وهج الحروف ياسر عائس إصلاح الهلال !! ورث مجلس الهلال الحالي تركة ثقيلة وتراكمات مؤسفة من المجالس السابقة دمرت البنية التحتية للنادي على مستوى الاداء التنفيذي والموظفين أنفسهم كشفت عن حجم الخلل الموجود بالهيكل التنظيمي. ويحتاج المجلس المنتخب حديثاً لفترة طويلة من الوقت وجهد شاق لاعادة ترميم ما انهدم وازالة الخلل المتوارث عن مجلسي البرير والتسيير ولا نلوم البرير لأنه واجه حربا شرسة واعتراضات واعتصامات ومشاكل صرفت أنظاره عن العمل المؤسسي وترتيب البيت من الداخل حيث انفق جل فترته في الطعون والمحاكم ومشاكل اللاعبين والمدربين. لكننا لا نعفي مجلس الحاج عطا المنان الذي تهيأت له وضعية افضل لادارة النادي بصورة صحيحة وتأسيسه على قاعدة علمية تستهدف المستقبل. ومالم يتحسب مجلس الكاردينال ويستفيد من اخطاء السابقين سيغرق في (شبر مية) ويسير على نفس المنوال وتستغرقه الاجراءات الروتينية اليومية والاستهلاك المعروف بالتفاصيل الصغيرة التي تستنزف الطاقات. نتمنى ان يعهد المجلس بالعمل اليومي لادارة تنفيذية فاعلة ومؤهلة وتعلم حدود واجباتها ومطلوبات النادي اليومية وهو تقليد معروف على مستوى العالم حيث لا تغرق الادارات في التنفيذ بل تعمل على رسم السياسات والخطط وتوفير التمويل وتعهد بالتنفيذ للادارات المتخصصة التي ينبغي ان تفوض بصلاحيات المجلس للقيام بكل المهام المنصوص عليها في كتاب التكليف. ولو كانت للهلال ادارات متخصصة وتعرف التفاوض والتعاقدات وعقد الاتفاقات لما مثل النادي امام المحاكم الداخلية والخارجية في قضايا المحترفين والمدربين ويكفي العقد الاخير لغارزيتو والذي كان فضيحة بكل المقاييس. بلغ السوء بالهلال ان يقوم النادي بتوقيع عقد مع مدرب وتتم كتابة كل التفاصيل المالية كمرتب وهو ما سيضاعف من العقوبة المالية على النادي في حالة تسوية المستحقات. لا يمكن لاداري حصيف كتابة كل المبلغ المستلم شهريا كمرتب بل ينبغي ان يكون هنالك حوالي خمسي المبلغ كمرتب أساسي والبقية تكون في شكل حوافز وبدلات وغيرها. نعتقد أن مجلس الهلال يحتاج الى ثورة كبيرة على مستوى الادارة التنفيذية والمالية والشئون الادارية لتحديد عدد الموظفين والعمال وادارة النادي بمؤسسية وتنزيلها الى أرض الواقع بعد ان ظلت شعارات محفوظة ومألوفة لا تعرف للتنفيذ طريقا. التركة المثقة بالديون والمطالبات ستصرف أنظار المجلس عن تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي سيكون محاسبا عليه من قبل الجمعية العمومية. ونتوقع ان تنقضي نصف الفترة في ترميم المهدم وملاحقة الدولاب اليومي ولكننا على ثقة بامكانية ان تسير كل الاعمال على مسارات مختلفة. وحسب علمي ان تنظيم عزة الهلال وقبل الشروع في السباق الانتخابي إستأذن مجلس عطا المنان للتعرف على الصرف اليومي والموقف المالي والاحتياجات الشهرية والمطالبات الملزمة وهو تصرف حكيم ينم عن وعي مبكر واستباق تحسباً لعنصر المفاجأة. ونتمنى من المجلس وهو يشرع في التريب للم الشمل الهلالي والإستماع لوجهة نظر كبار الهلال بمنزل العميد مهندس ابراهيم محجوب ان يخطو خطوة مهمة عجزت عنها كل المجالس السابقة لاشياء في نفس يعقوب الا وهو النظام الاساسي للهلال الذي اعجز كل طبيب. النظام الحالي يتعارض مع القانون واللائحة ويحتاج تغيير سريعا لازالة التعارض وفتح الباب امام الجمعية لتوسيع صلاحياتها واهمها اقامة البرلمان ومجلس الامناء وزيادة عدد اعضاء المجلس وتحجيم دور المجالس في التعاقدات عالية القيمة ورهن الاتفاقات بآجال المجالس حتى لا تتحمل التي تأي لاحقا تبعات السابقين. وتحمل مجلس البرير المليارات من مخلفات الارباب وترك مثلها للجنة التسيير ويخوض المجلس الحالي صراعا عنيفا مع متأخرات اللاعبين والمدربين ونتوقع ان يقاتل على جبهتين هما البناء والترميم. النظام الاساسي للهلال يحتاج لتجلية بعض الغموض وازالة اللبس وقد ظلت كل المجالس السابقة متهمة بتكريسه لخدمة اجندته وتسخير الجمعية العمومية لأجل ضمان استمراريتها. اصلاح الهلال يحتاج الى ارادة وقوة تحمل وصبر والمجلس الحالي مؤهل لانجاز الملفات المتراكمة وتغيير الصورة النمطية الحالية وهى مشوهة ولا تناسب ناديا كبيرا ولا تليق بالهلال الذي أمضى ثمانين عاما او تزيد من التأسيس. نعتقد ان الاصلاح يبدأ اول بالاعتراف بوجود خلل يحتاج العلاج ثم بتحديد الاولويات واختيار الوسيلة وتدبير الكيفية وتوفير التمويل اللازم . ومن حسن حظ الهلال ان خزانته سوف تستقبل مليارات خلال الايام القادمة وينتظر ان يشرع المجلس في التعاقد على مشروعات استثمارية تدر ربحاً وتوفر دخلا ثابتاً. ونتمنى الا ينشغل المجلس بكلياته بفريق كرة القدم واهمال المناشط والقطاعات الأخرى فنريد ثورة شاملة على كافة المستويات حتى يخطو الهلال فعلا نحو العلمية المنشودة ويؤسس قاعدة بيانات علمية نحو العالمية والمستقبل.