خواطر رياضية د. صلاح الدين محمد عثمان [email protected] العلاقة بين أهلية الرياضة وحاكمية الدولة ** السودان عرف النشاط الرياضي منذ زمن بعيد في شكل الألعاب البيئية المعروفة، وعند دخول الجيش الإنجليزي للبلاد مورست الرياضة بواسطة الاحتلال الإنجليزي والتي كانت تلعب بثكناته وشيئاً فشيئاً خرجت الممارسة الرياضية للمدارس ثم بعد ذلك للأحياء السكنية حيث كان لكل حي نادي يحمل اسمه. ** لكن للحقيقة نقول أن السودان في ماضيه وحاضره لم يعرف رياضة بلغت درجة كبيرة من الذيوع والانتشار، سواء كان ذلك من ناحية الإقبال على ممارستها أو مشاهدتها مثل كرة القدم، بالرغم من المحاولات الكبيرة التي بذلت لنشر بعض أنواع من الرياضات الأخرى مثل كرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد ورياضة التنس والبنج بنج على سبيل المثال. ** الحكومات المختلفة اهتمت بأمر النشاط الرياضي ووفرت الكثير من الدور والاستادات واستجلاب الآلات والمعدات منذ عهد حكومة عبود والتي كان اهتمامها بالرياضة ليس له مثيل فهي الباعث الأول لنهضة الرياضة في السودان مروراً بحكومة ثورة مايو والتي أنشأت أول وزارة للشباب والرياضة وكان لها دور كبير في تقدم الرياضة ورقيها وتمثيل السودان في كثير من الدورات على المستوى الأولمبي أو العالمي، وكذلك حكومة الإنقاذ التي أعادت إنشاء الوزارة مرةً أخرى بأهداف وضوابط معينة. ** لكن بالرغم من هذا الاهتمام الكبير لهذه الحكومات بأمر النشاط الرياضي لكنها في مقابل ذلك حاولت الهيمنة على النشاط الرياضي من خلال القوانين واللوائح الرياضية التي بلغت أكثر من حوالي عشرون قانوناً ولائحة. ** أقول بأن العلاقة بين الرياضة وحاكمية الدولة تتمثل في التدخل الحكومي في شأنها والهيمنة على النشاط الرياضي بتعيين مجالس إدارات للأندية والاتحادات الرياضية بقرارات إدارية فوقية لا تحس بنبض الجماهير. ** النشاط الرياضي هو في الأصل نشاط طوعي وغير حكومي في الغالب، وهنا في هذا السياق هناك سؤال محوري وهام يقول هل أن التدخل الحكومي يعتبر سبباً من أسباب التدهور الرياضي في السودان من واقع المستوى المتردي للرياضة السودانية الذي نحن فيه الآن، خاصةً وأن الجهات المسئولة عن إدارة النشاط الرياضي على المستويين الاتحادي والولائي وهي التي تضع الخطط والبرامج والسياسات التي تنظم العمل الرياضي. ** لكن بالرغم من كل ما ذكر أعلاه هناك مسئولية تضامنية بين الأجهزة التي تقوم بالإدارة والتنظيم في القطاع الرياضي في الجهاز الرسمي الحكومي والذي يخضع لإشراف الدولة خضوعاً مباشراً، ويشمل وزارة الشباب والرياضة على المستوى الاتحادي والقطاع المهني والقطاع النظامي ثم القطاع التعليمي، وتتمثل أيضاً في الجهاز الأهلي المنبثق من القاعدة الجماهيرية الشعبية والتي تقوم على التطوع والذي يضم اللجنة الأولمبية والاتحادات العامة والمحلية ثم الأندية الرياضية بدرجاتها المختلفة. ** ختاماً لابد لي أن أقول بأنه لابد من إتباع مبادئ الإدارة الرشيدة في شقيها الحكومي والأهلي، حيث أن الإدارة الناجحة يحكم عليها بالأهداف والنتائج لا النوايا والأمنيات والأحلام المثالية.