بانتصارات فريقه لكن هنالك حقائق مهمة يفترض ان يدركها اي مشجع ويعيها ويؤمن بها أولها ان الانتصارات مسئولية جماعية وليس مسئولية اللاعبين وحدهم ومن اراد لفريقه ان ينتصر عليه اولاً ان يؤدي دوره في المدرجات ويقوم بالتشجيع والمساندة خاصة للاعب المخفق وللفريق ككل عندما يكون في اسوأ حالاته لأنها أكثر لحظة يحتاج فيها الفريق لمساندة انصاره. * كما ان الأنصار مطالبون بان يدركوا حقيقة انه لا يوجد فريق ينتصر على الدوام وان كرة القدم ومثل ما فيها الفوز فيها الهزيمة التى لا تعني نهاية المطاف وفي البال خسارة المريخ لإفتتاح سيكافا امام البوليس والتى لم تمنعه لاحقاً من الفوز باللقب. * لاعبو المريخ ومنذ انطلاقة النصف الثاني اظهروا تقدماً كبيراً في جزئية الروح القتالية واظهروا رغبة لا تحدها حدود في فتح صفحة جديدة مع الأنصار وتقوية العلاقة أكثر وأكثر معهم وزيادة درجة الترابط وقدموا مهر تلك العلاقة تضحيات وبذل وعرق وانتصارات ولقب خارجي واضعين بذلك الكرة في ملعب الأنصار ليقوموا بما يليهم من ادوار لتنمية تلك العلاقة أكثر ولتقديم وجه جديد ومشرق ومفرح للجمهور تختفي فيه كل أشكال سلبيات السنوات الماضية لتصبح المساندة والدعم والتشجيع هي الاساس والاساءة هي النشاذ الذي يجب ان يقابل بحسم وحزم من قبل اي مشجع يرغب في استمرار رحلة الإنتصارات. * المريخ استعاد روحاً يبحث عنها منذ سنوات ومن واجب مختلف القطاعات وتحديداً الجمهور المحافظة عليها والاجتهاد بشدة لتبقي حاضرة على الدوام عبر الدعم والتشجيع والمساندة ورفع اللاءات الثلاث في مدرجات القلعة الحمراء (لا لهز ثقة اي لاعب.. لا للاساءات.. لا لصافرات الاستهجان).