اوف سايد حسن محجوب استراحة محارب * لاحديث هذه الأيام في الاوساط المريخية الا عن استقالة الرئيس المحبوب جمال الوالي.. لقد كتب الزملاء عن هذه الاستقالة والكثيرون ودعوا جمال الوالي باعتبار انه لن يعود ابداً لقيادة دفة القيادة المريخية مرة أخرى. * ولكن لفت نظري مقال كتبه الاستاذ الطيب مصطفى الكاتب السياسي الكبير والتي وصفها بالمستحيلة وأتمنى ان يكون الحبيب تكعيب قد اطلع عليه والذي أكد فيه ان استقالة جمال الوالي لا تقل خطراً عن الصراع السياسي المحتدم هذه الايام خاصة ان استقالة جمال الوالي صادفت اليوم الاول لانعقاد جلسات مؤتمر الحوار الوطني. * تحدث الاستاذ الطيب مصطفى عن كرة القدم واكد انها أضحت شأناً وطنياً يحضر منافساته رؤساء الدول الكبرى، بعد أن علت مكانةً وشأواً، وصار نجومها أكثر شهرةً من زعماء دولهم، وكتب متسائلاً من منكم يعرف رئيس الأرجنتين التي يحتل نجمها ليونيل ميسي– مثلاً رغم تعليمه المتدني– شهرةً هي الأعلى في العالم أجمع. * الطيب مصطفى أكد أن استقالة الوالي تعتبر شأناً وطنياً يتجاوز السياسي الضيق إلى الوطني والقومي الواسع، فقد كان فريق المريخ قبل أيام قليلة قاب قوسين أو أدنى من بلوغ بطولة الأندية الأفريقية، بعد أن نافس بجهود الوالي الإدارية والمالية، ولا أحد غيره، وأكرر لا أحد غيره، في نصف النهائي ولا أبخس الآخرين ما قدموا، لكن شتان شتان بين ما فعل ويفعل جمال الوالي وما يفعله الآخرون. * لأول مرة في تاريخه يصل المريخ إلى المنافسة في نصف نهائي بطولة الأندية الأفريقية، في وقت يشهد السودان فيه تراجعاً في شتى المجالات الأخرى. * تسأل أيضاً الكاتب الكبير عن اسباب استقالة جمال ولكنه جاوب في نفس الوقت..(وأظن أن الرجل أرهق من تحمله لوحده عبئاً لا يحتمله إلا العصبة أولي القوة من الأثرياء ذوي الاستعداد للبذل والعطاء، وهذه مشكلة تحتاج إلى حلٍّ، ذلك أن كرة القدم ما عادت لعبة للهواة كما كانت أيام أمين زكي ومنزول وسبت دودو وماجد من العمالقة الذين إن عاشوا هذه الأيام لكانوا ضمن محترفي الكرة العالمية. * في العالم أجمع بل حتى على مستوى الأندية العربية والأفريقية لا يتحمل رئيس النادي ميزانية فريقه إنما هناك استثمارات تبذلها الدولة وتمولها وهذا أمر يقتضي أن ينظر فيه الوزير اليسع مع والي الخرطوم ورئيس الجمهورية. * خاطب الاستاذ الطيب مصطفى والي الخرطوم ووزير الرياضة بأن يجلسا معه لمعالجة المشكلات التي تواجه نادي المريخ ولا أستبعد أن يكون جمال محبطاً بعد أن منى نفسه بتحقيق نصر للسودان وللمريخ ما حال دون تحقيقه إلا بعض العقبات التي استعصت على إمكاناته رغم الدعم الهائل والسخي الذي قدمه بدون منٍّ ولا أذى. * أضيف للاستاذ الكبير بأن القاعدة الحمراء برهنت بمختلف قطاعاتها من جماهير ورموز وأقطاب ورجال أعمال وأطباء وقانونيين ومهندسين وضباط قوات نظامية عن تقدير كبير للأخ جمال الوالي في مناسبات سابقة. * ظهر الحب الذي يكنه الغالبية في مجتمع المريخ جلياً وواضحاً في نبرات صوت جماهير المريخ والهتافات الصادقة في مبارة المريخ الأخيرة ومن خلال المقالات الكثيرة التي ودعت فيها جبل العطاء. * أتمنى ان تكون استقالة جمال الوالي (استراحة محارب) ولا نريد ان نحدد مدتها ولتكن بعد ذلك عودته تلبية لنداء المريخ وجماهيره وليس عشقاً للكرسي كما يعرف الكثيرون ولتحقيق رغبات قوية وأمنيات صادقة ظلت تراود المخلصين من جماهير ورجالات النادي لثقتهم في قدراته الفكرية قبل المالية وحرصه على التميز والتفرد والنجاح.