وكفى اسماعيل حسن قرارات عمومية جداً للجمعية العمومية * أفضل تسمية يمكن أن تطلق علي القرارات التي خرجت بها الجمعية العمومية الطارئة للاتحاد العام هي (القرارات العمومية)… وقد كانت فعلا عمومية الي الحد الذي سمح للجميع بمعرفتها قبل انعقاد الجمعية نفسها.. * وخرجت كل الصحف تقريبا صبيحة يوم انعقاد الجمعية وهي تحمل في عناوينها نتيجة الجلسة وتفصيلاً للقرارات التي جاءت مطابقة تماما لما صدرت به الصحف ، ما يعني -بدون أي نسبة من الشكوك – أن القرارات أُمليت علي الجمعية وطبقتها هذه الاخيرة بحذافيرها دون أي مراعاة لعقولنا ولا احترام لذكاء المتابعين لهذه الأزمة منذ بدايتها . * أما عن مضمون القرارات نفسها فقد جاءت مهينة وهزيلة بمعني الكلمة .. ولم تخرج في مجملها عن إطار الجودية والترضيات ، فهي لم تردع مخالفا ولا طبقت قانونا.. * وقد كرّست الجمعية بهذه القرارات المخجلة لمبدأ الفوضي والانسحابات ، فكل من لايروق له قرار في الموسم القادم ، بامكانه الانسحاب ، وكل من يخشي ملاقاة الخصم بامكانه أن يرفض اللعب وهو يضمن الافلات من العقوبة وفقا للمقولة الراشده : من أمن العقاب أساء الأدب . * هذا خلاف التناقض القانوني الكبير في صياغة القرارات ، فاعتماد لجنة الاستئنافات وشرعيتها التي أقرّتها الجمعية العمومية كانت تقتضي وبالضرورة انفاذ قراراتها التي رفض فريق الأمل الانصياع لها ورفض أداء مبارياته المعلنة أمام المريخ ليخسر بالتالي ست نقاط ، فاذا كانت اللجنة شرعية ففريق الأمل مذنب ، ولو كان الأمل مذنباً ففيم الاستثناء . ؟! * قد يكون استثناء الهلال مقبولا بعض الشيء علي اعتبار أن الخصم من نقاطه سيؤدي فقط إلى تغير ترتيبه في الجدول ولكن دون أن يؤدي الي هبوطه من درجة الي درجة ، ولكن الامل الذي رفض حتي أداء مباريات الصعود أو الهبوط وتمادي في تحديه ، فلا نجد مبرراً واحداً لاستثنائه من العقوبة وإن كان هو صاحب الحق الأصلي خلاف الهلال الذي أقحم نفسه في قضية لا تعنيه في شيء. * أما الهلال – وعلي ذكره – فلا ندري حتي الآن ما الذي حققه بعد افتعال كل هذه المشاكل ، وما الذي جناه رئيسه الكاردينال من هذه العنتريات والتحدي المستمر للجميع ، حيث لم تٌحل لجنة الاستئنافات ، ولم يلغ تتويج المريخ بالدوري والكأس!! * وفوق هذا فقد كان معرضاً للحرمان من التمثيل في بطولة الأنديه الافريقيه لولا عطف وشفقة الجمعية العمومية علي ناديه وجماهيره . * أما من حيث ردود الافعال وتأثير القرارات علي بعض أطراف القضية ، فقد رحبت إدارة نادي الأمل عطبره ترحيباً كبيراً بما آلت إليه الأمور ، وفرحت بالنتائج التي لم تكن تحلم بها ، بل ربما أن جمال حسن سعيد نفسه لو اتيحت له فرصة ايجاد الحلول لما استطاع أن يخرج من الأزمة بهذه الكيفية المريحة التي أبقته ضمن مصاف أندية الممتاز دون أن يلعب المباراة الفاصلة التي تؤهله لهذا البقاء ، ودون أن يعاقب بنص القانون علي انسحابه من مباريات رسمية معلنة. * من ناحية فريق النيل شندي فقد أراحته القرارات من خوض مباراتي التأهل، ووجد نفسه كذلك ضمن أندية الممتاز دون عناء ، غير أن الاختلاف بينه وبين الامل أنه لم يكن سبباً في الغاء المباراتين . بينما اتسم موقف (بلدياته) الاهلي ببعض السلبية حيث كان بامكان ادارة النادي أن تطالب بحقها في التمثيل في البطولة الاولي للاتحاد الافريقي ، ولكن يبدو أنها قررت عدم الخوض في هذا درءاً للمزيد من الأزمات أو أنهم فضلوا المشاركة في البطولة الثانية في هدوء. * المريخ ربما لم يمسه الضرر ونال حقه الأصيل في الاعتراف بفوزه ببطولتي الدوري والكأس ، ولكن علي الرغم من هذا يرى الكثيرون من جماهيره أن القرارات أتت متساهلة للحد البعيد في حق من عرّض الموسم بكامله للفشل . ولكن الموقف الأشد غرابة أتي من رئيس نادي الهلال وهو يعلن رفضه للقرارات.. بل ويتهم بعض الجهات بالكذب والتزوير مرة اخري – وهو أمر ليس بمستغرب بعد أن لم يجد من يحاسبه علي اتهاماته الاولي!! * زعم الكاردينال أن الاتفاق الذي تم في مكتب السيد رئيس المجلس الوطني كان من ضمنه اعادة مباراة المريخ والهلال في ختام الممتاز.. * وبما أننا لم نكن حضورا لذلك الاجتماع فلن نكذبه ولن نصدقه ، ولكن فقط سنفند هذا القول بمنطق الاشياء ونقول: لو أن كل الاطراف التي حضرت ذلك الاجتماع كانت قد وافقت بالفعل علي تأجيل مباراة ختام الممتاز ، فذاك يعني أن الأزمه قد انتهت في ذلك اليوم ، فلماذا تتم برمجة المباراة بعد هذا الاجتماع بيومين فقط??!! * واذا افترضنا أن النكوص عن الاتفاق حدث في ذاك الوقت ، فلماذا سكت الكاردينال وقتها ولم يصرح كعادته ويتهم من اتفق معهم بالغدر وبتعديل الاتفاق??!! * المنطق يقول إن موافقة ونسي علي التأجيل كانت هي مفتاح القضية وحل شفرتها ، فلو أنه وافق علي ذلك لالتقط الاتحاد الحل السحري الذي كان سيخرجه بأقل مجهود من هذه الأزمة.. ولتعجّل في اعلانه.. * ونقطه اخري – لماذا خرج الكاردينال نفسه بعد هذا الاجتماع وهو يقرر مواصلة الانسحاب ، بل ويبشر به لموسم قادم??!! * آخر كلمة : كل التهنئة لجماهير المريخ علي الفوز ببطولتي الدوري والكأس.. ولك الشكر … اخوك عماد الدين عمر الحسن.. * من المحرر: شكراً أخي وزميلي الكاتب الكبير بصحيفة الوطن عماد الدين .. * كفيت ووفيت.. ولم يتبق غير أن أختم هذا المقال نيابة عنك ب(متلازمتي).. * وكفى.