اصل الحكاية حسن فاروق انسحاب بأمر اتحاد الفوضي واحدة من اكبر الاشكاليات التي يعاني منها الاتحاد السوداني لكرة القدم في دورته الحالية ، انه لايري في كرة القدم سوي ناديين فقط هما الهلال والمريخ، لدرجة انه يميزهما (بفكر قادته الحالي) حتي علي المنتخب الوطني ، وهو امر لايتم في السر بل اعلنه بعض قادته علي الملأ ان الاولوية عندهم للهلال والمريخ ومشاركتهما الافريقية ، لذا من الطبيعي الا يري في منظومة الدوري سواهما وبقية الاندية عنده مجرد كمبارس يجب ان تخضع مثله وتنفذ رغبات الناديين الكبيرين آخرها البرمجة الصادرة امس والتي راعت مشاركتهما الافريقية مع انها لم تراع مشاركة المنتخب الوطني الافريقية لدرجة انه غادر بسبب هذه البرمجة الي الجابون دون ان يجد مساحة لتدريب دعك من اقامة مباراة . وظهر هذا التمييز بصورة واضحة من خلال التصريحات المستفزة لسكرتير الاتحاد العام لكرة القدم مجدي شمس الدين ، وامين المال اسامة عطا المنان ، وهما يتحدثان بصلف وغرور عن تحدي مباشر لقرار لجنة الاستئنافات العليا باعادة المريخ والامل عطبرة بعدم التنفيذ، وهذا التحدي لم يبدأ مع هذه التصريحات ، ولكنه ظل متواصلا منذ قرار لجنة الاستئنافات الاول في الدورة الاولي للدوري الممتاز ، برفض الاتحاد العام لكرة القدم تسليم القرار للناديين كل هذه الشهور ، لذاعندما يتحدي الاتحاد العام قرارات ملزمة من اعلي لجنة عدلية عنده ، فهذا يعني كما ذكرت في هذه المساحة مرارا وتكرارا ، دعوة صريحة للفوضي ، لن تتوقف كما كتبت عند الناديين ولكن الامر سيهدد استمرار المنافسة باكملها ، وهو ماحدث بالقرار المتوقع من مجلس ادارة نادي الامل عطبرة باعلانه امس الانسحاب من الدوري الممتاز لعدم برمجة مباراة الفريق المعادة بامر لجنة الاستئنافات . وكأني بمجلس ادارة نادي الامل عطبرة يرسل رسالة مباشرة لقيادة الاتحاد العام واللجنة المنظمة فحواها ( اذا كان القانون عندكم مزاج شخصي وارضاءات وتحديات وعنتريات ، وعدم احترام للقرارات الصادرة من الجهات الاعلي ، فنحن ايضا لدينا ادواتنا وطرقنا في ادارة معاركنا ، وسنسقيكم من ذات الكأس الذي اردتم ان تسقونا منه ، وتسقوا منه ايضا لجنة الاستئنافات ، وهانحن نعلن انسحابنا من المنافسة التي فقدت ابسط قواعد العدالة في التعامل مع الاندية ) .. الاتحاد العام لايعترف بقرارات لجنة الاستئنافات ، ولايتعامل معها ويعتبرها كأن لم تكن ، ونادي الامل يعترف بالاتحاد ويتعامل معه ، ويضع اعتبارا لقراراته ، ولايشرفه ان يكون جزء من منافسة قتلها منظمها وافقدها قيمتها الحقيقية. الاتحاد الحالي فشل في كل الملفات بلا استثناء، بداية من البث التلفزيوني ، والرعاية ، مرورا بتنظيم المنافسة وانتقالات اللاعبين ، والروائح الكريهة التي اصبحت جزء لايتجزاء من طبيعة المنافسة ، وملف المنتخب الوطني ، وقائمة تطول من الفشل الاداري ، مع التاكيد علي انه من صنع ازمة مباراة المريخ والامل عطبرة من البداية ، والمؤكد ايضا انه لم يكن يتوقع هذه النهاية (حتي الآن). الامر لن يتوقف عند هذا الحد، و الساعات القادمة تحمل الكثير المثير . آخر الحكاية فرض علينا تطور الاحداث في قضية نادي الامل عطبرة قطع الجزء الثاني من (اضحك مع ديجانقو) ، سأعود اليه لاحقا لو كان في العمر بقية.