حررت النتيجة التي خرجت عليها مباراتا الهلال والمريخ شهادة إجادة للأهلي والأمل باعتبار أن الفريقين سجلا اللاعبين بتكلفة أقل وتعاقدا مع المدربين بذات المستوى وأقاما معسكرين بجهد يفترض أن يكون أقل أيضا غير إنهما يتفوقان على القمة بأنهما أقل ضجيجا من حيث الإعلام والتهديد والوعيد. ليس من العدل أن نحكم مبكرا على فشل تسجيلات القمة وإعداد الفريقين فالحكم بالقطاعي جزافي يناقض أبسط معايير العدالة ولكن دعونا نعيد تقييم التجارب السابقة التي ظلت تتكرر بصورة دورية من غلاء وتسابق على اللاعبين والتعاقد مع المدربين نكاية في النادي الآخر والبحث عن الثغرات وسط الفريق الآخر والتمهيد مبكرا لانتقال أي من لاعبيه كما يحدث الآن وتتناول المجالس نية المريخ التعاقد مع ساسا ومهند وديمبا. جرد الحساب هو النقطة الأولى التي يجب أن يخطوها المجلسان لتقييم الخداع السنوي المتكرر وهل سيفيد ثلاثي الهلال المريخ إذا انتقل إليه ولماذا لم يفد الهلال في مباراة الأرسنال التي خرجت بالتعادل وخرج البديل فيها قبل أن يكمل الشوط الثاني. اعترف غارزيتو أن الهلال أفلت من هزيمة ولو قابل الأهلي أي فريق غير الهلال لخسر. وحتما سيخسر الأهلي في الممتاز فالهلال ليس قاعدة تقاس عليها النتائج ولا الأهلي هو الفريق الذي لا يخسر ولكن الدوافع والإرادة التي توفرت لدى الأهلي والتحدي الشخصي لبعض لاعبيه وضع الهلال في هذا الوضع. ولا ننسى أن سليل شندي يجتهد للظهور بالطريقة المشرفة لأنه سيحمل اسم السودان في البطولة الأفريقية وينبغي لمن يحلم بالذهاب بعيدا أن يقدم على المستوى المحلي ما يفيده قاريا وقد كان. اعترف غارزيتو بأن الهلال عانى من صناعة اللعب وهو الذي أبعد هيثم بطريقة أو بأخرى لتنفيذ أجندة محددة سنعود إليها لاحقا. وأبقى على مهند بالخارج وأشرك نزار البعيد عن اللعب التنافسي. وكالعادة نالت أرضية الملعب نصيبها من النقد ونقر بأنها لم تكن جيدة ولكن.. ألم يشارك لاعبو الأهلي على ذات الأرضية؟ ومن قبل كان ريكاردو على قناعة تامة بأن الأرضيات السيئة تبعد اللاعب المهاري عن مستواه وهو ما حدث مع توريه ومن ثم أصاب مهند. والاتحاد ضالع في هذا التقصير ويتحمل مسؤولية تفتيش ملاعب الممتاز قبل انطلاقة المنافسة وتأهيل الحكام والمدربين ولكنه اهتم بجزء من التفاصيل وأهمل الأخرى وانشغل عن اللاعب واللعبة بالتفلزة والصراع حول الرعاية والبث والحقوق وتوزيع الأنصبة. نتمنى أن تكون صدمة جماهير الهلال في غارزيتو خفيفة وأن يسعى المجلس لمعالجة الخلل والتنبيه لأهمية كسب المباريات والنقاط لأن المباراة الأولى مفتاحية للموسم ومؤشر مهم لمعنويات الجماهير حتى يزداد ارتباطها بالفريق وهو يقبل على القتال في أكثر من جبهة. ارتكب مجلس الهلال خطأ كبيرا بعدم سفر أي من أعضائه للحاق ببعثة النادي إلى شندي ولم ولن نجد عذرا لتخلف هذا العدد رغم الادعاءات بعودة فلان وعلان وغيرها من محاولات تكبير الكوم. ونتمنى ألا تتكرر هذه الممارسة مستقبلا فقد انتخبت القاعدة هؤلاء الأعضاء للقيام بالواجب التنفيذي وإدارة شؤون الفريق فالجمعية العمومية لن تحاسب فوزي المرضي وخالد بخيت لأنهما موظفان بالنادي لم تنتخبهما بل اختارهما المجلس رغم أن الأسد تعفرت قدماه بتراب النادي وبذل المعلم العرق المدرار على شعار الهلال ولكن الحق حق. ما الذي يمنع هاشم ملاح وعثمان خالد والعميد عصام كرار واللواء حطبة من مرافقة الهلال وقد رافقه من قبل كاروري والطاهر يونس في أحلك الظروف ولأصعب الرحلات وخارج السودان. عاجل الشفاء للأخ الأمين البرير رئيس الهلال وكنا حذرنا من قبل من مجلس الرجل الواحد والاعتماد على فرد بدلا من المجموعة والقيادة الجماعية. سجل الهلال عددا من اللاعبين المميزين وأخفق في تسجيل آخرين تسببوا في إحداث الفتنة وسط الفريق وارتفعت وتيرة المطالبات وأصوات القدامى الذين وعدهم المجلس بسداد القسط الأخير من الحوافز المستحقة. ولو أعلنت لجنة التسجيلات عن المبالغ الكبيرة للتسجيلات الأخيرة التي تناولتها الصحف لصبر المعنيون بالأمر. هنالك عدد من اللاعبين ليسوا مصابين ولكنها المطالب.