هيثم كابو ضد التيار "وهم" الموسم ..! * هل يمكن أن تكرمك جهة ما أو تمنحك جائزة فتشعر بالإحباط بل والصدمة؟.. هل بوسعك أن تختار (كرافتة) أنيقة أو ترتدي (لبسة كاجوال) مختارة بعناية فائقة لتبدو في حُلة زاهية وأنت تتجه بكل تلك (القَشرة) لاستلام جائزة فوزك بلقب صاحب أسوأ عمل فني أو قرار سياسي أو نهج اقتصادي في العام الذي لملم أطرافه ومضى على رحيله أياماً معدودات؟.. من يملك جرأة القبول والقدرة على التصالح مع الذات في مثل هذه المواقف بدلاً عن (فلق أدمغتنا) باحتفالات (شخصية العام) ونجوم الموسم التي باتت ماسخة وفقدت بريقها لعدم استنادها إلى أسس واضحة وجلية، أو اعتمادها على استبيانات حقيقية.!! * لا زلت أذكر حجم الدهشة التي أصابت (شاب طيبان) ممن درجوا على إقامة تلك الاحتفالات عندما أخبرني العام قبل الماضي بفوزي بجائزة أفضل صحافي فني وحفاظي على اللقب لثلاث سنوات متتالية عندما قلت له: (معليش ما بقدر أجيكم.. ما مقتنع بنتيجتكم ولازم أشوف الاستبيانات في الأول!!).. وبعد معرفتي بعدد الاستمارات والجامعات التي طرحت بها وافقت على حضور الحفل بجانب عدد من نجوم الموسم ذاك الموسم من بينهم (رئيس نادي المريخ جمال الوالي.. قناة "النيل الأزرق" ممثلة في مديرها حسن فضل المولى.. الفنانة ندى القلعة.. لاعب الهلال مهند الطاهر) وغيرهم من الأسماء، ومن يومها لم أعد أمنح مثل هذه الجوائز و(الشهادات التقديرية) أدنى اهتمام، فقد شعرت بأن الأمر وراؤه أجندات منزوعة الاحترام. * (عودة على بدء) نقول إن هذه الاحتفالات التي تتزاحم في مثل هذه الأيام من كل عام ليست مقياساً ولا مرجعاً، لذا فقد اعتذرت في العام الماضي عن حضور حفلين صمما لذات الغرض وتركت لهم (شهادة نجومية الموسم المزعومة) وفي البال ما ابتدرت به الحديث عن ضروة وجود جائزة سنوية للأعمال الرديئة وتكريم أصحاب الإخفاقات العليا بأوسمة الفشل والتدني والهبوط أسوة بما تفعله الأكاديمية الفنية الأمريكية التي تقدم جائزة لأسوأ الأعمال باسم (رازي) وتأتي في موازاة جوائز الأوسكار لأفضل الأفلام والممثلين. * كثيرون عندنا في الوسط الفنى قبل الرياضى.. والسياسي قبل الإعلامي يستحقون جوائز عن أسوأ الأعمال، لكن لا أحسب أن فيهم من يتقبل فكرة ورود اسمه ضمن قائمة المكرمين ناهيك عن التحلي بروح رياضية والذهاب لاستلام الجائزة وحضور التكريم.! * احترمت الممثلة الهوليودية (هالي بيري) كثيراً عندما ذهبت عام 2004 لاستلام جائزة أسوأ ممثلة عن فيلم (المرأة القطة) على الرغم من الأسى الذي اعتصرها والحزن الذي لفها، وعبرت عن صدمتها لحصولها على هذه الجائزة بقولها إنها لم تكن تتوقع يوماً أن تقف هذا الموقف، وقالت الممثلة التي سبق لها الفوز بالأوسكار بالحرف الواحد: (أتيت لاستلام هذه الجائزة لأن أمي قالت لي يوماً إن لم أعرف أن أتقبل الخسارة فلن أعرف النجاح). * هل يوجد في مشهدنا الفني والإعلامي والسياسي من يتقبلون الخسارة ويقبلون مثل هذا النوع من الجوائز رغم ما فعلوه بالفن والسياسة والرياضة والاقتصاد والتردي الذي قادوا له الذوق والأخلاق والكرة والبلاد.؟؟ * مشكلتنا أن كل منا يرى نفسه نابغة زمانه وعبقري عصره الذي لا يضاهى على الرغم من أن كثيرا من الأسماء عندنا ذبحت المشهد السياسي ودمرت الاقتصاد ومزقت البلاد وأصابت الفن في مقتل بأمراض خبيثة وأورام سرطانية يستعصى علاجها. ! * إذا أردنا طرح استبيان بالسودان للفوز بجائزة أسوأ قرار سياسي وأضعف عمل فني.. سيكون التنافس محموماً في ظل موجة التردي، لكن المعضلة الأساسية التي ستواجه الاستبيان اعتقاد أهل الفن عندنا أن الجائزة تمثل استهدافاً لهم، ناسين أن أعمالهم الهشة المتهالكة هي التي تستهدفهم، أما السياسيون فسيعتبرونه مخططا يعمل على تنفيذ أجندة خارجية، وجريمة ترقى لمستوى الخيانة الوطنية.!! * غداً أحدثكم عن مهازل (الخندقة) وشخصية العام وكتابة الأسماء في الساندويتشات و(حلل الطعام)، وما تبقى من أوهام . نفس أخير * ولنردد خلف نزار : مرهقة أنتِ وخائفة وطويل جداً مشواري غوصي في البحر أو ابتعدي لا بحر من غير دوار. هيثم كابو