خارطة الطريق ناصر بابكر عقوبة أوكرا * مشاكل المدربين مع بعض اللاعبين أمر طبيعي يحدث في كل ملاعب العالم بما فيها الدول المتقدمة، لكن الاختلاف الذي يحدث عندنا وفي المريخ تحديداً يتمثل في كيفية المعالجة التي تتم على الدوام بشكل خاطئ يرسخ لاستمرار فوضى اللاعبين ويغريهم بالتمرد على ضوابط وتعليمات الأجهزة الفنية . * فبدلاً من حماية سلطة المدير الفني وحفظ صلاحياته التي تتيح له اتخاذ ما يراه مناسباً من قرارات، وبدلاً من توقيع العقوبات على اللاعبين الذين يخالفون التعليمات، يقوم رئيس النادي في كل مرة تحدث فيها مثل تلك المشكلات بالاجتماع بالمدير الفني ويطالبه بتغيير طريقة تعامله مع اللاعبين وفي هذا النهج هزيمة لسياسة الانضباط وانتصار للفوضى وتشجيع للخروج على النص . * بلة جابر يجلس على دكة البدلاء في مباراة أو اثنتين فيتوقف عن التدريبات ويمكث بمنزله وهو سلوك ظل يتكرر من اللاعب عاماً تلو الآخر دون أن يجد الردع اللازم، تراوري في كل مرة يغادر فيها إلى بلاده يقضي ما شاء له من أيام ويعود في الوقت الذي يحدده هو دون أدنى اعتبار لالتزاماته تجاه الفريق ويأتي بعد ذلك ويرفض إشراكه كبديل ويصر على اللعب كأساسي في أي مواجهة، حتى الغاني أوكرا الذي لم يكمل شهره الرابع في القلعة الحمراء لا يتردد في التذمر والاحتجاج على وضعه في الدكة وكأن في عقده فقرة تفرض على المدرب إشراكه كأساسي في كل جولة . * سلوك بلة ليس الأول ولن يكون الأخير، وسلوك تراوري ليس الأول ولن يكون الأخير، وأوكرا سيتحول إلى مشكلة وصداع في رأس الاستقرار، وفوضى ودلال اللاعبين وتمردهم على الأجهزة الفنية سيستمر في القلعة الحمراء طالما أن النهج الإداري وبدلاً من أن يضع لوائح ليحكم بها فريق الكرة، وبدلاً من أن يشجع المدربين على تطبيق سياسة الانضباط، يلجأ إلى الضغط عليهم ويفرض عليهم تغيير طريقة تعاملهم مع اللاعبين . * في كل عام يكون هنالك أكثر من عشرين لاعباً يتمتعون بقدر جيد من الالتزام واحترام الأجهزة الفنية وتقتصر المشاكل والخلافات على ثلاثة لاعبين أو أربعة، وضع يؤكد أن المشكلة في أولئك اللاعبين وليس في المدرب وبدلاً من وضع حد لسلوكهم حتى لا يتحولوا لخميرة عكننة يتم وضع حد لمسيرة المدرب فيذهب ويأتي آخر ويستمر تمرد اللاعبين فيتم الإطاحة بالمدرب والاستعانة بغيره وتبقى الفوضى موجودة لأن الإدارة تلجأ في كل مرة للمعالجة نفسها وتنتظر نتيجة مختلفة . * تلك الفقرات وردت في ( خارطة الطريق) بتاريخ 24 مارس 2015 في زاوية حملت عنوان (تشجيع الفوضى وهزيمة الانضباط) سلطت خلالها الضوء على اجتماع عقده رئيس نادي المريخ مع الفرنسي غارزيتو طالباً من الأخير تغيير طريقة تعامله مع اللاعبين بعد دخول المالي تراوري في خلاف مع المدير الفني ووقتها انتقدت هذا النهج الذي ظل يتكرر على مدى سنوات رغم أن التجارب أثبتت خطأ الضغط على المدرب لأجل تجاوز أخطاء بعض اللاعبين الذين يستغلون تلك الخصلة في إدارة النادي أسوأ استغلال بمزيد من الخروج عن النص ومزيد من التمرد على قرارات الأجهزة الفنية . * دارت الأيام وجاءت النتيجة متطابقة تماماً مع ما أشرت إليه في زاوية ( 24 مارس) .. حيث لم تؤد تدخلات الإدارة سوى لمزيد من التمرد من جانب المالي تراوري انتهى بهروب الأخير بعد أن أراد المجلس إبقاءه في الكشوفات ضارباً بعرض الحائط رغبة المدير الفني في الاستغناء عنه فخدع المجلس وسافر لبلاده دون عودة .. كما ابتعد بلة جابر منذ فترة طويلة عن توليفة الفريق .. في وقت أوقع فيه الفرنسي عدة عقوبات غير معلنة من قبل على الغاني أوكرا الذي ظل يكرر احتجاجه غير اللائق على قرارات الطاقم الفني سواء بجلوسه على الدكة أو إشراكه كبديل أو استبداله دون وضع اعتبار لتحذيرات المدير الفني الذي لجأ أخيراً وللمرة الأولى لقرار استبعاده تماماً عن السفر مع الفريق للجزائر عل وعسى أن تكون في تلك العقوبة درس للاعب الغاني يعيده للصواب ويدفعه لتغيير سلوكه غير الاحترافي ويعلمه أنه لن يكون ومهما بلغت قدراته فوق اللوائح وقواعد الانضباط التي يطبقها المدرب . * غارزيتو ركز في عمله منذ اليوم على الجماعية وجعلها أساس نجاحه في مسعاه لبناء فريق قوي يكون قادراً على المنافسة على الألقاب وخطط صناعة فريق لا يتأثر بالأسماء أو الأفراد .. حيث سعى الفرنسي جاهداً لتكون قوة المريخ في الجماعية التي يتمتع بها داخل الملعب وخارجه، وبالتالي ظل حريصاً على وضع حد لأي تجاوزات تصدر من أي لاعب مهما كان اسمه أو تأثيره لأن النجم في عرف المدرب الفرنسي هو الفريق وليس اللاعب وهنا يكمن سر النجاح الكبير الذي يحققه الساحر الأبيض في القلعة الحمراء . * وعلى أنصار المريخ دعم المدرب وبشدة في سياساته تلك لأن الانضباط هو أساس التفوق وروح المجموعة هي نقطة القوة الأكبر التي يتمتع بها الأحمر اليوم، وبالتالي فإن كل من يتجاوز تلك التفاصيل الرئيسية يستحق أن توقع عليه العقوبة وأن تجد تلك العقوبات الدعم من قبل الجمهور وقبله من قبل المجلس وتحديداً رئيس النادي ولو كانت هنالك ثمة مكاسب من هروب تراوري فهي أنها أوصلت مسؤولي الأحمر لقناعة شبه كاملة بخطأ نهجهم القديم المتعلق بدعم اللاعبين على حساب المدرب والضغط على الأخير لتجاوز ما يبدر عنهم . * أوكرا لاعب صغير السن وغير ناضج بما فيه الكفاية وهو مطالب بالتعلم من أخطائه السابقة والاستفادة من العقوبة الموقعة عليه مؤخراً ليغير من سلوكه الاحترافي ليظهر قدراً أكبر من الانضباط والتحلي بروح المجموعة في الفترة القادمة حتى يستفيد من موهبته العالية ويتمكن من التطور والتقدم أكثر في مسيرته مع الساحرة المستديرة