بهدوء علم الدين هاشم فوز ثمين وتتويج مستحق احتفظ المريخ بلقب كاس السودان بفوز ثمين على نده الهلال بثلاثية تجاوزت كل التوقعات بفضل الاداء الممتاز الذى قدمه الفريق فى الحصة الثانية من المباراة التى افرد فيها المريخ عضلاته ولعب على اخطاء الهلال التى توالت بعد اضاعة سيسه للضربة الجزاء الزرقاء ! تقدم الهلال بهدف السبق اعطى انطباعا بان النتيجة قد حسمت باللون الازرق خاصة وان الهلال حينها كان هو الاغزر هجوما والاكثر انتشارا وسيطرة فى وسط الملعب الذى تاه فيه نجوم المريخ ولم نشعر بوجودهم باستثناء تحركات الشبل ابراهومه الذى قدم نفسه بصورة جيدة وحجز مقعدا له فى التشكيلة الاساسية وكذلك المصرى ايمن سعيد احد ابطال موقعة الامس وابرز نجوم المباراة ,, ولكن قبل ان تمضى الخمسة الدقائق الاولي على هدف الهلال نجح المريخ فى معادلة النتيجة عن طريق ضفر والعودة من جديد الى اجواء المباراة خاصة الشق الدفاعى ومن خلفهم الحارس الامين جمال سالم فى التصدى لكل المحاولات الهجومية الزرقاء التى كان مصدرها بكرى المدينة وانطلاقات معاوية فداسي من الطرف الشمال . ظهر المريخ فى الشوط الثانى مختلفا وتحديدا عقب اهدار سيسيه لضربة الجزاء الزرقاء التى وقف لها القائم بالمرصاد قبل ان يشتتها الدفاع بعيدا عن منطقة الخطر ,, كانت تلك هى نقطة التحول التى غيرت مجرى المباراة لمصلحة المريخ واعادت له شخصيته لاسيما فى وسط الملعب الذى لعب فيه المصرى ايمن سعيد دورا كبيرا وكان بالفعل مفتاح النصر للاحمر حيث استبسل فى الدفاع وابدع فى صناعة الهجمات قبل ان يتوج ذلك بالهدف الثانى من ضربة الجزاء الصحيحة الذى رفع من معنويات نجوم المريخ وزاد من حرارة التشجيع على المدرجات وزاد على ذلك شجاعة المدرب برهان تيه الذى عرف كيف يدير المباراة فى شوط المدربين بالاعتماد على الهجوم المتواصل دون ان يركن الى الدفاع مستفيدا من تألق الحارس جمال سالم الذى كان احد صناع النصر الكبير حيث تصدى لكل هجمات الهلال على مدار الشوطين رغم الاخطاء القاتلة التى وقع فيها دفاع المريخ امير كمال وباسكال . استحق المريخ الفوز والاحتفاظ باللقب المحبب لجماهيره فى وجود مدرب شجاع مثل برهان تيه لم يلتفت كثيرا للاسماء ونجوم الخبرة مثل احمد الباشا وفيصل موسى اللذان تركهما الى جانبه على دكة البدلاء وفضل عليهما ابراهومه وراجى ثم تمسك بقراره فى التبديلات بدخول عنكبه وخروج تراورى رغم صافرات الاستهجان ومطالبة الجماهير ببقاء تراورى ثم دخول عبده جابر بديلا لوانغا وقبل ذلك اتخذ قرار اضطراريا بدخول احمد ابكر بدلا عن ابراهومه المصاب ,, كل هذه التبديلات جاءت فى الشوط الثانى ورغم ذلك احتفظ المريخ بالاداء المتوازن وبالروح القتالية مما انعكس على اصرار اللاعبين وقوة عزيمتهم فى تغيير النتيجة وتحقيق الفوز الكبير . الهفوات والاخطاء الدفاعية فى الشوط الاول لاتقلل من تفوق المريخ الذى تكفيه هذه النتيجة والفوز بالكاس الثالثة هذا الموسم بعد لقب الرديف وبطولة سيكافا مما يعزز من ثقة اللاعبين ويرفع من معنوياتهم من اجل الاحتفاظ بلقب الدورى الممتاز ,, نجح الكابتن برهان تيه فى كسب الرهان والتحدى فى مباراة الامس واكد من جديد انه ( مدرب بطولات ) بهذا الفوز والتتويج المستحق الذى هزم به كل الظروف التى صاحبت اعداد الفريق من نقص وارهاق طال عدد من اللاعبين خلال الفترة الماضية ,, الف مبروك لجماهير المريخ الاحتفاظ بلقب الكاس وهاردلك لجماهير الهلال التى لم تكتمل فرحتها فى الشوط الثانى والتحية لمدربي ولاعبي الفريقين الذين قدموا لنا مباراة هجومية نظيفة سادتها الروح الرياضية مما ساعد الحكم وديدى الفاتح الخروج بها الى بر الامان