خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان ممارسة النساء للرياضة ** لاشك في أن الألعاب الرياضية تعتبر من أكثر النشاطات الاجتماعية انتشاراً ورسوخاً في مجتمعاتنا المعاصرة، لذلك فقد اهتمت بها كثير من الدول العالمية وقامت بوضع الخطط والبرامج الكفيلة بتطوير الأنشطة الرياضية في مختلف ضروبها لتحقيق الأهداف التي تأمل في تحقيقها والتي من ضمنها الرياضة النسوية، ومن ثم بعد ذلك توفير الإمكانيات المادية والمعنوية للأجهزة النسوية هذه لممارسة نشاطهن وتوفير الدور اللازمة لهن لأن رياضة المرأة في مثل مجتمعنا المسلم المقيد بالكثير من المثل والعادات والتقاليد في حاجة ماسة لمد يد المساعدة لكي يقدمن لهذا الوطن الكثير والكثير جداً متى ما توفرت لهن الإمكانيات. ** تهدف الرياضة النسوية إلى تشجيع وتأصيل التربية الرياضية في المجال النسوي وإتاحة الفرصة للمرأة للممارسة النشاط الرياضي في كل مجالاته وذلك بالتعاون مع الهيئات والأجهزة الرياضية المختلفة، لذلك تم تكوين هيئة الرياضة النسوية على مستوى المركز وعلى مستوى الولايات من أجل تسيير النشاط وتنظيم العضوية والاختصاصات الواردة في النظام الأساسي لهذا النشاط الهام، وتتولى هذه الهيئات رعاية المرأة رياضياً وثقافياً واجتماعياً وتقديم الخدمات لكافة الكيانات النسوية عبر مؤسساتها التعليمية والطوعية وجمعياتها الخيرية، وكذلك تقديم الخدمات للمرأة على مستوى الأحياء السكنية. ** في المجال الرياضي النساء يساهمن في مختلف الرياضات مثل كرة السلة والكرة الطائرة وتنس المضرب وألعاب القوى في مختلف مناشطها من جرى وقفز على الحواجز وخلافها ويمارسن على نطاق ضيق كرة القدم وكذلك المساهمة في تقديم البرامج الرياضية والتعليق والنقد الرياضي وشغل المناصب في الوزارات التي تهتم بأمر النشاط الرياضي، والأمر كذلك فقد ظللن على مر السنوات يمثلن إضافة كبيرة في كل المجالات. ** الاتحاد الدولي لكرة القدم سبق أن أصدر منشوراً هاماً في فترة سابقة يحث فيه كل الاتحادات التابعة له على الاهتمام بالرياضة النسوية وخاصةً في كرة القدم، وفي ذلك هدد بعدم التعامل مع الاتحادات التي لا تهتم بها وكان ثمرة ذلك أن بدأت الانطلاقة الأولى لمونديال سيدات كرة القدم على مستوى العالم أجمع في العام 1991م بدولة الصين والذي تقام دوراته كل أربع سنوات وكان أخرها في دولة ألمانيا في العام 2011م. ** مما دفعنا لذكر كل ذلك عن الرياضة النسوية هو الجدل الذي أثاره بعض نواب البرلمان السوداني واحتجاجهم على خطاب مسئولة المرأة الموجه لمدراء المدارس يطالبهم فيه بالسماح للفتيات بالانضمام لمنتخب نساء السودان حسب توجيهات الاتحاد الدولي لكرة القدم. ** هناك رياضات تمارس بخلاف كرة القدم مثل ألعاب القوى والكاراتية وهي أشد عنفاً وطاقة من كرة القدم الذي يثار دائماً الجدل حولها، مجمع الفقه الإسلامي في فترة سابقة أصدر فتوى تمنع ممارسة المرأة لكرة القدم، إلا أن ذلك عولج في بعض العواصم الإسلامية والعربية بضرورة اللبس الساتر المحتشم، وانتهي الأمر على ذلك، وزير الشباب والرياضة نفي أن يكون هناك اتجاه لتكوين منتخب باسم نساء السودان، ولكن الواقع يقول غير ذلك. ** في الختام لابد لنا من تقديم التحايا الحارة واللائقة لرائدات العمل النسوي على نطاق الجمهورية في كل المناحي السياسية والاجتماعية والرياضية اللاتي يشكلن حضوراً هاماً وهن يقمن بتصريف العمل السياسي عبر الولايات المختلفة سواء على مستوى المنظمات العامة والوزارات، وبذلك يسهمن بقدر كبير في تقدم السودان ورقيه. [email protected]