رأي رياضي ابراهيم عوض مازدا التقليدي الفوز الذي حققه منتخبنا الوطني لكرة القدم أمس الاول على سيراليون بهدف في مستهل مشواره بالتصفيات المؤهلة لنهائيات امم افريقيا بالجابون لا يعني اننا كنا الافضل. والنقاط الثلاث التي وضعناها في رصيدنا وكفلت لنا تصدر المجموعة التاسعة، لا يمنح المدرب مازدا حق التميز، أو يجعلنا نتفاءل بتحقيق نتائج ايجابية معه في المستقبل. اختيارات مازدا لعناصره لم تخرج عن الاطار التقليدي الذي ظل ينتهجه منذ ان اوكلت اليه مهمة تدريب الصقور قبل سنوات طويلة، بل وطويلة جدا. يعتمد مازدا في اختياراته على لاعبي الهلال والمريخ، حتى ولو كان البعض منهم دون المستوى المطلوب، كما هو حال بكري المدينة في لقاء أمس الاول. لم نفهم او نستوعب اصراره على اختيار المعز محجوب لحراسة المرمى ، رغم ان عدد المباريات التي لعبها مع فريقه منذ تسجيله في المريخ لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة. ومع ذلك نشهد بان المعز ساهم في انقاذ مرماه من هدفين مؤكدين خلال المباراة، لكننا نختلف مع مازدا في مبدأ الاختيار الذي ينبغي ان يكون على اساس اللعب مع الفريق لا على الاسماء. وكذلك الحال بالنسبة للظهير الايسر معاوية فداسي، الذي غاب لفترة طويلة عن المشاركة مع الهلال بسبب الاصابة ولم يعد للتشكيلة الا في الجولات الاخيرة، ومع ذلك اشرك اساسيا امام سيراليون. قد يتم اختيار بعض الذين لا يلعبون في انديتهم للمنتخب كاساسيين فيتالقون، كما هو حال المعز وفداسي، وغيرهم، لكن هل يمكن ان يكون هذا هو معيارا للعمل الناجح؟. لا نظن ذلك، فاذا كان المعز قد وفق في مباراة سيراليون ومنع دخول هدفين، فهل سنضمن تالقه في المباريات المقبلة اذا لم يمنحه المريخ فرصة اللعب في الدوري؟. اذا تجاوزنا حكاية الاختيارات غير المفهومة ، اذا بمباذا نفسر طريقة اللعب العشوائية التي ظل ينتهجها المنتخب في عهد المدرب ديمة مازدا. كثيرون من بينهم خبراء ومدربون وصحفيون، ولاعبون سابقون، قالوا انهم لم يكونوا يعرفون الطريقة التي كان يلعب بها المنتخب امام سيراليون. واكد الغالبية منهم ان الفوز الذي تحقق في تلك الامسية جاء بمجهود من اللاعبين واصراهم على الخروج بنتيجة ايجابية، واسعاد الجماهير الغفيرة التي حضرت اللقاء. نقدر للكابتن مازدا الجهود التي بذلها مع المنتخب طوال السنوات الماضية، ونشهد له انه صاحب انجاز التاهل لنهائيات افريقيا بعد غياب 30 سنة. لكن ينبغي عليه ان يفهم انه لم يعد لديه ما يقدمه للمنتخب، وان وجوده على راس الهرم الفني كل تلك الفترة ، لا يخرج من كونه اصبح جزء من المنظومة التي تحكم الاتحاد. وحتى لا يفقد مازدا اكثر مما فقده، يجب عليه ان يبادر بتقديم استقالته، وان يسعى لاختيار المدرب المناسب للصقور مع اصدقائه قادة الاتحاد. المنتخب هو منتخب كل اهل السودان، وليس منتخب معتصم او مجدي او اسامة عطا المنان .. فهل تسمعني اخي مازدا. آخر الكلام يعانق هلال السودان مساء اليوم جماهيره بعد غيبة طويلة، عندما يستضيف الامل العطبراوي بملعبه ضمن دور الثمانية لمسابقة كأس السودان. سافر الهلال الى تونس عقب نهاية الدور الاول للدوري، واقام معسكرا اعداديا لمرحلة دوري المجموعات بدوري ابطال افريقيا والاستحقاقات المحلية. وقد حقق المعسكر كما تابعنا نجاحا كبيرا، وذلك بفضل الاهتمام غير العادي لادارة النادي بقيادة اشرف الكاردينال ومدربه التونسي المتميز نبيل الكوكي وبقية الاجهزة المعاونة. وننتظر ان نشهد اليوم أول النتائج الايجابية لمعسكر سوسة، بانتصار كبير يسعد الانصار ويطمئنهم على مستقبل الفريق في المسابقة والبطولات الاخرى. الأمل فريق كبير وعريق، ويملك لاعبوه ارادة قوية للفوز خصوصا عندما يقابلون الهلال او المريخ، وقد فعلوها من قبل اكثر من مرة. العيون ستتابع اليوم البرازيليين اندرزينهو وجوليام اللذين احدث تسجيلهما ضجة كبيرة، وزاد الاهتمام بهما بعد تالقهما في معسكر تونس، وكذلك الموهوب الشعلة. ربما يغيب اندرزينهو، او يلعب شوط واحد، بسبب انه عائد من رحلة علاج قصيرة ، لكن المؤكد أن المهاجم الخطير جوليام والشعلة سيشاركان من البداية. وقد يغيب ايضا بعض الدوليون الذين شاركوا مع المنتخب امام سيراليون، خصوصا الذين لعبوا المباراة كاملة كمساوي والشغيل وصلاح الجزولي وفداسي. المؤكد اننا ، سنشاهد هلالا مختلفا، بعد الاضافة الفنية التي احدثها المدرب نبيل الكوكي مع الفريق في معسكر تونس، وارتفاع الروح المعنوية لكل لاعبي الفريق القدامي والجدد. شق علينا أمس نبأ رحيل شاعر الهلال الكبير زكريا سمساعة الذي سخر قلمه ، وموهبته الشعرية في الدفاع عن الهلال وتوثيق انتصاراته وانجازاته. ونسأل المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه الجنة مع الصديقين والشهداء، وان يلهمنا وآله وجميع الهلالاب الصبر وحسن العزاء. ولا حول ولا قوة الا بالله. وداعية : اللهم اغفر لعبدك زكريا سمساعة وأحسن خاتمتنا. [email protected]